الاثنين، 1 أكتوبر 2018

سلسلة الوعــــــــي 5


سلسلة مفاهيم 


((( 5 )))


يشرفني أن أناقش معكم بعض المفاهيم التى أعتبرها من وجهة نظري معيقة للوعي السليم، وربما من وجهة نظركم قد لا تكون كذلك .
و من هذه المفاهيم:

١-  الدولة والحكومة

 كثير من الناس لا يفرِّق بينهما، ولذلك إذا غضب من الحكومة بدء بتدمير الدولة والحكومة معا!! مع أنّ الدولة ملك للشعب فكيف يحاول الإنسان أن يدمّر ملكه !
الحكومات مؤقتة والوطن باقي .

٢- القبيلة والسياسة

القبيلة: كيان إجتماعي سابق لتكوين الدولة، وغالبا يتسم أفرادها بالإنحياز والعصبية لبعضهم من غير النظر إلى الفكر والرأى وحتي أحيانا من غير الخضوع إلى المصالح الوطنية والضوابط الدينية وثوابت الدولة!
وفِي الغالب لن يحدث أي تطور في ممارسة القبيلة فالتكاتف والتعاون بينها مبني على صلة الرحم والقرابة ، وهى صلة أمر الله بها ولكن لم يجعلها الله آلية للحكم، ولا معيار للتفاضل .

أما السياسية فهي: عبارة عن حراك مجتمعي يسعي إلى إدارة المجتمع بكل مكوناته وموارده، والسياسة لا تحارب القبيلة ولكن قد توظفها.
وما أريد التنبيه له هو أن المجتمعات التي لا تفرق بين عصبية القبيلة وصراع السياسة فهي كمن يخلط العجين بالدم، لأنّ السياسة تحركها البرامج والأفكار والمصالح والصراع، والتنافس على كراسي الحكم، والقبيلة إذا خاضت في هذه الملفات سوف تجد نفسها منغمسة في نزاعات' وصراعات مختلفة وهو ما يهدد كيانها، وتماسكها، ويفصم عراها ورابطة دمها ! فمن يقحم قبيلته في السياسة فقد جنى عليها وأقحمها في صراع سوف يؤدي بيها إلى التفتيت... فأدعوا جميع الأخوة إلى صلة قبائلهم كأرحام أمر الله بها أن توصل، وإبعادها عن الصراعات السياسة وخاصة لا يعقل أن تحكم البلد قبيلة لأن السلطة من حق الجميع ، وهذه السلطة تحصل عليها الأحزاب السياسية من خلال إختيار الشعب لبرامجها، ولا بد أن تكون البرامج شاملة وصالحة لإدارة الدولة عبر كفاءات يوفرها الحزب، والقبيلة مهما كانت قوتها لا يمكن أن تحكم البلد وحدها، ومن هنا المطلوب أن يصل الانسان قبيلته ويقوم بحقوقها، وأن يمارس البرنامج السياسي مع عموم الشعب وبحجم الوطن.

٣- الوطن والحزب 

بعض الأنظمة الشمولية تعتبر الوطن هو حزبها، وأحيانا زعيمهاالوطن ، فيكون كل من خالف الحزب، أو إعترض على الرئيس فكأنما إعترض على الوطن، وصُنِّف بأنه عدوُ للوطن ! مع أن أي حزب مهما كانت عضويته وإمكانياته فما هو إلا حزب من الأحزاب، وانتقاده ومعارضته ليس لها أي صلة بحب وكراهية الوطن لأن الأوطان لا تُنتقَد ولا تكره، وإنما الذي ينتقد هو من يَسُوس قضايا الشعب المختلفة فإذا أحسن الحزب يشكر ويصوت له ، وإذا قصّر وتجاوز حدوده فيتم إنتقاده وإسقاطه .
وهذا الخلط غالبا يحصل في أتباع الأحزاب الشمولية، أو الأحزاب التي جاءت على استحقاقات ثورية حيث يخلط أتباع النظام بين الوطن وبين حزبهم، وذلك إمّا لعدم الوعي، وإمَّا من أجل تحقيق المصالح الشخصية بغض النظر عن تطور الوطن أو تخلفه .
محمد جمعة أبو الرشيد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013