الجمعة، 28 فبراير 2014

(ما مضى قد مضى وما بقى فليجرفه السّيل أو يذهب مع الرّيح)




(ما مضى قد مضى وما بقى فليجرفه السّيل أو يذهب مع الرّيح)

(ماذا يريد الدكتور ودّى فاكارو ؟)(1)

بقلم: عبدالفتّاح ودّ الخليفة- المملكة المتحدة .

… بعد غياب طال فتحت صفحتى فى التواصل لأجد نفسى أمام مادة رمى بها الشيخ والأستاذ (محمد جمعة-أبو الرّشيد) على حائط التّواصل تحوى مقابلة الأستاذ (نجاش عثمان) مع الدكتور (تولدى تسفاماريام) المعروف والمشهور بـ (ودّى فاكارو …..هكذا أصبح (تلفزيون أدال) منارة ومنبر يطرح قضايا السّاعة الملحّة فى ساحتنا الإرترية وباللغتين الرّسميّتن للعاملين فيه شكرا مقدّرا ………
لا أريد فى هذا المقام أن أترجم الحلقتين لأنّهما مادة يملكها تلفزيزن (أدال) وهم خير من يقوم بترجمة اللقاء… ولكن أحببت أن أمرّ مرور الكرام على بعضا من النقاط التى أثارها الرّجل حين صمت غيره… فى موجة الطرح والطرح المغاير و المضاد أحيانا هذه الأيّام فى بيت (الشّعبيّة ) وأكثر حديثه تأثيرا كان المثل الذى يقول ” آب ربا دلّو وحيج يسدّوا.. آب قبو دلّو نفاس يسدّو) والمعنى الحرفّى للمثل إن أصبت هو : { ما فى الوادى فليجرفه السّيل ومافى الجبل فليأخذه الرّيح} هذا القول المأثور بالتقرنية ردّده الدكتور: تولدى تسفاماريام- ودّى فاكارو ) أكثر من مرّة فى جلساته ولقاآته مع الجمهور والإذاعات والمواقع والتلفزة ..يستعمل أهل التقرنية دائما هذا المثل لطلب العفو عمّا سلف ولبدأ صفحة جديدة فى العلاقات والعمل….
..وأورده الدكتور فى صياغ نفس المعنى ولكنه لم يقصد به اطراف المعارضة لتعفوا وتصفح عن بعضها بل فى صياغ التوضيح بأنّ قيادة الجبهة الشعبية كانت تريد عند إطلاق هذا الشعار فى الثمانينيات، ردم الهوة التى ظهرت بينها وبين (قيادة) (إرتريّين للحريّة فى شمال أمريكا وأوروبا) فى مسألة التدخّل السوفيتى ودوره السّلبى فى الشّأن الإرترى والّتى كانت إحدى أسباب الخلاف وموت أو إنتحار رئيسهم (منقستآب إسحاق) فى الولايات الأمريكية فى منزله.. ولكن ضمنيّا كلّ حديثه يطابق هذا المثل وخاصة حين قال: لا أقبل بإحياء تنظيم الجبهة الشّعبية ولا أقبل بترميمه بل إجتثاث من الجذور وذهب أكثر حين قال : حتّى العودة لعهد (جبهة-شعبية) جريمة فى ظلّ الأوضاع التى تواجهها إرتريا اليوم وأعلن أنّ السبيل الوحيد لإسقاط الدكتاتورية هو الوحدة والوحدة فقط لا غير…….
حاول الدكتور تعزيز موقفه بذكر كثير من نقاط التأريخ السيّئ فى تجربة (قوات التحرير –جبهة شعبية) فى البدايات بدءا بمحاولة إفشال الوحدة بتأثير من الزّعيم (أسّياس أفوورقى) مرورا بمقتل الناشط الجبهجى (البيرتو-ودكرن) فى مدينة (ميلان) الإيطالية مرورا بالنّيات السّيأة للرّئيس وإفشاله للمشاريع التّنمويّة التى لعب فيها الدكتور (ودّى فاكارو) أدوار رئيسيّة و زيارته لإيطاليا كمستشارا للرّيس ومعيّته، لتلطيف الأجواء بعد حادثة طرد إرتريا للسّفير الإيطالى من أسمرا، إثر موقفه من الصّراع مع إثيوبيا ومصير الدّموقراطية وحقوق الإنسان فى إرتريا …. حينها زار الرّئيس (روما) وبعض الفعاليات فيها لينتقل بعدها معه إلى (ميلانو) للإجتماع مع بعض ذوى النّفوذ وإكتشف (الدّكتور ) حينها أنّ هؤلاء ذوى النّفوذ ما هم إلاّ مجموعة من الطليان وإرترى يعملون فى كلّ ماهو سيّئ ومشهورون بالإجرام والإتّجار فى كلّ الممنوعات ، وأخيرا أحد هؤلاء الطّليان منحه الرّئيس رتبة عقيد فى القوات النّظامية الإرترية وعلّق فى ذالك ليقول ” رئيس غير شرعى يعطى مناصبا غير شرعيّة “وتلك كانت القشّة التى فصمت ظهر البعير فتبرّأ الدكتور من كلّ ماضيه وإنسحب من دائرة الحكم والنّفوذ ليدخل عالم المعارضة ولكنه تأخّر عشرة سنين ليعلن عن نفسه … نسبة لتداعيات صحيّة عافاه الله وأقواه ليساعد على تعرية النّظام وإضعافه من أجل إسقاطه……
صرّح الدكتور ودّى فكارو فى كثير من لقاءاته أنه تواصل مع كثير من عناصر التنظيم وقياداته السّابقين فلم يجد أذنا تُصغى ولا قلبا يعى ولذالك مبادرته هى مبادرة شخص واحد حتّى الآن ورسالتها: تعالوا نتوحّد لنسقط النظام لم تصحبها رؤية ولا برنامج ، إلاّ نقطة الهبوط الآمن التى إشترك فيها مع (مدرخ) ومنظّمة (سدرى) …. يظهر أنّ الرّجل ليس من أصحاب الديباجات والطّرح المكتوب بل رجل عملى تنفيذى ورجل مبادرات إقتصادية وتجارية أشبع الشّعبية مالا ومددا ، وفتح لهم أبوابا كانت موصدة، لم يعرف التّنظيم إلاّ فى مدينة (فابيا ) الإيطالية (أغسطس عام 1973 فى إجتماع للجاليات الإرترية حضره القادة (عثمان صالح سبّى) و(ولدآب ولدماريام ) وكما يقول هو : كان لرأب الصّدع الذى بدأ يصيب السّاحة الإرتريّة ولأنّ المتأثرون بنداء الإستغاثة من مؤتمر (تخلى ) كانوا فى قمّة العنفوان أفشلوا المسعى ولكنّه يقول : أخذنا المناضل (ولدآب ولدى ماريام) على جنب ليقول لنا (كونوا عشرة على الوحدة ) والآن بعد أربعون عاما : ترونى أريد أن أعمل بوصية المناضل الكبير فتعالوا نتوحّد … رسالته ونظرته لماضى (الشّعبية) هى نفس نظرة (تسفاى تمنوّو) فـ (تمنوّو) كشف المستور فى التأسيس وبعده ليقول أنّ الذى نحن فيه اليوم بنى قبل زمن طويل عرفناه وأحسسنا به ونادينا بتغيّيره ولكن خذلنا أصحاب النّفوذ حين وقفوا مع الباطل فإستمرّ الباطل أربعون سنة وأكل كلّ حسنات البلد ولم يترك لنا ولهم إلاّ السيّئات وحين حفوا !! وعروا !! تركوا الجمل بما حمل وزاحمونا على أبواب المنظّمات الإنسانية..و تعمّق (ودّى تمنوّو) فى شرح الماضى السّيئ حين أضاف ” لم يأخذ فرعون ما أخذ حسنة من أحد بل إنتزع القرار ثمّ التنظيم من الكلّ بدهاءه وغامر فى سبيل ذالك بنصف حياته وأبقى على النّصف الآخر للحكم…. ولذالك التغيير يجب أن يكون بنفس وسيلة الأخذ بالقوّة والدهاء … أما الدكتور (ودّى فاكارو) لم يكن له فى وسيلة التغيير ثباتا فينادى بالسّلميّة فى كثير من لقاءاته وعندما يسأل فى لقاء آخر ماذا بقى للسّلمّ؟ يقول بألفاظ خجولة “حتّى وإن تطلّب الأمر لمواجهة عسكريّة فيجب أن نكون جاهزون ” يتحدّث الرّجل عن وحدة الشّعب دون أن يتحدّث عن المعارضة!! لا تدرى من يريد أن يوحّد !! أم أنّه يريد الجموع أن تنفضّ من إلتزاماتها وتأتى عنده.. وبالرّغم من هذا وذاك لا يطرح آليات ولا أدوات، غير تشكيل لجان قانونية لتفنّد القضايا الإنسانية والحقوقية وتطرحها أمام المجتمع الدّولى علّها تُسمع ….. ويتمادى فى إنكار الموجود حين يقول: ” لا أعرف تنظيمات المعارضة ولا مجلسها الوطنى ، حين قال لتلفزيون (أدال) “: إنّ تسمية مجلس وطنى” غير صحيحة لأنّها تعنى ممثّلى الشّعب والمجلس ذاك لا يمثّل الشعب تمثيلا حقيقيا ” بالرّغم من إيمانى بأنّها حجّة واهية لا تغنى الجوهر فى شيئ.. لأنّ الأساس ليس التسمية وإنّما الهدف والغرض. . فإن كان غرضه التّغيير عمل معهم وكان يجب عليه طرق أبوابهم لأنّهم يعملون للتغيير..كما يفعل غيرهم وللتهرّب من الإجابة المقنعة يلوذ بالفرار إلى علاقاته القديمة بالدكتور (يوسف برهانو) و(دكتور يوهنّس زرئى ماريام) إلى أيّام (ميلانو) و(فابيا) وإلى سبعينيات القرن الماضى فى إيطاليا وأيام الدراسة….. وأما ما ميّزه من غيره من معارضى (بيت الشّعبية) إعتذاره عن كلّ ما سلف مثله مثل (تسفاى تمنوّو) وإن كانت أوضح عند الدكتور (ودّى فاكارو) حين قال : (أطلب العفو من شعبى لأنّ من رآى منكرا ولم يغيره فهو نفسه منكر ، ومن كان فى معسكر الإجرام حين وقوع الجريمة ولم يقل شيئا أو يستنكر فهو شريك فى الجريمة… يقول بعضا من مخضرموا السّياسة : الرّجلين يعزفان عزفا منفردا قد لا يلامس الذّوق العام وقد يصابا بالإحباط والعجز والوهن فيتلاشى صوتهما وتذهب أفكارهما مع الرّيح…….
تحدّث الرّجل عن عدم شرعيّة من يحكمون الدولة وبطلان كلّ تصرفاتهم القانونية والإداريّة وعدم شرعيّة العلم الإرترى الذى صنعوه لأنّنا نحتاج للإجماع حتّى على العلم!!!
ولكنه حينها أدخل جملة أفسدت طيّب الكلام فقال : ” حتّى أنا الملتزم بالشّعبية لم أرى ذاك العلم إلاّ يوم رفعه على سارية مبنى الأمم المتّحدة فى (نيويورك) بيدى (ودّى حجّى) الّذى لا يعنيه ذاك العلم ولا رفعه على السّارية الأمميّة لأنه مواطن غير مؤهّل لفعل ذالك ووصفه بأنّه (ودّى أربعا) (2)…. وقال نفس الحديث وكرّره فى حقّ كثيرين ممّن يديرون الدولة فى أسمرا اليوم ولكنّه لم ينطق إسم واحدا منهم!!! حين نطق بإسم الوزير (ودحاج) تهكّما وبلا تحفّظ وأضحك الحضور، وحينها أُسقط فى يدىّ المتحمّسين لجرأة الرّجل وشجاعته !!!! لأن الكلام لا يستوى فى غير مقام !!! ولا يساعد فى حشد الطّاقات نحو إسقاط النّطام !!!! إنّها مقدّمات غير طيّبة لأمور سوف تطرح من جديد على طاولة رواد وزعماء التّغيير والتّجديد !!! ولا يستحقّ أن تقال فى حقّ مناضل مثل (أحمد حاج على) لأنه عمل لإرتريا بطريقته وإن إختلفنا معه، وفى الأخير بإختلافنا وإتّفاقنا جاء التّحرير وأصبح واقعا لا يعطى فرصة للخيال، وملك عينى لكلّ إرترى وبعد خراب الدّيار مثله مثل (ودّى فاكارو) قال: لا لا… للطّاغية من داخل الوطن وإستحقّ السّجن!!!!! فمن باب أولى أن يعمل (ودّى فاكارو) لإطلاق سراح زميله ورفيقه الوزير (أحمد حاج على ) وإحياء الوطن الذى أدخله (زعيمهم) غرفة الإنعاش بمباركتهم وهم يتهكّمون فى أروبا على مناضلىّ (جبهة تحرير إرتريا) أربعون عاما أو يزيد .. ويترك الحديث عن حقوق المواطن والمواطنة ومن يستحقّ الإنتماء لهذا الشّعب الصامت الصّامد…للقانون ومصادر التّشريع فى دولة القانون ، والقانون سوف يقول : إن كان فى حقّ المواطنة : حقّ مطلق يمارس وآخر مقيّد يجب أن يستوفى شروطا للمارسة مثل (تعليق علم على ساريّة أمميّة ؟؟ وحتّى لا يقال له من أنت؟ وأين كنت؟ ولماذا صمتّ أربعون حولا لتقول ما تقوله الآن بأنّه حقيقة!!!!!!!!!!!!!!
الحقائق لا تقال فى حالات اليسر بل فى الوقت الذى يحتاجها الشعب وفى حالات العسر وحينها فقط تجعل من صاحبها وقائلها بطلا قوميّا ورمزا من رموز الحقيقة!!!!!!!!…..
لا أقول أنّ الرجل لا يقول الحقيقة ولكنّى أقول تأخّر ويتطاول ويكيل بمكيالين،نعم إرتريا اليوم تنزع فيها الجوازات والجنسيات ممّن يستحقّونها وتعطى لآخرين ويزاد عليها رتبا عسكريّة (حديث ودّى فاكارو) والجواز الإرترى يباع فى السّوق السوداء لمن حرمتهم دولتهم أبسط حقوق المواطنة والإنتماء، وهناك أشخاص يتلاعبون بمقدّرات الشّعب الإرترى ولهم ما لهم من عداء وسوء إنتماء متخفّين خلف الولاء، والولاء لفرعون!!!!!!! …….
وهنا يطرح سؤالا عفويّا نفسه وهو: هل يجرى حديث (ودّى فكارو) الّذى أراد تطبيقه على المناضل والوزير (أحمد حاج على) على كلّ رفاق (ودّى فاكارو) المخضرمين وممّن أسّسوا التنظيم…….
وليت (ودّى فاكارو ) إكتفى بما قاله أعلاه، فبعد أنْ هلّلت وكبرت) جاليات المهجر الإرتريّة لقدومه كفارس جديد إلى معسكر المقاومة والمعارضة والممانعة يبدأ لقاآته بدءا جميلا وسهلا، ولكنه فى قلب الحديث يرمى بمنطلقاته الأسياسية (وآراء ليست بعافية ) ومن أحدى شطحات الرّجل فى لقاءه مع غرفة المنتدى الإرترى للتغيير، فى يوم الإربعاء التاسع والعشرون من شهرنا المنصرم تحدّث بفجاجة عن أنّ اللغة الرّسمية فى إرتريا يجب أن تكون (التقرنية ) ومعها الـ (تقرى ) وإن أردتم نضيف الـ (عربيّة!!!)!!!!!
وبهذا أرجعنا إلى عهود قديمة كنت أظنّ فى نفسى أنّها حسمت جزئيّا على الأقل على مستوى السّياسيون الكبار فى (مدرسة الشّعبية) ولأنّى كنت أعتقد أنّ الرّجل عركته التّجربة وفهم مكامن الخطأ فيها وجاء ليصحّح، وحتّى كثير من رفاقه من جماعة (إرتريّون للحريّة فى أوروبا وشمال أمريكا) عادوا اللغة العربية حديثا وتعاملا بعد أن ثبّتوا (التّنظيم) على أنقاض نكران اللغة العربية ولكنهم لاحقا (أغراهم الذّهب الأسود) و صعقهم الواقع بحقائقه، أنّ الشّعب الإرترى وتكويناته ومحيطه لا يستطيع تغييره أحد إلاّ من خلق الكون… ولكن من باب التّعامل والتواصل تعلموها ولم يستطيعوا تجاوزها، أو تعلّموها من باب (حاربهم بلغتهم) أو من منظور (لا نًكُن عربا ولكنّنا نأخذ كلّ ما نريد من العرب بطريقتنا وبلغتهم) وإن تماطلوا فى الإعتراف بها لغة رسميّة للدولة منهم (يمانى مانكى) و(نايزقى كفلو) والرّيس نفسه وعدد آخر لا حصر له ….
ليت الدكتور (ودّى فاكارو) يلحق بالزّمن ولا يتخلّف ويعى مساحة الخطوط الحمراء فى تركيبة هذا الوطن (وطن الكل للكل ) ويتجاوز النّظرة الجزأيّة التىى عانينا منها نصف قرن وزاد.. !! فى سبيل تثبيت أنّ اللغة العربيةهى إحدى حقائق إرتريا وثوابتها وشكرا لغرفة المنتدى للتغيير الديموقراطى لإخراج الموضوع إلى طاولة الحوار وإن كان من منازلهم. ….
وبهذا القدر أتجاوز موضوع (دكتور تلودى-ودّى فاكارو) لمحاولة مذاكرة ما تطرحه وطرحته مجموعة (مدرخ) ولكن فى مقال قادم بإذن الله تعالى
هوامش::
1-ودّى (فاكارو قال هو بنفسه أنّ اللقب سلفة من عائلة إيطالية كانت تعمل معها أسرته أما هو فإسمه (تلودى تسفاماريام محارى) ومن باب حبّ المعرفة تناولت قاموس (إيطالي- عربى) لأجد أن (فاكا) تعنى راعى و (كارّو) تعنى (بقر) والكلمة على بعضها تعنى (راعى بقر) فقط من باب الطّرافة … وعذرا إن خرج هذا الهامش على نصّ المقال ……
-2-أهل التقرنية كما تعلّمنا فى الجبهة أيّام تسوية الأراضى (مريت مدّلدال) والتى جلبت مشاكل لا حصر لها فى التنظيم أنّ إعادة تقسيم الأرض على أسر الفلاحين من إحدى مرتكزاتها وقواعدها كانت: عمر الأسرة فى تلك الأرض لتستحقّ دخول القسمة.. وحينها جاءت إحدى التصنيفات فى قاموس السياسة والتقرنية ومن واقعهم المعاش (ودّى أربعا أو دقّى أربعا) وتعنى من لهم أربعون عاما فى تلك البقة أو القرية المعنيّة………….

منقول من فرجت .

كلمة خاصة للشباب الارتري :





كلمة خاصة للشباب الارتري :


إن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها، ذلك لأن مرحلة الشباب هي مرحلة النشاط والطاقة والعطاء المتدفق، لما يتمتعون به من قوة عقلية وبدنية ونفسية فائقة يحملون لواء الدفاع عن الوطن حال الحرب، ويسعون في البناء والتنمية في أثناء السلم، وذلك لقدرتهم علي التكيف مع مستجدات الأمور ومستحدثات الخطوب في مختلف المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، فالمرونة مع الإرادة القوية والعزيمة الصلبة والمثابرة من أبرز خصائص مرحلة الشباب .
لذلك اعتمدت فيهم كل مشاريع التغيير الإصلاحية ، وكل الثورات الفتية ، وكل النهضات الصاعدة .
وقد اعتنى الإسلام بالشباب عناية فائقة ووجههم توجيها سديدا نحو البناء والنماء والخير، وقد وظفهم النبي - عليه الصلاة والسلام - لنشر الدعوة ، والجهاد في سبيلها ، وإقامة الحق ،والعدل في الارض.
بدء بعرض الدعوة على على - كرم الله وجهه- ، ثم جعل مقر الدعوة بيت الأرقم بن ابي الأرقم ، ثم عقد لواء لأسامة بن زيد ، وأمر ابا عبد الله الثقفي على وفد ثقيف ، وأشرك اسماء في الهجرة ، وتم الاستقبال الجماهيري الحاشد عند دخوله المدينة بإنشاء من الفتيات اليافعات ، ثم اشتركن الفتيات بعد ذلك في العمل الخيري والصحي ، والاجتماعي ، 
والجهادي . 

أيها الشباب الارتري : 
لا يغويكم الشيطان فيقول لكم هولاء صحابة ، وتربوا على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اين انتم منهم ؟ واعلموا ان نبينا لم يرب ملائكة معصومين ، ولكن كان يربي بشرا يخطئون ، ويصيبون ، ولكنهم اقبلوا على الاسلام فتعلموه ، وملئوا به قلوبهم ، وتحركت به جوارحهم ، وجعلوه همهم ، ولم يكن كل واحد منهم ينتظر البذل ، والتضحية من غيره !!! بل كان كل واحد منهم مثال للثبات ، والتجرد ، والتضحية ، والإيثار .
فلم تمض سنوات قليلة الا خرجوا بهذا الدين العظيم من مجاهل الصحراء الصماء الى فجاج الارض الرحباء، ولم يكن خروجهم صولة في نزهة ، او طلبا لمنفعة ، ولكن كان تركا للوطن ، والأهل ، والراحة ، والسلامة .
أيها الشباب الارتري العظيم : 
أيها الشباب الارتري الحصيف لا تسمع للقلة المثبطة التى سلمت نفسها لمن يسلب كرامتها وعزها ، فهؤلاء قوم ألفوا الهوان ، وعشقوا العبودية ، وسيظل شعارهم ( المستبدون هم السادة وغيرهم العبيد ! ) ، فلا تركنوا لهولاء وأبواقهم ، وشيطانهم .
كما لا تصغوا الى دعاة الفرقة ، والشتات ، وتفتيت الأوطان ، لا تصغوا الى انهزامي فقد الأمل فرجع يطنطن بالقبيلة ، والمنطقة ، من غير ان يحمر وجهه خجلا ! كيف فارق الدفاع عن الدين كأكبر شرف يرزقه الله لعباده المؤمنين ، او الدفاع عن الوطن الذي لا يحمله همه الا شخص كبير النفس .
أيها الشباب الطموح :
أتعجب من بعض الشباب العاجز الذي جلس يشتم في آبائه من قادة التنظيمات الذين يبذلوا الجهد على قدر طاقتهم ، ومقدراتهم ، وبدلا من ان يحمل هولاء عنهم المسؤوليات ، يظل يتهمهم بانهم طلاب سلطة ، وسيادته يرغب ان يأتِ اليه الناس وتبوس رجله ورأسه من اجل ان يتولى المسؤولية ! .

والبعض كره الالتزامات بالمال ، والوقت ! فهرب من الاعمال التنظيمية الجادة وجعل نضاله سب وشتم العاملين ، وتتبع أخطائهم ! بينما هو ضعك من ان يخطئ ،... هو لم يتحرك اصلا من فراشه ، ولم يفارق رشف القهوة ، وأكل الثريد .
والبعض لا يفرق بين الحلم ، والعمل ، ويظل يحاسب الناس على أحلامه وأمانيه ، وخططه ، وبطولاته التى رسمها في مخيلته .
أيها الشباب الارتري :
شعبكم ينتظر تضحياتكم ، ويتوقع منكم ان تفعلوا ما فعل آباؤكم ، يريد منكم الأفعال لا الأقوال ، يريد منكم ان تناضلوا ضد هذا النظام ، وتتظاهروا ضده ، وقد انتظرتم طويلا ، وخاطبتم النظام طويلا ، وتظاهرتم كثيرا ، وكتبتم كثيرا ، ولكن النظام اعتبر صبركم ضعفا ، وسكوتكم رضا ! 
قوموا وأعدوا العدة ، وتجمعوا في صف واحد ، واتقذوا شعبكم من هذا الاستبداد المقيت .

مجتمعاتنا تفتقد التسامح .




مجتمعاتنا تفتقد التسامح .

قبل قدومي الى أروبا كانت كل تصوراتي نابعة من قراءات ، ودروس المشايخ ، وتكون عندي انها بلاد الانحلال الأخلاقي ، وحضارة المتع ، والشهوات ، وعندما نزلت في اول مطار ، اردت الصلاة فبحث عن ركن أصلى فيه ، فسألني عامل النظافة ... هل استطيع أخدمك بشيء ؟ فقلت لا : فقط اريد أصلى ! فقال : هناك مسجد في الطابق الأسفل ! ولمادخلت هناك وجدت مجموعة من موظفي المطار يصلون ! ومن ذلك اليوم ما دخلت مدينة ولا قرية الا وجدت فيها مسجد ، ومازرت مستشفى الا وجدت فيه مسجد ، وعملت مدة كمرشد روحي للسجناء المسلمين ، ووجدت كل ما يتعلق بدينهم مجهز لهم ، ومتاح ، واليوم كنت في زيارة للأستاذ / سلطان عمر في المستشفى ، فلما رايت صلاة العشاء في المسجد فاتت على ، سالت الاستقبال اين مكان الصلاة فدلوني عليه ، فوجدت مسجد كبير مقسم بين الرجال والنساء .
وعادة تكون أماكن الصلاة مخصصة لجميع الديانات ، مثل اليهودية ، والمسيحية ، والبوذية ، ولكن بحمد الله تعالى لا يستخدمها الا المسلمون باعتباره دين فاعل ، ونشط .
والغريب في الامر ! ان تلك الامم المتنازعة في بلادها تتعايش هنا من غير اي مشكلة ، ولا حساسية ، تجد في العمل المسلم الهندي ، والسيخي معا ، والمسلم العربي واليهوي معا ، والنيبالي ، والتيمالي مع بعض ، والسني والشيعي مع بعض ، وأبناء وطن واحد متناحر يعملون ، ويمارسون حياتهم مع بعض ! 
لقد صَلَّيْت بالطلاب في الثانويات ، والجامعات ، وبالاطباء في المستشفيات ، ولا تجد لا مشكلة قطرية ، ولا مذهبية .
المرأة المسلمة عندنا هنا تقود سيارتها بنقابها ، بل تعلم قيادة السيارة بنفس الملابس ، وحتى الفساد اذا كنت تحافظ على دينك ، وخلقك لا يتعرض اليك احد ! تخرج الفتاة الى مدرستها ، او عملها وترجع من غير ان يتكلم معها اي رجل ! 
هذه بعض الإيجابيات التى نحتاجها في مجتمعاتنا ، ولست أتحدث على الفرق الكبير الذي بيننا وبينهم في النظام ، وحب العمل وإتقانه ، والنظافة ، والصدق ، وأداء الامانة .

كل ما قصدته بهذا البوست هي نقطة واحدة . نحتاج الى التسامح أيها الأخوة ، والله لن نجنى اي شيء من التعصب الا الخراب والدمار . 
فتمسكك بدينك ، وعاداتك ، وتقاليدك لا يعني إلغاء الاخر حتى لو كنت تعلم بطلان ما يعتقد ، وهذا توجيه الكتاب والسنة الذان جاءا موجهان للمؤمنين الى قيمة العدل ، والتسامح فقل ( لكم دينكم ولي دين ) ولا تقل: لي حقي ولكم باطلكم. 
فالمؤمن حسن القول جميل الفعال ، وهو عنوان العدل والتسامح .
فاجذبوا اليكم قلوب الناس بالحب . وانزعوا منهم الكراهية بالعدل ، واشعروهم بقيمتهم العالية بتواضعكم الرفيع .

اسرة ارترية شرفتنا اليوم بكامل عددها في مكتب ايثار :





اسرة ارترية شرفتنا اليوم بكامل عددها في مكتب ايثار :

شرفنا اليوم الاستاذ الكريم / عبد القادر بدير وأسرته الكريمة بزيارة أخوية مساندة لإيثار ، والوقوف معها خاصة بعد مرض الحبيب المدير التنفيذي / سلطان عمر / شفاه الله .
احب باسمي وباسم مجلس الأمناء ، والمكتب التنفيذي ان نتوجه لأسرة ( بدير ) التى وقفت بجانبنا دائماً منذوا تأسيس ايثار ، حيث زار الاستاذ / عبدالقادر بنفسه المعسكرات قبل عامين ، وهاهي الاسرة تقطع المسافات الطويلة من لندن الى برمنجهام حتى تقف معنا وتساندنا ، نشكر لهم هذه البادرة الطيبة ، ونشكر جميع الأسر الارترية التى وقفت معنا وماتزال ... نسال الله ان يجزيهم خيرا ، ونبشر جميع اخواننا في أنحاء العالم ان الاستاذ / سلطان يتماثل للشفاء
s.

العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدالة الإجتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعية


العدالة الإنتقالية 
البلاد التى تواجه مظالم كبيرة في فترة من فتراتها ، وتوقف هذه المظالم بعد نضال مريرتكون دفعت لإيقافها دماء عزيزة من خيرة أبنائها ، ويكون فَقَد فيها الكثير من ابناء الوطن 
حريتهم ، وممتلكاتهم ، وأعراضهم ، وشرفهم ، وكرامتهم ، وأرواحهم ، وأرضهم ... الخ .

كيف تم إيقاف الظلم ؟ 

اما ان يكون تم بعد ضغط شعبي ومقاومة مستمرة من قبل المهمشين كــــ ( جنوب افريقيا ) ، او تكون البلد وصلت الى ازمة حادة فيسعى الحاكم بنفسه الى محاولة تحقيق بعض انواع العدالة التى تبدء تٌوسِع الرقعة رويدا رويدا كــــ ( المملكة المغربية ) ، وقد اورت المثالين لقربهم منا جغرافيا ، وربما لتشابه بعض الإنتهاكات التى ارتكبت في القطرين بما حدث ويحدث عندنا ! .

في جنوب افريقيا بعد انتهاء نظام الفصل العنصرى تم تكوين ( لجنة الحقيقة والمصالحة ) التى اوكلت اليها التحقيق في قضايا الإنتهاكات الجسيمة التى تعرض لها السكان السود في فترة التمييز العنصري الطويل .
وفي المغرب استلمت المعارضة الحكم وبرضى الملك في عام 1995م ، وافضى هذا الى انشاء هيئة ( الإنصاف والمصالحة ) لتقصي الحقائق عن المظالم التى ارتكبت في العهود الماضية ، وكان ابرزها الإخفاء القسرى للمعارضين ، وتجريدهم من جنسياتهم ، وحقوقهم ، واملاكهم ، وتعذيبهم ، وتشويههم حتى افضى بعضهم الى الجنون ! وقد حكمت تلك اللجنة بتعويض اغلب المتضررين ، ومازالت بعض القضايا قيد البحث والتحقيق .
فحالة جنوب افريقيا تمت تحت الضغط والإكراه ، وحالة المغرب تمت من داخل النظام بنفسه .
ما المطلوب في ارتريا ؟ 

لم يعد يجادل الإرتريون في حصول الإنتهاكات من عدمها ، ولكن الهم اليوم كيف نتمكن من إيقاف هذه المظالم ؟ الى وقت قريب كان يطمح البعض ، وخاصة اتباع النظام أن يأتي الحل من داخل النظام نفسه ! ولكن يبدوا تبخر هذا الحلم تماما ، وخاصة في القريب المعاش . 
أما معارضوا النظام فقد سلكوا شتى الوسائل لإيقاف هذا الظلم ، ومازال الشعب الإرتري يقاوم بكل ما يملك من اجل الحرية والعدالة .

وعلى هذا .

إذا كانت التنظيمات المعارضة صادقة في رفع الظلم عن الشعب الإرتري ، وليس همها الوحيد كرسي الحكم ... عليها القيام بهذه الامور ، وذلك طبعا على حسب فهمي .

1-إرساء الحريات والممارسة الديمقراطية في داخلها ، وفيما بينها .

2-عليها واجب أخلاقي في تذكر حق كل انسان انتهك حقه بغض النظر عن دينه او منطقته او قبيلته اوحزبه حتى لو كان منتميا الى النظام ، حتى لو كان مشاركا في الجرائم ففى نفس الوقت يٌنْصَف ويٌنْصَفٌ منه.

3-لا يمكن تجاهل جرائم إثيوبيا، وإسقاطها ، فإن الحق لا يسقط بالتقادم ، بل هناك حقوق على جميع المحتلين الذين إغتصبوا ارضنا ظلما وعدوانا .

4-ينبغي تكوين هيئة وطنية تخصص لها امكانيات مادية ، وتعطى كامل الصلاحية لتجهيز ملفات لكل شخص متهم ، وحصر كل الشخصيات الذين لحقت بهم مظالم أينما كان وقع هذا الظلم ، سواء كان في فترة الكفاح المسلح من التنظيمات ، او بعد التحرير من الحكومة الإرترية الإنتقالية الدائمة ( الدوام لله وحده ) .

مالمطلوب من هذه الهيئة ؟

1-حصر كل المظالم ، وطبعها في كتاب ، وحفظها بكل وسيلة ممكنة حتى يتم تسليمها للجنة رسمية يصادق عليها من البرلمان الإرتري فيما بعد .
2-تقديم هذه المظالم الى المجتمع الإرتري حتى تظل حاضرة في ذاكرة الناس ، حتى لا تصبح مصدر جدل او تهاون ، اومصدر مساومات لأي ، وتلاعب سياسي في المستقبل .
3-ايضا يمكن تقديمها للمنظمات الحقوقية في العالم حتى تقوم بواجبها بالدفاع عن الشعب الإرتري ، ومحاصرة المجرمين الذي ارتكبوا انتهاكات جسيمة او بسيطة ضد اي انسان في ارتريا .

ملخص درس حول القلب ومداخل الشيطان عليه


ملخص درس حول القلب ومداخل الشيطان عليه
~~~~~~
~~~
~
.
اشرف ما في الانسان قلبه فهو العامل له والساعي له .
ومن عرف قلبه عرف ربه !
وكثير من الناس جاهلون بقلوبهم ( الله يحول بين المرء وقلبه ) اي يحرمه من معرفته .

وللشيطان مداخل في القلب .

القلب بفطرته قابل للهدى ، ولكن الشيطان يهاجمه بكل أسلحته فهو يتردد بين اصل الهدى ، وهجمات الشيطان .

القلب مثل القلعة المحصنة التى فيها أبواب ، والشيطان يحاول يدخل من  تلك
الأبواب .
ولذلك ينبغي ان تكون عارفاً بهذه الأبواب ًمداخلها، ومفاتيحها ، وطلائها .
ومن اعظم الأبواب ، وأخطرها.
١/ الحسد .
٢/ الحرص .
٣/ الغضب .
يقول الشيطان : اذا كان إيمانه حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ، فكيف لو كان ضعيفا ؟
ومن مداخل الشيطان .

٤/ الشبع ! لانه يشغل عن الطاعة .
٥/ الطمع ! فيبالغ في الثناءعلى بعض الناس بما ليس فيهم ، ولكن لنيل بعض فتات الدنيا الذي عنده .

ومن مداخل الشيطان :

٦/ العجلة وعدم التأني .
فتجد الانسان متعجلا في كل شيء ! فاءذالم يتحقق غرضه يئس وتركه ! مثل الذي يدعوا الله فيستعجل الإجابة ، او يدعوا الناس فتتأخر الاستجابة .

٧/ حب المال والحرص عليه:

اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا ، وحب المال يجعل الانسان يجمع المال باي طريقة مشروعة كانت او غير مشروعة ! لان حب الشيء يدفع الانسان للحصول عليه باي طريقة لانه يفقد صبره عنه ، وتغلبه نفسه ، ويضعف عقله ، ويقل تفكيره وتدبره العواقب .

٨/ حمل العامة على التعصب للمذاهب دون العمل بمقتضاها، فتجده يغضب لمخالفة مذهب اتبعه ، ولا يغضب لمخالفة نبي امر باتباعه ، وهذا باب عظيم من أبواب الشرور .
٩/ التعمق في الأسئلة الغيبية .مثل من خلقني ؟ كيف يتم عذاب القبر ؟ كيف يتم احياء الموتى يوم القيامة ؟ كيف استوى الرحمن على عرشه ؟ فاءن لم يكف ويلجم الانسان نفسه فقد يودي به هذا المسلك الى الشكوك والظنون .

10/ سوء الظن بالمسلمين .
وسوء الظن من الأمور التى امر الله عباده باجتنابها ، ومن راقب الناس مات هما ، وعلمنا الاسلام ان الأصل حسن الظن بالناس ، وما ينبغي ان يتصرف الانسان من الظنون ، وتفسير الأحداث من غير ان يطلع على حقائقها ، وهذا ماقاله : عبدالله بن ابي ابن سلول فهلك ، وذلك لماراى ام المؤمنين عايشة رضى الله عنها قادمة مع الصحابي قال ( شاب وشابة قادمان من قبل الشعب ! ) ففسر وحكم ، وكانت الحقيقة على خلاف ظنونه .

11- وضع النفس في مواطن الشبهات : وذلك حتى لا يساء به الظن .

١٢/ ومن مداخل الشيطان شغل المصلي في صلاته ، وذلك بطرق عديدة ، فينبغي ان يتجهز المصلى لصلاته بحسن النية وحسن الوضوء ، والأدعية ، والتفرغ عن مشاغل الدنيا .

نصيحة اخيرة :

اعلم يا اخي ؛ ان مثل الشيطان كمل كلب جائع ، اذا زجرته ينزجر ، ولكن اذا كان جائعا لا يتركك ، وكذلك القلب الذي فيه النور ينزجر بسهولة ، والذي غلب عليه الشيطان لا ينزجر ، فاءذا خاطبت نفسك ، وطلبت منها ترك المعاصي فرفضت فذكرهابعظمة الله ... فاءن أبت فذكرها بأخلاق الرجال ... فاءن أبت فذكرها بالفضيحة ... فاءن أبت فأخبرها بان نور الايمان قد خفت في داخلها ، ويخشى عليها الانحراف الكامل عن دين الله .
كيف تثبت القلوب على الخير ؟
١/ الدعاء بيقين في اجابة الله لعباده .
قلب عامر بالتقوى ، وقلب مخذول مشحون بالهوى ، وقلب يبتدئ فيه خاطر الخير والشر ، فيميل احيانا الى الشر ، وأحيانا الى الخير .
فلو قال له قوم : تعال نجلس في الشمس لخالفهم فكيف لا يخالفهم في داعي النار ؟
24-فبراير -2014م

المــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــرة

المــــــــــــــــــــــــــــــوت عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
تنفخ الروح في البدن ، ويكتب للإنسان اجله ... ومن رحمة الله أخفى علينا لحظة الموت ، ولكنه اخبرنا بأنها لحظة ( حتمية ) لابد من حدوثها ! اما متى ؟ وكيف ؟ وأين ؟ فالله وحده مدبر هذا الامر ، وما على ملك الموت الا تنفيذ أوامر الله بدقة .
عندما يولد الانسان لا يعرف ما معنى الموت ؟ ولكن سخر له من يخاف عليه الموت والضرر ( والديه ) .

وعندما يعقل يعلم الأضرار ، وان فيها ماهو مفض الى الموت فيخاف ويحذر !
وهكذا تصبح قضية الموت عنده حقيقة مسلمة ، وفرضية حتمية لامفر منها لمخلوق ابدا !
بل يرى كل شيء امام نظاريه ..... نجم ينتهي اجله فيتهاوى ، وورقة تذبل فتسقط ، وحيوان يذبح فيشخط ، ونبتة تعطش فتنشف ، ونهر يقل فينضب ، وإنسان يحين اجله فيشهق !
ومع مشاهدته لذلك لكنه يتعامى عنه ويركز بصره في النجوم المتلألئة ، والورود المتفتحة ، والبهائم الغادية والرائحة ، والأنهار المتدفقة الجارية ، والقصور الشاهقة ، والأموال المكنزة !

وهو يعلم ان للإنسان حياتين .
حاضرة هي عبارة عن ممر يوصل الى دار القرار ، ودار عمل يوصل الى دار الراحة والرضوان ، ولكن واسفاه نحن لا نسير في الطريق الموصل الى الجنة ، ولكن الطريق الموصل الى النار ، ولسنا نجتهد في عمل يوصلنا الى دار النعيم والقرار ! ولكن رضينا بنكد الحياة ، ومكابدتها ، والتنافس فيها ، والتقاتل فيها ، والتباغض فيها والخصام ! ونسينا انها مجرد دار ( عمل صالح ) تملأ فيها صحيفتك بالحسنات ، وبنك الآخرة بالريالات ، وتؤمن هذه الأرصدة بالإخلاص ، وتحرسها بخوف مراقبة الرحمن .
وبينما الانسان يكبر وهو متغافل عن المصير المحتوم ... تكبر معه شهواته ، ورغباته ، وتشتد دوافعه نحو امتلاك الدنيا ، والتمتع بزهرتها ، ولكن في نفس الوقت كلما اختلف ليل ونهار شطب من عمره ماذهب من دقائق وثواني تلك الليل او النهار ، ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولا ( ثانية واحدة ) بل يمض الوقت في زحمة الحياة كانه برق لامع ، او لحظة ضوء ساطع ! واذا فجأة .... يحاول ان يقف فلا يستطيع ، يحاول يتناول شيء فلا يستطيع ، يحاول يتكلم فلا يستطيع .... يبدء في هذه اللحظة فقط يتذكر انها لحظة ( الرحيل ) ويتمنى يتمنى لو تنفع الأماني ان يمنح ولو عام واحد ! ولو شهر واحد ! ولو ساعة واحدة ! ولو دقيقة واحدة ! وربما طمح في ثانية واحدة ! ولكن هيهات ... انها لحظة حاسمة ..... ااااه يا دنيا ! الان يبدء يذمها ! كيف سرقت عمري ؟ كيف شغلتني عن ربي ؟ كيف الهيتني عن ذكر ربي ؟ وكلما خار الجسد شعر بالضعف ! تذكر الان بقوة وحرارة نداء الكبير المتعال . يارب .
يارب . يارب .

واذا كان القلب ليس فيه الا هم الدنيا قال : ( المال .. المال ... المال ) ، ولكن للأسف مالك الان الذي في بنك الأخرة ! اما بنوك الدنيا فما تركته فيها من حلال سوف تحاسب عليه ، وما جمعته من حرام سوف تعذب عليه .

الموت عبرة فلا تغفل

شيخ الرموز الوطنية : ( الشيخ - محمد الحسن إدريس ارتعا )



شيخ الرموز الوطنية :

<> <> <> <>

محمد الحسين ادريس ارتعا .
توفي تقريبا في شهر يناير من عام ١٩٩٩م . ولد الشيخ في مدينة اغردات ، وبها كانت حياته الحافلة بالخير ، وبها كانت وفاته ، ومع ان الشيخ - رحمه الله - كان قد ابتعد عن السياسة ، ولكنه ربى السياسيين ، والمقاتلين ، والدعاة ! وقد ركز على تعليم الدين ، ونشره بالحسنى بين الناس ، وأعلى شان اللغة العربية ، وقام بتدريسها ، وتعليمها ، وتحبيبها الى الناس ، وعندما دعاه الإمبراطور هيلي سلاسي وطلب منه ان يكف عن نشر ، وتعليم اللغة العربية ! قال له الشيخ ( نحن في بلادنا ، وتعليم أبنائنا لغتهم ودينهم امر يفرضه علينا ويحتمه علينا ديننا ، وهو امر واجب مقدس لن نتخلى عنه حتى لو أمرتم بتدميرنا ) .
وقد تخوف الإمبراطور المجرم من انطلاق المارد الارتري من قمقمه وإعلان ارتريا دولة ذات سيادة لا صلة لها بإثيوبيا ! فسارع الى بناء مسجد اغردات لتطييب المشاعر ، وإبراز تسامح الملك ، واعترافه ، وخدمته للدين الاسلامي ! وجعل منارته اعلى منارة في افريقيا آنذاك ! واختير العالم الجليل من قبل مدينته ان يكون امامهم ، وخطيبهم ، وقد عمل في خدمة الدعوة قرابة السبعين عاما مربيا ، وموجها ، ومرشدا ، وذلك دون وظيفة محددة ، ولا راتب يتقاضاه .
تلامذته :
تتلمذ على يديه .
.السيد / ادريس محمد ادم / رئيس البرلمان الارتري ، وقائد الثورة الارترية ، والزعيم الوطنى المعروف .
. الشيخ الوقور ، والأسد الهصور / محمدابراهيم طلوق ... الذي رفض إنزال العلم الارتري ، وقال على جثثنا ، وغادر قاعة الموتمر .
. الشيخ الرباني / عبد الله أزوز مؤسس معهد ( اغردات الديني ) ، وكان الشيخ أزوز رجلا شجاعا مهابا ، وكان زعيما مبجلا . 
. ومن تلامذته الصحفي الارتري المشهور / محمد عثمان على خير / أمد الله في عمره ، وكذلك الشيخ / حامد ابو علامة ، وعدد كبير من من الشباب الذين خدموا بلادهم في مختلف المجالات .
محاولة اغتيال الشيخ :
تعرض الشيخ الى إطلاق النار ، وهو يودي الدرس بعد صلاة العصر في مسجده ، وذلك اثناء مجزرة اغردات الشهيرة والتى راح ضحيتها المئات ، وجرح المئات من ابناء المدينة ، ونزحت اعداد هائلة الى خارجها ، ودفقت اعداد كبيرة الى السودان ، وقد جرح الشيخ جروحا طفيفة .
الا رحم الله الشيخ الجليل ، وجزاه الله عنا وعن الاسلام خير الجزاء ، وأتوقع اخواني من اهل اغردات ان يدلوا بدلوهم تصحيحا ، وإضافة .
ولنا الفخر ان يكون هولاء علماؤنا الأفذاذ ، والخزي والعار الى حكومة الاستبداد التى وضعت منذوا عشرين عاما اشرف الدعاة ، والعلماء في السجون ! بدلا ان تكرمهم على البلاء الذي لحق بهم طوال فترة الاستعمار الاثيوبي ، وإكراما فيما بذلوه من تعليم ابناء ارتريا ، ومد الثورة بعناصر متعلمة كان لها الدور الكبير في إشعال الثورة ، وحمايتها .

محمد جمعة ابو الرشيد .

27/فبراير/2014م

وترجل فارس آخر في منفاه ( وترجل فارس آخر في منفاه )

بسم الله الرحمن الرحيم
وترجل فارس آخر في منفاه
الدكتور/ محمد عثمان ابوبكر عمر حجي زبير . ينتمي الى عد شيخ ، وأمه الى اسرة نائب .
ولد في مدينة حرقيقوا عام 1941م ، وقد بدء حفظ القرآن في صباه حتى ختمه مرتين ، ومن ثم التحق بعد ذلك بمدرسة ( حرقيقوا )
وفي حداثة سنه الذي لم يتجاوز الستة عشرة عاما تحدث حول العدوان الثلاثي على مصر فخرج الطلاب في مظاهرات منددة بالعدوان على مصر ، ومن عشقه لمصر غادر مسقط رأسه متوجها الى السودان ، ومنها الى حلفا ، ولكن لظروف ، وعوائق لم يتمكن من إكمال رحلته ، وعاد الى ارتريا .
 في عام 1958 م أرسل المناضل الكبير / عثمان صالح سبي رحمه الله الدفعة الثانية من الطلاب الى مصر ، وذلك بالتنسيق مع     ( جماعة الإخوان المسلمين في السودان ) ، وفي نفس العام تم انتخابه رئيسا لجمعية ( أبناء سمهر ) في مدينة حرقيقوا ، وعندما تم إنزال العلم الإرتري إجتمع مجموعة من الشباب الإرتري سرا ، وكان فيهم مسلمون ومسيحيون ، وقد قرروا أن يقوموا بمظاهرات ضد المؤامرات الإثيوبية ، وكان لها صدا كبيرا في الداخل والخارج ، وقد شارك في تلك  الفترة في عدد من المناشط السياسية ، وسجن بسبب إعجابه بالزعيم / جمال عبد الناصر ، وإعتباره رئيس العرب والمسلمين ! مما اغضب عليه أتباع هيلي سلاسي .
 في عام 1961م وصل الى مصر عبر السودان الشقيق ، والتحق مباشرة بالأزهر الشريف ، وفي عام 1962 م تم تكليفه من قبل المناضل الكبير / عثمان صالح سبي بالذهاب الى سمهر ، وتأسيس فرع لـ( جبهة التحرير الإرترية ) ، وفي عام 1963م قابل ضمن وفد من الطلاب الأفارقة الرئيس جمال عبد الناصر لطلبات متعلقة بشؤون الطلاب ، وفي نفس العام تم قبوله في جامعة القاهرة      ( كلية التجارة ) التى تركها بعد مضي عامين في مدرجاتها ، والتحق بكلية ( الآداب – قسم التاريخ ) .
رئاسة الإتحاد العام لطلبة ارتريا فرع القاهرة :
في عام 1965م تم تعيينه رئيسا للإتحاد ، واستمر مدة خمس سنوات في الإتحاد إضافة الى تعيينه سكرتيرا لفرع الجبهة ، وفي نفس الفترة ساهم في تأسيس الإتحاد العام لطلبة ارتريا .
إكمال الدراسة الجامعية :
اكمل الإستاذ / محمد عثمان ( رحمه الله ) دراسته الجامعية عام 1972م ، وفي تلك الفترة  كانت قد دبت، واستعرت الخلافات في داخل الثورة الإرترية ، وخاصة جبهة التحرير ، وقوات التحرير الشعبية ، وانقسم الإتحاد العام بين التنظيمين ، وبمساعدة جهات إقليمية تمكن الطلاب التابعين لقوات التحرير الشعبية من عقد مؤتمر (لإتحاد عام لطلبة ارتريا )  تابع لقوات التحرير الشعبية ، وانتخب فيها / محمد عثمان ابوبكر رئيسا ، وبعد حوارات في وسط القطاعات الطلابية في عدد من الدول العربية تم الإتفاق بين الطلاب على إيجاد ( الإتحاد العام لطلبة ارتريا )وذلك بغض النظر عن توجهاتهم السياسية ، وقد تم إنعقاده في بغداد ، وكان الأستاذ رحمه الله من ضمن الذين بذلوا جهدا مقدرا على تجميع الحركة الطلابية في كيان موحد .
التفرغ لقوات التحرير الشعبية :
اصبح ممثلا شخصيا لعثمان صالح سبي ، حيث كلفه بإيصال رسائل ، وبناء علاقات مع أحزاب وجمعيات ، وشخصيات اروبية ،وعربية ، واسيوية ، ومن ثم أصبح ممثلا لقوات التحرير الشعبية في دول الخليج ، وتمكن من تأمين دعم كبير للثورة ، وكذلك إيجاد منح للطلاب في مجالات مختلفة ، وجهد إعلامي كبير في أغلب الوسائل التي كانت متاحة آنذاك .
حيث استطاع أن يقيم علاقات أوصلته إلى رؤساء دول خليجية ، وعربية مثل الملك الراحل/ خالد بن عبد العزيز، ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد ، وأمير دولة البحرين الشيخ / عسى بن حمد آل خليفة، وأمير دولة الكويت/ الشيخ جابر الصباح.بالإضافة الى الرئيس السوداني آنذك / جعفر محمد نميري ، والرئيس المصري / محمد أنور السادات ، وأمير دولة قطر السابق الشيخ / خليفة بن حمد آل ثاني ..
الإستقلال والعودة الى ارتريا :
عاد السيد / محمد عثمان ابوبكر الى ارتريا بعد الإستقلال ، وقد واجه من لحظة دخوله معاملة غريبة ، طلب منه ملئ إستمارة المطار بالتجرنية ، ولم يستطع مقابلة أسياس أفورقي ! الا بعد مماطلات كثيرة ،وواسطات عديدة ! بل شعر بكثير من الإهانة بسبب معاملة بعض الأشخاص الذين كانوا في ارحام أمهاتهم يوم كان يغامر من اجل الوطن بحياته ! ومن ثم بدء بعض الإعتراضات ، والحديث حول إنحراف هدف الثوار الذين ناضلوا من اجل كرامة الإنسالن الإرتري ! وفي عام 1995م وأثناء توجهه الى المطار للسفر خارج البلاد وجد أسمه موضوعا في قائمة الممنوعين من السفر، وطلب منه مقابلة وزير الداخلية آنذك ، وكانت التهم بأنه بدء يصف النظام بأنه تسيطر فيه طائفة واحدة من المجتمع الإرتري  ، وبعد أن اخبرهم أنه لا ينوي ممارسة العمل السياسي سمح له بالسفر ، وكان هذا التاريخ آخرعهد ببلده التى ناضل من اجلها منذوا نعومة أظافره .
مواصلة الدراسة والنضال :
 لم يمنعه تقدم السن ، ولا كثرة الأمراض من مواصلة دراسته في الماجستير، والدكتوراة ، والبحوث ، والدراسات ، والتأليف ، وذلك عبر مركز الأبحاث الذي أنشأه في القاهرة ، كما واصل في العودة الى المسار السياسي ، حيث شارك في مؤتمر التحالف في عام 2002م وأصبح مسؤولا للعلاقات الخارجية بالتحالف المعارض، وظل يواصل على اداء رسالته الوطنية بالمطالبة بالحريات ، والعدالة ، وحقوق الإنسان ، ودولة القانون ، وهي نفس المطالب التى قدمها لأسياس افورقي بعد التحريرأثناء مقابلته له ، وقد إستقر في السنوات الأخيرة  في منفاه المؤقت بلندن إلى أن وافته المنية صباح امس الأحد بعد معاناة مع المرض، وسيتم دفنه بجوار بعض رفاق دربه الذين مضوا قبله ! وذلك في مقبرة السلام بضواحي لندن. 
رحم الله الدكتور / محمد عثمان ابوبكر ، ونسال الله ان يتقبل منه ما قدم من اجل تحرير بلده من الإستعمار الإثيوبي ، وماقام به بعد التحرير من الجهودلإقامة  دولة العدل والقانون ، وأن يرفع درجته في عليين ، وأن يحشره مع الشهداء والصالحين .
محمد جمعة ابو الرشيد

24/ فبراير/ 2014م

علماء ودعاة ومفكرون ارتريون عرفتهم ((( 3 ))) الداعية الخلوق / محمد طاهر

بسم الله الرحمن الرحيم
علماء ودعاة ومفكرون ارتريون عرفتهم
((( 3 )))
الداعية الخلوق / محمد طاهر محمود حامد مندر
ولد في قرية وازنتت الواقعة في إقليم عنسبا شمال مدينة كرن ، وهي كانت احدى أجمل القرى الإرترية آنذاك ، حيث حباها الله بطبيعة خلابة حيث تحيط بها جبال شاهقة ، ومرتفعات منخفضة متعرجة ، ويمر عليها نهر ( عندر ) الذي يتكون في منبعه من عندرين ( عندر اتنجحت ) و ( عندر شَقَالِى ) فالأول عرف بكثرة حجارته البيضاء والتى تسمى بلغة التقرايت ( إِنْجِحْ ) ، وإشتهر الثاني ( بالشَّقْلة ) وهي ثمرة معروفة تنبت في شجرة ( الشقلت ) ويسمى بالعربي التين غير الشوكي  .
 العندران يلتقيان  قبل وازنتت وينحدران الى موطن البئر الرئيس الذي تستسقي منه القرية اسمه ( سِقْسِقْ ) ومن ثم يتدفق بجانب ( مَنْبَرْ ) وهي المنطقة التى ولد فيها  الشهيد / طاهر سالم ، وهي نفس المنطقة التى أسس فيها الشيخ / محمدعلى زرؤوم معهده وخلوته ، وهي نفس المنطقة التى ولد فيها الداعية الإرتري المعروف / يسين برعيداي فك الله اسره ، ومع صفر هذه الناحية في وازنتت لكن خرج منها الكثير من المناضلين والدعاة ، والمؤسسات ، واذكر يوم كنا نترنم فيها بالقرآن في خلوة الشيخ / يسن ، ويستمر نهر عندر حتى يصب ماؤه في نهر عنسبا المعروف .
ولد الأستاذ / محمد طاهر في عام 1957 م ، من والدين كريمين ، كانت لهما مساهمتهما في خدمة الثورة ، الأم بتجهيزها وإطعامها للمقاتلين حالها حال نساء المنطقة ، والوالد بمشاركته في اللجان الشعبية ، وتعبئة الجماهير ، ونقل رسائل الثورة الى داخل المدن ، ونقل أخبارها الى الجماهير ، وقد بدء الطفل اليافع دراسة القرآن الكريم في خلوة الشيخ / محمد على زرؤوم في قريته ، وبعد تعرض وازنتت للحرق والتدمير ، تفرغ / محمد طاهر لمساعدة ابيه بحكم كونه أكبر الأبناء ، ولكن الحقه الوالد بعد سنوات بمعهد ( عنسبا الإسلامي بكرن ) ، ولما اشتدت وطئة المستعمر ، هاجر ضمن من هاجر الى السودان الشقيق .
الشيخ / محمد طاهر طالب في معهد النهضة الإسلامي بخشم القربة :

بعد وصوله للسودان وجد اغلب اصدقائه قد التحق بمحاجر القطن في حلفا ، او في حصاد الصمغ في غرب السودان ! أو عمال في المزارع المختلفة ، ولم يعجبه هذا الحال حيث كانت همته في طلب العلم ، وتوكل على الله ، والتحق بالمعهد في معسكر خشم القربة ، وواصل تعليمه بهمة ، وعزيمة ، وانكب على المعرفة ، فلم يقف امامه عامل السن ، ولا صعوبة الظروف المادية ، ولم تثنه ظروف الأسرة الصعبة ، وقد برز هناك ، وتلقى تعليما متقدما فكرا وسلوكا ، حيث كان المعهد عبارة عن بوتقة تربوية مؤثرة ضمت خيرة الدعاة الإرتريين الذين كانوا يحملون هم الدعوة ، ومع فارق السن الكبير بين الطلاب استطاع المعهد أن يخرج طلاب بمستوى علمي متميز ، وقد أثبت طلاب المعهد كفاءتهم في كل الإختبارات التى خاضوها للقبول في الثانويات ، والجامعات المختلفة ، وقد تم قبول / محمد طاهر في جامعة المدينة المنورة / كلية الشريعة ، حيث اكمل تعليمه بتفوق ، وكان كلما يرجع في الإجازات الى اسرته في ودشريفي يقوم بالدعوة الى الله ، والإهتمام بالشباب .
العودة الى البلد :
وبعد ان أكمل تعليمه الجامعي في المدينة المنورة عام 1992م كانت أمامه فرص عديدة للعمل في المملكة ، وخارجها ، ولكنه قرر العود الى بلده ، وكان يكرر دائما ( لو ان كل من تعلم رفض العودة الى بلده لظلت ارتريا من اسوء بلاد الله في العالم )  ، ولذلك عاد الى ارتريا بكل حماس ، وهمة ، وترك أبنائه في السودان حتى يرتب لهم المنزل ، وقد التحق بمعهد ( عنسبا الإسلامي بكرن ) ، وفي عام 1994 م جاءته اسرته  ولكن للأسف لم تستمر فرحته بهم طويلا.
الإختطاف والإخفاء القسري :
في ليلة من ليالي عام 1994م هجم جواسيس ومخابرات افورقي على منزل الأستاذ / طاهر واقتحموا عليه داره ، وخطفوه بالقوة ، واخذوه الى جهة غير معلومة ، لا يعرف من يومها أحي هو أم ميت  ! وقد اعتقل معه في ذلك العام المئات من العلماء والدعاة والمعلمين ، وكان حالهم كحاله ، لا يعرف لهم مكان ، ولا ما حدث فيهم !
لقد ترك الشيخ / محمد طاهر / ولدان وثلاث بنات ، وهم كأفراخ لم تنبت لها ريش ، وقد تحملت ام توفيق تربيتهم ، ورعايتهم ، وظلت طوال هذه السنوات تترقب ساعة يطل فيها الغائب من فتحة الباب ، اوصوت مبشر بعود الحبيب ، ولكن طالت المحنة ، وتكالب ظلام الليل ، والأبناء يفتقدون الأب ، ويفتقدون الرعاية ، ويفتقدون الحنان ، ويسألون ماهذا الوطن الذي غيب والدهم ، وحرمهم منه ؟ وظلت الأم تعلل الأبناء بالفرج القريب ، وان الوطن سيظل وطنا ، وان من سجن أباكم ما هو الا نظام مجرم يحارب الإسلام ، واللغة العربية ، وهذا ما ظل يهون على الأبناء ان أباهم مسجون بسبب دينه ، وتعليمه لأبناء بلده ، وقد وفق الله ام توفيق على تربية الأبناء بالرغم من الظروف الصعبة ... حيث تخرخ ابنها الكبير صيدليا ، واواصل بقية الأبناء دراستهم بنجاح ، وتزوجت احدى البنات ،وقبل عامين وجدت الأسرة فرصة لقبولها كلاجئين في احدى الدول الأروبية ، وأعتقد ان دعاء الوالد في محنته طوال هذه السنوات كانت بعد الله تعالى خير معين له بتوفيق الله تعالى .
ولم تكن هذه اول محنة للأسرة مع ( الجبهة الشعبية ) بل سبق ان إختطفت  قبل التحرير بعامين / حامد محمود مندر/ والد صاحبنا الذي نتحدث عنه ، وكان سبب إعتقاله انه كان من نشطاء جبهة التحرير الإرترية في المنطقة ، وظل على وفائه لها حتى بعد إستيلاء الجبهة الشعبية في المنطقة  ، ومنذوا ذلك الوقت لم يعرف له مكان ، وكان هذا كافيا ان لا يعود الشيخ / طاهر الى بلده ، ولكن حبه لوطنه، وهمته العالية لخدمة دينه كافيان لدفعه الى البلد مع علمه بالمصاعب ، والشدائد الذي كانت تنتظره .
أسال الله ان يفرج عنه وعن إخوانه ، وأن يردهم الى أهلهم ووظائفهم سالمين غانمين  .
محمد جمعة أبو الرشيد .

01-13-2014

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013