الخميس، 20 أبريل 2017

حسن أحمد كيكيا رحمه الله



 


حسن أحمد كيكيا رحمه الله



















توفي في 12/ يناير / 2017م

المناضل - سليمان آدم سليمان


المناضل/ سليمان آدم سليمان


                

توفي في يوم 8/ فبراير 2017م


رحمه الله وتقبل منه كل ما قدم لوطنه وشعبه


أحمد سعد في الميدان



المصور السوري وصديق الثورة  الإرترية / احمد سعد صورة تجمعه مع رعاة ارتريين كانوا يحتضنون الثورة وبجانبهم القائد البطل / محمد أحمد عبده .

حوار صحفي إرتري مغيب بلا ذنب

المناضلة نسريت كرار وحوار مع الصحفي المغيب صالح جزائري
 2017-03-09  عدوليس ـ ملبورن

المناضلة نسريت كرار وحوار مع الصحفي المغيب صالح جزائري

انتقلت الى مدينة كرن وهي لم تتجاوز مرحلة الطفولة بعد , ثم انتقلت في مرحلة لاحقة الى مدينة كسلا في السودان وهي في طور المراهقة , من مشاهد الطفوله’ولة المؤثرة والتي ظلت راسخة في وجدانها كذكرى مؤلمة عن الوطن مظاهرات الطلبة سنة1958م في مدينة كرن عندما أطلق جنود ألأحتلال على المتظاهرين القنابل النارية بدلا عن مسيلات الدموع . وكانت المحطة الثانية في تشكيل وعيها الوطني احتكاكها بالرعيل ألأول من المناضلين الذين كانوا آنذاك يعملون بالجيش السوداني ولعبوا دورا كبيرا في تفجير الثورة وكان هذا ألأتصال يتم في نزل أختها بكسلا حيث كانت تلتقي هناك بأمثال الشهيد / طاهر سالم والشهيد / عمر أزاز بل وأكثر من ذلك بدأوا يكلفونها ببعض المهام الصغيرة مثل نقل بعض أغراض الثورة من مكان الى آخر في سرية تامة . أيضا في تلك المرحلة كان أهم حدث علمي شغل الناس وأثار اعجابهم وتعاطفهم في كل بقاع العالم وهو بطولات الثورة الجزائرية وقد حظي ها الحدث بأهتمام كبير من قبل وسائل ألأعلام السودانية آنذاك ومالفت انتباه / نسريت أكثر هو دور المرأة في الثورة الجزائرية من خلال مشاهدتها لأفلام تحكي عن بطولات / جميلة بوحيرد وغيرها من المناضلات الجزائريات ومن هنا نما لديها الأحساس بضرورة مساهمتها ودورها كأمرأة في الثورة الإريترية.
تقول المناضلة / نسريت ” .. واضعين في ألأعتبار درجة وعي مجتمعنا في تلك المرحلة والعقلية القيادية للثورة آنذاك ندرك تماما حجم المواجهة والرفض التي قوبلت بها مسألة مشاركة المرأة في العمل الثوري , ولكن ورغم كل ذلك فأن المرأة ألأرترية تمسكت وبشدة بضرورة مشاركتها في العمل الثوري . زمن هنا وبعد مشاورات ومواجهات عديدة استطعنا تكوين أول خلية نسائية من خلايا الجبهة والتي كانت كلها خلايا للرجال فقط وكان ذلك في مدينة كسلا السودانية وبتأريخ الثامن من يونيو 1963م وضمت هذه الخلية ألأسماء التالية :-
1/ جمع موسى بابور 2/ ستل حامد 3/ فاطمة محموداى 4/خديجة نور تكروراى 5/ حذوا بخيت 6/ عيشة عثمان 7/ نسريت كرار .
قبل الأسيس الرسمي لهذه الخلية كان الكثير من الزميلات منخرطات في العمل الثوري السري وفي مختلف المواقع سواء كان ذلك في داخل ارتريا أو في السودان وعلى سبيل المثال من خليتنا كانت كل من ألأختين / جمع بابور و ستل حامد أعضاء منظمات في العمل السري ما قبل تأسيس هذه الخلية وكان العمل في السودان في ذلك الوقت يتطلب السرية التامة وذلك للعلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين نظام ألأمبرطور هيلاسلاسى ونظام الفريق ابراهيم عبود في السودان وكانت هناك اتفاقية لتبادل المجرمين بين هذين النظامين .
نتيجة لنشاطات عضوات هذه الخلية تكونت عدة خلايا نسائيةأخرى وذلك خلال الفترة الممتدة من تأريخ تأسيس الخلية ألأولى وحتى عام 1965م وخاصة بعد سقوط النظام العسكري في السودان وتوسع رقعة انتشار الثورة ألأرترية حيث ظهرت في كسلا خلتين أخريتين بألأضافة الى خليتنا وعلى سبيل المثال أذكر من عضوات الخلية الثانية :
1/ زهرة علي 2/ آمنة “أم مرضية” 3/ عائشة جمع , كما تكونت الخلية الرابعة بمدينة القضارف السودانية أذكر من عضواتها 1/ حليمة محمود 2/ مدينة آدم 3/ خديجة آدم .
أما داخل المدن ألأرترية فقد ظهرت خلايا نسائية غاية في النشاط ففي مدينة أغردات كانت هناك خلية مشهورة أذكر من عضواتها :1/ جمع عبدالله 2/ زهرة آدم يعقوب 3/ جمع أكتى 4/ آمنة عثمان . ومن خلية كرن أذكر ألأسماء التالية 1/ آسيا موسى 2/ سعدية عثمان 3/ عبيت همد . وفي هيكوتا 1/ سعدية محمد سعيد 2/ مريم جمع ” أم كرار” .
كما ذكرت سابقا ان النشاط التنظيمي واجهه عدم قبول ورفص كبيرين سواء كان من قبل المجتمع أو من قيادات الثورة آنذاك حتى وصل ألأمر الى عدم قبةل ألأشتراكات التي تدفعها هذه الخلايا وذلك بحجة ضعف النساء والخوف من أفشاء أسرار الثورة وأخيرا وبعد كثير من الجدل تم قبول ألأشترانات ولكن دون سند رسمي بألأستلام خوفامن أن تقع أيصالات ألأشترمات في يد العدو ! من جانبنا قبلنا بهذا التعامل المجحف على مضض لأنه لم يكن أمامنا بديلا آخر .
ان هذا كان على صعيد نظرة وتعمل قيادة الثورة آنذاك مع مسألة مشاركة المرأة في الثورة . وألأمر كان أسوأ من ذلك بكثير على صعيد نظرة بقية أفراد المجتمع لهذه المسألة حيث وصفنا بأقذع ألأوصاف وتعرضنا للطرد من منازل ألأسر وحتى من أسرنا وكنا نتعرض للتهكمات المؤذية مثل قولهم ( لايمكن تحرير ارتريا بواسطة النساء ) , خلاصة القول حاول المجتمع أن يعزلنا بأعتبارنا ( نساء شاذات ومارقات على العرف والتقاليد ) , ولكن كان زادنا في هذه المعركة الغير متكافئة هو ألأيمان الراسخ بعدالة القضية التي نناضل من أجلها , بألأضافة الى مواقف بعض ألأفراد المتعاطفة والمؤيدة لحقنا وأذكر من هذه المواقف المتميزة ما قاله لنا الشهيد / طاهر سالم أثناء محنتنا هذه ( من أجل ارتريا اذا صفعوك في الخد ألأيسر فأدر لهم الخد ألأيمن ) , ولكن كان أهم درس خرجنا به من هذه المعركة هو ضرورة النضال من أجل حقوق المرأة جنبا الى جنب مع دورنا في النضال الوطني التحرري .
فيما سبق من حديث كان التركيز منصبا على بدايات العمل التنظيمي الوطني بالنسبة للمرأة أما على صعيد المشاركة الفردية فهنا تزدحم الذاكرة بأسماء الكثيرات من الزميلات اللائي لم يبخلن بشئ في سبيل هذا الوطن وعلى سبيل المثال قررت بعض الأخوات من خلايا السودان في عام 1965م ألألتحاق بالميدان وبالفعل وصلت الى منطقة ( كتاى كش ) في أقليم القاش ستيت حيث رفض التحاقهن بحجة ( ان الألتحاق بالثورة ليس من حق كل من يطيقه من الرجال ناهيك عن النساء ) , وأذكر من هؤلاء ألأخوات 1/ فاطمة مجموداى 2/ آمنة محمود 3/ جمع بابور 4/ ستل حامد 5/ زهرة علي . ومن مدينة عدي قيح أيضا التحقن بالثورة ألأختين 1/ جمعة عمر 2/ رحمة صالح وذلك في نهاية عام 1967م وبعد قضاءهن فترة وجيزة بالميدان تم تحويلهن الى السودان .
أما فيما يخص دور المرأة في العمليات الفدائية السرية في الداخل فيتبادر الى الذهن الدور البطولي للفدائية / سعدية تسفو في العملية الفدائية الناجحة والتي تم تنفيذها في مدينة كرن في أواخر الستينات ضد العميل المدعو / علي بخيت والذي قام بالعديد من ألأعمال التخريبية ضد الثورة والمواطنين بعد خيانته للثورة , كما جرت عملية فدائية أخرى مماثلة في مدينة أغردات في النصف ألأول من عقد السبعينات تم بموجبها تصفية العميل المدعو / أبو أحمد وكان وراء نجاح هذه العملية أيضا أمرأة أسمها / رمانة صالح .
أن الحديث عن ألأدوار االوطنية التي قامت بها المرأة في تلك المرحلة المبكرة من الكفاح المسلح لا تحصى ولا تعد فالمرأة هي التي كانت تقوم بأعداد الطعام للثوار في الريف وهي التي كانت تساعدهم في ادخال أو أخراج كل المتطلبات من والى المدينة , وهنا تحضرني قصة أول شهيدة في الثورة وهي الشابة فاطمة جعفر من مدينة هيكوتا هذه الشابة وفي بداية 1964م كانت همزة الوصل بين الثوار ومركز هيكوتا ففي ذات يوم وهي عائدة من الميدان أطلق عليها جنود العدو- والذين كانو قد أكتشفوا أمر تحركاتها – النار فأردوها قتيلة , وعندما تساءل سكان المدينة عن أسباب قتلها كان الرد الذي تلقوه من جنود العدو ( لم نتبينها أعتقجنا أنها غزالة فأطلقنا النار عليها !!؟) . أنا أعتبرها أول أمرأة شهيدة في الثورة ألأرترية بأعتبار أنها لاقت حتفها وهي تقوم بتنفيذ مهام ثورية .
الوعى بقضيـة المـرأة:
بخصوص هذه المسألة تقول المناضلة نسريت ( ان الوعى بقضية المرأة تولد من صميم المواجهة العنيفة التي وجدناها من قبل المجتمع وقيادات الثورة والمتمثلة في التنكر لدور المرأة الوطني وكان ميلاد الوعى بقضية المرأة صعبا وعسيرا كلفنا نحن رائدات الحركة النسائية الكثير من المعاناة ألأجتماعية والنفسية .
بعد عودتي من الدورة الطبية بالعراق وأقناء عملي كممرضة بجهاز الحجمات الصحية في عام 1969م بدأنا نحن المتواجدات بالسودان وفي أرتريا المطالبة بتأسيس أتحاد للمرأة ألأرترية ولكن قسادة الجبهة حاولت ألألتفاف على هذا المطلب من خلال أعتماد ” رابطة المرأة ألأرترية بالقاهرة ” كأتحاد علم للمرأة ألأرترية وحقيقة أن هذه الرابطة كانت تتكون من بعض الطالبات النشطات واللائي كن يدرسن بالقاهرة أمثال / آمنة ملكين / حرقو كنتيباى / زهرة جابر , وقد قمن آمذاك بدور لايستهان به في التعريف بالقضية ألأرترية والحصول على المنح الدراسية وكان رأينا ان هذه الرابطة لايمكن ان تكون بديلا عن تأسيس ألأتحاد , وبعض نضالات متواصلة وكنتيجة لها أقر المؤتمر الوطني ألأول للجبهة عام 1971م ولأول مرة أقر قيام المنظمات الجماهيرية وفي عام 1974م تم أنعقاد المؤتمر ألأول والتأسيسي للأتحاد العام للمرأة ألأرترية .
بعد تأسيس ألأتحاد أيضا واجهتنا مشاكل كثيرة منها : انعكاس صراعات قيادة الجبهة على نشاط ألأتحاد ومحاولات الغاء دورنا كقيادة للأتحاد وتسيير ألأتحاد وفق أمزجة القيادات بل وظهرت بعض ألأطروحات التي تطالب بألغلء ألأتحاد نهائيا بأعتبار أن المرأة تشارك فعليا في كل أجهزة الثورة الا أننا كنا نتصدى لكل هذه الممارسات وألأطروحات متمسكين بضرورة أستقلالية هذه المظمة النسائية ) .
المرأة … اليـوم :
وفي ختام اللقاء قالت المناضلة نسريت ( في رأيي ان المكانة الأجتماعية التي تتبوأها المرأة والمواقع القيادية التي تحتلها اليوم في ظل ارتريا الحرة لم تكن هبة من أحد وانما هي نتاج مسيرة نضالية تخللتها الكثير من العطاء والتضحيات والمشاركة الفاعلة عبر مختلف المراحل النضالية وأعتقد ان هذه المكانة والمكاسب أقل مما قدمته المرأة ألأرترية وعليها ومن خلال التمسك أكثر بحقوقها أ، تعمل على نيل مواقع أكثر تقدما بقدر ما أعطت لهذا الوطن الغالي . ) .
المحرر : اجرى هذا اللقاء في العام 1995م ونشر في صحيفة " إريتريا الحديثة " الحكومية".

العميد -ودّى سيوم

خبّرينا يا قماري: عن (عيلا عيرو ).. خبّرينا عن العميد (ودّى سيوم) بقلم/ عبدالفتاح ود الخليفة.
 2017-04-05  عدوليس ـ ملبورن. إسبوع المعتقل الإريتري

خبّرينا يا قماري: عن (عيلا عيرو ).. خبّرينا عن العميد (ودّى سيوم) بقلم/ عبدالفتاح ود الخليفة.

حتّى لا يكون في القبو (ودّى سيوم( آخر فإسمه الأول (إستفانوس) كان عميدا في الجيش .. خبّرونا أن شلّت يده!! هل ضربوه فأعاقوه أم كان ذالك فعل جانبى لسوء التغذية والعزلة وإنعدام الدّواء، خبّرونا الهاربين من جحيمك، بأن لا (حكيم ) ولا (بصير) ولا (طبيب ) في (وادى الموت ) في (عيلا عيرو ) إلاّ رفيقهم الوحيد الذي سار إليهم ليلا دون أن يقدّم شيئ (الدكتور : هيلى محطون) الذي ترك مهنة الطبابة ليكون (مخبرا) بجدارة. الطبيب هيلى محطون لا يستطيع فعل شيئ لأن سيده لا يسمح، فقد نُزع منه ضميره وماتت فيه إنسانية الطبيب والطبابة فباع ضميره وقايض الطبابة بالخيانة، والطبابة لا تُمتهن بلا ضمير لأنها عمل إنسانى في أساسه .. ولأنّه أيضا يريدهم أن يرحلوا مثل سيده بلا ضجيج .. وتلك الحالة غير جديدة على (الطبيب بلا ضمير -هيلى محطون) فقد لا زمته منذ أيّام (بليقات ) و(أم مهميمى ) في الأعوام 1973- 1974 يوم رمى بالمبادئ والمهنة والرّفاق خلف الوادى، نقصد بهم (موسى تسفانكئيل – أفورقي تخلو – تارّقى يحدقو _ يوهنّس سبهتو “جون” – أبرّاش ملكى – دهب تسفاطين ) وكلّ رفاقه في حركة (المنكع) ……..
ولكن أحكى لنا يا قماري (عيلا عيرو) ..
إن كسرت يد (ودّى سيوم) لماذا لم تبحثى له عن (حكيم شعبي) خبير في جبر الكسور والخواطر في جنوب (عيلا عيرو) في (فيشى مرارا) والمسافة بينكم فركة كعب وبضعا وعشرون من الكيلومترات أو في أقصى الجنوب بنفس المسافة في (فلفل سلمونا)، كان هنا ك الأقوياء الذين ناصروهم في البداية وكان هناك الحكيم والبصير… والسواعد الشابة والليمون المبارك في بساتين (وينا) الذي أنقذ الكثيرين منهم من حالات تسمّم كبرى حصلت في الجيش.
أمّا جيرانك في الشرق وفي (قدْقدْ) تحديدا كان فيهم أيضا البصير والحكيم فلربما جبروا كسر (ودّى سيوم) الذي يموت كلّ يوم قطعة قطعة…
أيّها الحراس في (عيلا عيرو) أنسوا السّجان وأنسوا (ديابلوس)(1) و (الفرعون الصغير -ودّى حكيم ) لأنّ هولاء أفقدتهم السلطة والدولار و(دهب بيشا ) إنسانيتهم، حكّموا ضمائركم اهربوا بهم إلى أهليهم في الشمال في (شِعِبْ-الخير والبركة) هناك تجدون الطبيب والبصير .. الذي يعينهم ليتنفسوا برئتيهم، ولينقذوا ما تبقى من فتاة الوطن.
خبّرينا يا قماري
كم دفن في جوفك أو جمبيك من الأبرياء، فالفارين من جحيم حراستك يذكرون عشرون من مجموع خمسة وثلاثين من نزلاء زنازينك .. فواديك أصبح واديا من أودية جهنّم، حين أشقاءه الآخرون يروون الأرض ماءا وخيرا ومددا ألا يغير من (لابا، ماى أولى، لبكا) وأنت وواديك تروون الأرض دماءا، ألا تغيري من توأمك (عنسبا) الذي يهبط من (حمبرتى) بردا وسلاما على (عيلا برعد، قوبا، فرحين، أجربب، وازنتت، حملمالو، أزرقت) وحتى يسلم أمانة الخير والرّخاء إلى النهر الخالد (بركا) في ملتقى النهرين في (كُرْ) ليسقى ويشبع الأمم والخلائق حتى (طوكر) السودان .. خيرا وماءا ومددا فماذا دهاك.
أيّها الوادى السّحيق في (عيلا عيرو) لا تتعلّل بهبوطك من علِ من مرتفع (زاقر) المخيف في كارنشيم، العلوّ والرّفعة من شيم الكبار ولك مثالا (إمبا سويرا) و(دبر سالا ..أمّا واديك حتّى يصل إلى (السجن المقبرة ) يجرف ويخرب كلّ شيء في (شمال بحري) ويجرف كلّ نبت طيّب في (وينا) وكلّ البساتين حولها وفيها، وعند الوصول بالقرب من (قدْقدْ- وشعبْ) تقهره الجبال و الحرارة خوفا منه حتّى لا يلوّث مياه البحر المسالمة والهادئة ويلقى عليها جزءا من شرور (عيلا عيرو )….. خبّرينا يا قماري
هل لا زال للرّائد إسحاق أرأيا (ودّى حكيم) (2) ضمير أم أصبح عبدا مخلصا للشّيطان، فمن العيب أن يصير قلبه حجرا مثل سيّده أو مثل الجنرال (حنقوقو) (3) مسؤول السّجون ..
العميد (إستيفانوس ودّى سيوم) ولد عام 1947، هاجر إلى أمريكا ودرس الطب في جامعة (ويسكونسين-ماديسون) ثمّ قطعها ليلتحق بقوات التحرير الشعبية عام 1972 في (قرقّر–السودان) كان عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ثم (الشعبية للديموقراطية والعدالة) التى لم تعدل حتّى في أعضاءها، عمل في الجيش حتّى التحرير وحينها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ونال درجة الماجيستر في الإدارة والتجارة ثم رقّى إلى (عميد) وأصبح مسؤول الشؤون الإدارية والاقتصادية في وزارة الدفاع، ثم مسؤول الجمارك في الحكومة الإرdترية، وكان ودّى سيوم بحكم الموقع عضو البرلمان المعين، رُمي به خلف القضبان في (عيلا عيرو ) مع زملاءه (هيلى درّع ) و(محمود شريفو ) و(صالح كيكيا ) في 18 من سبتمبر عام 2001، وشقيقه (ودّى سيوم) الصغير كان قائدا في الجيش أطلق عليه مجهول الرصاص في أزقة العاصمة، فأصيب بشلل دائم، العميد (ودّى سيوم ) هو أب لخمسة، ثلاثة بنات وولدين هم (شويت، كبروم، أريام ،مريم، وناتنئيل ) …
الحرية للمعتقلين
هوامش :
1- (ديابلوس) هو الإسم الثاني للشيطان عند الأرثوذوكس المسيحيين في الحبشة. 2-هو مسؤول سجن (عيلا عيرو)
3- إسمه الرّائد (أتو برهان) وهو مسؤول السجون في إرتريا لقساوته لقّبه العامة بـ (الجنرال حونقوقو).

المعلم - محمد طاهر إدريس الذي خرج ولم يعد!

لمعلم محمد طاهر إدريس الذي خرج ولم يعد!. بقلم محمد أمان أنجابا
 2017-04-05  عدوليس ـ تنسيقية يوم المعتقل الإريتري 14 ابريل

المعلم محمد طاهر إدريس الذي خرج ولم يعد!. بقلم محمد أمان أنجابا

الأستاذ محمد طاهر ادريس من مواليد 1964م درس الابتدائية بود الحليو والقضارف، والمتوسطة بمدينة كسلا، ثم الثانوية بالمركز الافريقي بالخرطوم، حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة إفريقيا العالمية تخصص تربية، متزوج وأب لطلفين (بنت وولد)، وبعيد التحرير وقبل إعلان الاستقلال عاد مباشرة الى أرض الوطن ليقوم بدوره التعليمي والتربوي، ويساهم في انقاذ أجيال من مستنفع الجهل والأمية. تحرك ضمن أول قافلة طلابية سيرها الاتحاد العام للطلاب الإرتريين بالسودان من الخرطوم الى اسمرا، وبعد ان اكمل مهمته مع وفد القافلة، قال هامسا لأحد أصدقائه أنه سيتخلف من القافلة ولن يعود برفقتهم، معللا أن الوطن في حاجة لجميع الخريجين الإرتريين ويجب المساهمة في مسيرة البناء والتعمير، الا أن صديقه حاول اقناعه
للعودة الى السودان بصحبتهم وطلب منه التمهل حتى تتضح معالم النظام الجديد وخارطته السياسية، ولاسيما أن تنظيم الجبهة الشعبية عٌرف عنه الاقصاء والتصفية الجسدية للمخالفين إبان فترة الكفاح المسلح، لكن صاحبنا كان قد حدث نفسه التي بين جنبيه، والتي كانت تتماهى في حب الوطن وبني الوطن، فاتخذ القرار دون رجعة وهو يعلم أن مهمته لن تكون سهلة، ومهما كلفه الأمر سيبقى داخل الوطن ويكمل الرسالة التي قدم من أجلها .
تم تعيين الأستاذ محمد طاهر مدرسا بمدرسة الجالية العربية بالعاصمة أسمرا، فأحبها وأحب طلابها كعادته وبادله الحب كل من تخرج على يده من طلاب تلك المدرسة التي سميت بمدرسة الأمل، ولم تمض بضع سنوات حتى تم تعينه أستاذا في معهد تدريب المعلمين في أسمرا وتدرب على يده عدد من دفعات المعلمين .
لكن هل بادله الوطن نفس القدر من الحب أم ماذا؟ ومن يحق له أن يتحدث باسم الوطن ويعبر عن دفء الوطن، حتى وإن تملك أمر البلاد والعباد من لا يملك مثقال ذرة من الوطنية بل والإنسانية، فبينما الأستاذ محمد طاهر في الطريق يسرع الخطى الى المعهد لممارسة مهنته السامية، تم اختطافه من قبل الأجهزة الأمنية بعنف وقسوة لا تشبهان حنان الوطن بأبنائه البررة، وكان ذلك في العام 1994م حيث تم اقتياده إلى مكان غير معلوم .
انتهى الدوام الدراسي ولم يعد الأستاذ محمد طاهر الى المنزل، زوجته القلقة كانت تنتظر قدومه حتى غربت الشمس ودخل الظلام يرفع من وتيرة القلق، واستمر الحال العصيب على تلك المسكينة الى وقت متأخر من الليل، كم كان طويلا ذلك الليل الذي ملأته مناجاة وصلاة حتى شروق الشمس، لتحمل نفسها الحيرى وتتبع خطوات بنفس الطريق نحو مكان عمل زوجها لكى تسأل عنه، ولكن من تسأل .. ومن يجب؟ فما المسؤول بأعلم من السائل .. فالمُلام واللائم كليهما سواء، فالزوجة المسكينة حدثت نفسها سرا ثم جهرا ثم سرا لتخرج من حيرتها، حيث علمت من تلقاء نفسها عن سرغيابه تلك الليلة الطويلة جدا، إنما هو اختفاءه قسري طالما سمعت بشخصيات ذات وزن في المجتمع كان هذا مصيرها، ويسميه المجتمع اعتقالا لفلان وعلان بينما الأمر لا يعدو عن كونه اعتقال للمجتمع بأسره.
أما والدة الأستاذ محمد طاهر التي كانت تقيم بالسودان، عندما سمعت خبر اختفاءه قامت بالسفر فورا الى إرتريا لتبحث عنه، ليس لها أثر تقتفيه إلا ريح الابن واحساس الأمومة عسى أن تكتحل عينها برؤيته، ولجأت لكل الجهات الأمنية والمؤسسات الحكومية المدنية ولم تجد عنه أي خبر.. وظلت تتردد على السجون في كل زيارة لها، بل على الوطن السجين بين الفينة والأخرى حتى انتقلت الى جوار ربها قهرا وكمدا على ابنها .
هكذا اختفى الاستاذ محمد طاهر ولم يعد الى منزله حتى اللحظة، ليخفي الحزن طعم الحياة على والده، ويفقد نعمة البصر حيث لا يتمكن من رؤية حفيدته يوم زواجها، المهم أنه يشتم منها رائحته ابيها المختطف من قبل حكومة قطاع الطرق، فما زال الوالد ينتظر طيلة هذه السنين حتى يسمع مجرد خبر عن مكان اعتقال ابنه المعلم، وماهي التهمة الموجهة اليه وهو الذي كان ينشر نور العلم والمعرفة، أو ما هي مدة محكوميته إن كان الأجل سيمهل الوالد أم لا، كل هذا في علم الله العليم القدير.
* في الصورة الثاني لليمين وقوف

الجنرلال عقبي ابرها

← خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو) 3 بقلم: عبدالفتّاح ودّ الخليفة
 2017-04-16  عدوليس ـ تنسيقية يوم المعتقل الإريتري 14 ابريل

خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو) 3 بقلم: عبدالفتّاح ودّ الخليفة

خبّريني يا قماري عن (عيلا عيرو) ومن يسكنها ظلما وجبرا .. خبّرينا عمّن يسكنها قسرا وافتراءً، لأّنّها ليست للسكنى، ولا حتّى لعابري السبيل الذّين يهرولون من حرّها.... خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو) .... وعن حال وأخبار (قائد الجبهة الشمالية الشّرقية) الجنرال (عقبى أبرها) الذي ولد في مدينة الإنتصارات الأبديّة (دقّى إمحري) في العام 1948، وفيها دحرت فلول الأمحرا تحت قيادة الجنرال (حسين أحمد) والعميد (مرئد نقوسي) في (مايو الأغرّ) والجنرال المظلوم (صالح حروي) خير شاهد ....
خبّرينا يا قماري .. عن طالب الجامعة الذي أتى حاضنا وطنه في قلبه عام 1972، وكان جارك في (بحري بارا) و(قرات أولع) فهل قدّرت الجيرة أم أنّك مثلهم لا تحفظين الطيّب والجميل ولا تراعين حقّ الجار. 
 خبّرينا يا (قماري ) .... عن (عيلا عيرو ) كيف تجرّأت أن تخفي في واديها بطلا من أبطال التحرير، غسل بدمه ودم رفاقه دنس الأمحرا الغزاة القتلة من صخورها وترابها الفضّي، عندما كان مشرفا لسرية من (سرايا التّحرير )...
خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو)...
ماذا دهاها لا تحترم القادة والسادة .. فهو قائدُ من قادة إرتريا الأشاوس، و عضوا اللجنة المركزيّة في تنظيم التحرير .. وأحد الذين طردوا الغزاة من (ألقينا) و(مرسى تخلاي) و(قبر وأت) و(دبر إبَن) و(جبل ودْجان) حين كان قائدا للجبهة الشمالية الشرقية في الأعوام 1978 – 1984 إن لم يصمد هو ورفاقه ومنهم العميد الشهيد (عبدو رمج) والعميد الشهيد (محمّد سعيد فرج) والعميد الحرباءة (أبرهلي كفلي) لكانوا وصلوا إليها، أو لربّما انتهكوا حرمتها ودنّسوا شرفها أو بدّلوا إسمها !!! خبرينا يا قماري عن (عيلا عيرو) ......
خبّرينا يا قماري .... هل تعلم (عيلا عيرو) أنّ (عقبى أبرها) ورفاقه قبضوا على الجائر والمرتزق الرّوسي (الميجر فاسيل) وأركعوا الجحافل التى كان يقودها (الجنرال حسين أحمد) الهارب صاحب الـ " سبع أرواح"، نفد من الموت المحقق ثلاث مرات (في كرن) عام 1977 و(ألقينا عام 1984 في العملية الإثيوبية الفاشلة (وقاوْ إزْ) وفي أمّ المعارك في (دقّي أمحرى) في جمعة التحرير المباركة في مايو 1991) ... 
أمّا نائبه في معارك (ألقينا) (العقيد قرما تسمّا) ركع وسجد طالبا العفو ... و قتل معاونه (الكولونيل (محاري قائد الفرقة 23)، وهرب النقيب (تسفاي قبرى طادق) بمعية الجنرال حسين أحمد) العقيد ( قرما تسمّا) آثر السلامة ورفع الرّاية فعبر البحور إلاّ بحر (إرتريا) ووصل إلى (بلجيكا) بمساعدة الجبهة الشعبية ليقول "إنّ ما شاهدته في (ألقينا) و(مرسى تخلاي) في (ساحل الكرامة والعزّة) كان له وجها حقيقيا من (جهنّم) وطلب من إثيوبيا أن تحاور (أحرار إرتريا) من أجل عيون السلام ولكنّه تأخر سنينا عجافا .. وكان السّيف قد خرج من غمضه!!!!
(خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو)..... كيف إستقبلت وزيرا للعمل و التجارة التي أرادها (ديابلوس) وزارة للبرشوت والتهريب وأرادها (عقبى) وزارة تعمل بالعلم والتقنية والقانون، فاتهموه بالفساد وتزوير وثائق ومحاباة أقارب، ومثُل أمام المحكمة الخاصة .. وقبل أن تفصل المحكمة الخاصة في الأمر اختطفه المجرمون من داره، وتقول الأخبار من أسمرا أنّ الرّائدين أدناه تحوم حولهم التّهم: الرّائد (تولدىي رشايدا) مسؤول سجناء السياسة في المخابرات والرّائد (كحساي ودّى بيّنى) مسؤول مخابرات الإقليم الأوسط والعميد (ميجر جنرال أبرها كاسا) مسؤول الأمن -الإثم- الداخلي. خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو) ... كيف تجرّأت أن تخفي (جنرالا) كان عضوا في هيئة أركان الجيش الإرتري، ولكنه كان لا يعلم بما جرى في (بادمّي الأولى) ولا (بادمّي الثانية)، وقصّة الإنسحاب منها ومن قلعة القاش (بارنتو) وعندما سأل ما الذي يجري؟؟؟ وما الذي حصل ؟؟؟ ومن المسؤول ؟؟؟ أخفوه في يوم مشؤوم سجّل بالدم والمداد .. في تأريخنا المعاصر، في 18-09-2001 فكان ضيفا على سجن (إمباتكلا) خبّرينا يا قماري عن (عيلا عيرو ) ....
هل استشهد (عقبي) فيك ودفن في هجيرك، من جرّاء حرّك الذي لا يقاوم، وهو المريض بالرّبو منذ صباه، أم خنقوه المجرومون أصحاب السّوابق :
1-العقيد (إسحاق أرأيا - ودّى حكيم) المسؤول الأول في السّجن المشؤوم 
2-الكلونيل (حرقوت فرزون - ودّى فرزون) قائد الفرقة 22 
3-العميد (مكئيل هنس - ودّى هنّس) قائد الفرقة 26
4- والمقدم (حديش وللا – ودّى وللا) مسؤول مخابرات قوات التدخل السّريع ... وهؤلاء نقصدهم بالاسم لأنهم معرفون للقاصي والداني، هم الذين هرّبوا في ليلِ ساهر ومظلم مساجين (سبتمبر) من (إمباتكلا) إليك في (عيلا عيرو) .. نريد أن نعرف منك الحقيقة لأنهم أشاعوا بأنه مات منتحرا، حيث قطع شرايين يده بزجاج مرآة في سجن (إمباتكلا)، حتّى لا يرى تلك الوجوه القاتمة الغاضبة ثانية .. وتلك هي (سرّ من رآى وسمع) .. وهى (حكاية) بعض الهاربين والمفجوعين من سجن (وادى الموت) في (عيلا عيرو) و سجن (إمباتكلا)، وفي كلا الحالتين فلينتظر هؤلاء القصاص، فيومه قادم لا محالة ودوام الحال من المحال . 
الحرية لأسرى الرّأي
الحريّة لأسرى الضمير
الحرية لأسرى الوطن
وليسقط نظام الـ (هقدف) الدكتاتوري.

أين المعتقل علي كرار (موظف السفارة الأمريكية)..؟. مساهمة / ماجد أشواك – ابن أخت المعتقل

أين المعتقل علي كرار (موظف السفارة الأمريكية)..؟. مساهمة / ماجد أشواك – ابن أخت المعتقل

نموذجا للشاب المُجد في عمله، الطموح في مستقبله، مثلما كان أيام دراسته، حيث كان أحد موظفي السفارة الأمريكية في أسمرا، قبل انضمامه إلى قائمة معتقلي الضمير القابعين تحت الأرض، الذين تمارس بحقهم جرائم لا تكفلها أي شريعة في الدنيا ولا تقبل بها الفطرة الإنسانية السليمة، ناهيك أن تكون حكومة تتلاعب بمصائر البلاد والعباد.
إنه المعتقل علي الامين علي كرار، من مواليد أسمرا ومن سكان حي أخريه بالعاصمة. قبل اعتقاله في صبيحة الحادي عشر من كتوبر 2001 في مطار أسمرا، كان يلاعب طفليه (الأمين وسعيد) ويسعى لإسعادهما وأمهما وأسرته الكبيرة، وذلك قبل أن يفقده الجميع (أسرته وأصدقائه وزملائه) بما في ذلك سفارة الدولة العظمى، التي لم تستطع تبني قضيته في ظل نظام اللا دولة واللا مؤسسات، فقد كان قبل اعتقاله أيضا مرشحا لجائزة أفضل موظف سفارة أمريكية عن أفريقيا، ليتم تكريمه فعلا ولكن بغيابه – أي بعد بضعة أشهر من اعتقاله للأسف الشديد.
فسفارة الدولة العظمى تفاجأت بخبر اعتقال أفضل موظفيها من المطار، ولم تحصل على أي معلومات مهمة بشأن حالته الصحية ووضعيته القانونية، سوى بعض التطمينات التي كانت تتوفر لديها وتمررها إلى أسرة المعتقل (علي كرار) وذلك خلال العام الأول من الاعتقال، وبعد العام 2003 كادت المعلومات تكون شحيحة إن لم تكن معدومة، حاله كحال الآلاف من أبناء الوطن الذين تم تغييبهم قسريا، لا لشي الا لأنهم لم يرقصوا على ألحان الدكتاتور ومشاريعه الطائفية، التي باتت تتجلى كل يوم في كثير من ممارسته الوحشية.
أما آخر تواتر الأخبار التي تصل إلى مسامع الأسرة المكلومة، فكانت أنه في سجن “عدي أبيتو” سيئ السمعة ما بين عام 2005 الي منتصف عام 2007، ومن هذا التاريخ – أي قرابة 10 سنوات لا توجد أي أخبار عنه، سواء كانت تتعلق بمكان اعتقاله أو التهمة الموجهة إليه، أو مدة محكوميته، وهذا لعمري هو حال جميع معتقلي الرأي والضمير في إرتريا الحزينة.
* من المحرر: نشر بتصرف لا يخل بالمعاني العامة للمادة.
تنسيقية يوم المعتقل الإرتري
م

عثمان إدريس جمع ورفاقه 52 شهرا من الغياب!!

عثمان إدريس جمع ورفاقه 52 شهرا من الغياب!!

السفير محمد عثمان ادريس جِمع ولد السفير ( عثمان جِمع ) في اواخر خمسينيات القرن الماضي بمدينة نقفة ، وتلقى تعليمه حتى الثانوي بمدينة بورتسودان ، نشأ في أسرة كان لها أدوار وطنية وإسهامات في مسيرة الثورة الإريترية ، وحركة تحرير إريتريا ، ونشط خلال تلك الفترة ضمن التشكيلات الجماهيرية لقوات التحرير الشعبية ، ثم إلتحق بالجيش الشعبي لتحرير يإريتريا في بديات العام 1979 م . عمل طوال الفترة من 1979 إلي 1991 م كعضو بهيئة التدريب العسكرية ، متنقلا في مختلف المواقع والمهام النضالية ، وأكسبه ذلك مهارات
متنوعة ، وعلاقات واسعة جدا مع العسكريين من مختلف الدفعات ودرجات المسؤولية ، وكانت له ولمعظم الكوادر العسكرية علاقات متميزه مع القائد الشهيد إبراهيم عافة ، وهوما عرف لاحقا بتسمية ( كوادر أبو خليل ) عندما ركن كل من قيادات الجبهة الشعبية لتكوين مركز قوة وأقطاب يلتف حولها عدد من الكوادر النافذه ، إكتسب المناضل عثمان جمع أهمية خاصة من خلال إشرافه على برنامج التثقيف السياسي للعسكريين ، وعبر عضويته في تشكيلات ( حزب الشعب الثوري ) ، في فترة شهدت الكثير من الإستقطابات الواسعة وتنامت الخلافات التي كانت تعتمل تحت السطح المتماسك ظاهريا ، والتي كانت تحسم او تؤجل بشعار ( مواجهة العدو الاثيوبي اولا ! ) .
وكانت لعثمان جِمع علاقات صداقة مع كبار العسكريين مثل الفريق / فليبوس ولد يوهنس قائد هيئة الاركان حاليا ، واللواء / تخلاي هبتي سلاسي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي ، واللواء الذي رقي لرتبة الفريق بعد فاته قرزقهير عندماريام ( وجو ) ، والعميد إيوب حليباي منسق مكتب الرئيس للشؤون الأمنية والعسكرية ، والعميد أمانئيل هنجما ، الذي لقى نحبه لاحقا مع اربعة قادة اخرين في حادث سير مشبوه بعد أن تردد اسمه على انه كان ضمن المخططين لعملية فورتو الجسورة ، وأعلن في اثناء دفنه بمقابر الشهداء في اسمرا ان (امانئيل هنجما) كان قد عين قبيل وفاته حاكما لاقليم القاش بركة ، ولم يندهش المشيعين فكلهم يوقنون ان ذلك الاعلان كان جزء من محاولة نفي الشبهات عن الحادث الذي قضى على اربعة قادة عسكريين ، واصيب فيه منسق الشئون العسكرية والامنية في مكتب الرئيس اصابات بالغة لم يزل يتلقى العلاج من اّثارها ، ولصرف النظر عن التساؤلات التي شخصت وقتها حول كيف إجتمع خمسة من القادة ليستغلوا سيارة تابعة لمكتب الرئيس بإقتراح من سكرتير الرئيس وقتها – يماني قبر مسقل - فقد كانت دواعي التأمين تحتم على كل منهم إستخدام سيارة منفصلة ، ولما تٌركت سياراتهم وأطقم الحراسة في مصوع بينما كانت الرحلة إلى منطقة "أمهميمي" ، هل هو محض حادث حركة ؟! .
بعد إستقلال اريتريا ، وفي الفترة التي شهدت تكوين ( قوات الدفاع الاريترية ) تم تحويل عدد مقدر من القيادات العسكرية الكبيرة والوسيطة للعمل في المجال المدني ، وفق حسابات خاصة ، جعلت المؤسسة العسكرية شبه خالصة الولاء للرئيس الجديد للجبهة الشعبية والحكومة الاريترية ! ، في تلك الفترة تم سحب المناضل عثمان جمع ، للعمل في إدارة أقليم الساحل الذي كان يديره المناضل المعتقل حاليا عبد الله محمود جابر . ثم اختيار كسكرتير لبرلمان الساحل ( المجلس الشعبي لاقليم الساحل ) في الدورة التي ترأسها الشيخ إبراهيم معلم ، وكان اختيارهم لقيادة المجلس الشعبي الاقليمي ، في إطار إحتواء ازمة كادت أن تعصف بتجربة المجالس الاقليمية الحديثة وقتها ، بسبب إنقسام جماهير الساحل ووقوفهم خلف اثنين من المرشحين على أسس عشائرية ومناطقية ، وإعلان أحدهم عدم قبوله بنتيجة الأنتخابات من داخل قاعة المؤتمر ، لذا اجبرت قيادة الأقليم على إجراء تلك المعالجة الغير ديمقراطية ، بفرضها رئيس وسكرتير لبرلمان الاقليم بالتعيين ، واعتمدت تلك الخطوة في إنتخابات مماثلة!. بعيد المؤتمر الاخير للجبهة الشعبية لتحرير اريتريا والتأسيسي للحزب الحاكم والوحيد بالبلاد ، عين محمد عثمان ادريس جمع كمسؤول للجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة) في إقليم بركة ، الذي كان يديره وقتها عبد الله جابر ، ثم ابتعث ليمثل الجبهة الجديدة في المملكة العربية السعودية ، وكان موقعه كسفير لاريتريا لدي دولة الإمارأت العربية المتحدة أخر تكليف رسمي له ، قبل أن يجمد ويوضع في لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر ضمن مجموعة من الدبلوماسيين ، لسنوات قاربت العشرة ، بحجة أن اسرهم إختارت العيش في بلدان اخرى ، وظل في حالة (التجميد) حسب التعبيلا الإريتري المحلي ويعني الإيقاف عن أداء الوظيفة العامة قسرا ، إلى حين إعتقاله اثر عملية فورتو الباسلة ، وظل حتى الان معتقلا لمدة 52 شهرا دون محاكمة ، بل دون أن يعرف ذويه مكان إعتقاله ..
منقول من عدوليس

نشطاء أريتريون يطالبون سلطات بلادهم بالكشف عن مصير آلاف المختفين قسريا لديها





أعربت "تنسيقية يوم المعتقل الأريتري"، عن بالغ قلقها على مصير المعتقلين في السجون الاريترية، الذين قالت بأنهم أبرياء اعتقلوا دون أن يعرفوا جريمتهم ولا يعلم أحد مكان احتجازهم، في مخالفة صريحة لأقل الحقوق والأعراف القانونية المرعية دوليا".
وأوضحت التنسيقية في بيان لها أصدرته بمناسبة يوم "المعتقل الأريتري" الذي يصادف 14 من نيسان (أبريل) كل عام،  "أن ما يزيد حالة القلق الشديد هو عدم اعتراف الحكومة الإريترية ونفي صلتها بحالات الاختطاف تلك".
وأضاف البيا: "بناء على ذلك لا يُعلَم الأشخاص المباشرون الذين نفذوا هذا الاعتقال، وماهية وظيفتهم، حتى يتسنى لأي جهة ذات مصلحة المطالبة بملاحقتهم قانونيا، كما أنه لم تفسح السلطات عن التهم المباشرة التي تتم في ظلها تلك الاعتقالات التعسفية، وفي نفس الوقت لا يعلم من هي الجهة التي تشرف على احتجازهم، وكذلك الجهة الرقابية على هذا الإشراف".
وأكد البيان أن "ما يزيد الأمر سوءً وتعقيدا كون السلطات هناك تعاقب ذوي المعتقلين إذا جاؤوا بحثا عنهم، وقد وصل هذا العقاب أن تعرض بعض ذويهم للاعتقال والاحتجاز الدائم".
ولفت البيان الانتباه إلى أن حملات الاعتقال التعسفي هذه بدأت بعد تحرير البلاد من الاستعمار الأثيوبي وانتقال الحكم إلى السلطات الحالية بقيادة الرئيس الحالي أساس أفورقي، ومازالت تلك الحملات متواصلة".
وأكدت التنسيقية أن "ما تعرض له المعتقلون الأريتريون في سجون السلطات الحالية من الإخفاء القسري الذي بلغ ربع قرن من الزمان، من غير معرفة جريمتهم، ومكان احتجازهم، وتقديمهم للمحاكمة، جريمة دولية يعاقب عليها القانون الجنائي، وتوجب تقديم مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفيها خرق واضح لاتفاقية حماية جميع الأشخاص ضد الاختفاء القسري والتي لم توقع إريتريا عليها".
وحمّل البيان المسؤولية عن مصير هؤلاء المعتقلين إلى الحكومة الحالية، بقيادة إسياس أفورقي، التي قال بأنه "يجب مساءلتها عن هذا الإخفاء القسري لعشرات الآلف من المعتقلين الذين انقطعت أخبارهم".
وناشد البيان المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية ذات الصلة، بالضغط على النظام في إريتريا للتوقيع على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، والسماح لمنظمات حقوق الإنسان الدولية بزيارة إريتريا والوقوف على حالة حقوق الإنسان بصفة عامة وأوضاع المعتقلين بصفة خاصة.
كما طالب التنسيقية بالضغط على النظام للكشف عن الأماكن التي يعتقل فيها سجناء الرأي والضمير في إريتريا.
و"تنسيقية يوم المعتقل الأريتري"، تأسست عام 2011 في بريطانيا مع بداية رياح الربيع العربي في العالم العربي،  وهي عبارة عن حملة شعبية أريترية دولية، يقودها نشطاء حقوقيون أريتريون عبر العالم، لكسر التعتيم الإعلامي عن المعتقلين في السجون الأريترية، وتوعية الشعب الأريتري بحقوقه العامة، ولفت أنظار العالم إلى هذه المأساة.  
ولا توجد احصائيات دقيقة حتى الآن عن عدد المعتقلين في السجون الأريترية، وإن كانت بعض مصادر المعارضة تتحدث عن أن العدد يتجاوز 10 معتقل.
وقد جعل من يوم14   نيسان (أبريل) يوما رمزيا سنويا للمعتقل الأريتري، وهو يوم يشير إلى تاريخ بلغت فيه الحملات الأمنية ضد أصحاب الرأي المخالف أوجها عام 1992.
يذكر أنه تم الإعلان عن استقلال إريتريا في 25  أيار (مايو) 1991، وتشكلت حكومة مؤقتة أجرت استفتاء عاما على الاستقلال تحت إشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، وجاءت نتيجته 99% للاستقلال؛ فأصبحت إريتريا دولة مستقلة ذات سيادة، وفي 23 أيار (مايو)  1993انتخب أسياس أفورقي رئيسا للبلاد، ولا يزال حتى يوم  الناس هذا رئيسا لأريتريا.

وتشكل إريتريا عمقا استراتيجيا مهما لكل الدول المطلة على البحر الأحمر باعتبارها البوابة الجنوبية المشرفة على مضيق باب المندب.

منقول من وكالة قدس برس

الأربعاء، 19 أبريل 2017

المناضل السابق محمد باني .. عندما خطفوه من منزله ليلا !!



المناضل السابق محمد باني .. عندما خطفوه من منزله ليلا !!

  
     المناضل الأستاذ محمد آدم  داود الشهير بمحمد (باني) متزوج وله خمسة أبناء، مناضل سابق بصفوف جبهة التحرير الإرترية، كان يعمل في (اتحاد العمال) درس بالعراق ثم هاجر الى ألمانيا، وانتقل الى المملكة العربية السعودية  حيث استقر هناك لفترة من الوقت، وساهم مع بقية الكوادر الإرترية، بالإشراف على عملية الاستفتاء في المملكة العربية السعودية، وبعد التحرير عاد الى الوطن، طلب منه أن يعمل في مؤسسات الدولة من قبل السلطات الارترية، إلا أنه رفض وقام بفتح مكتب خاص لكتابة العرائض بمدينة صنعفي، وبجانب ذلك كان يعمل مشرفا للمعلمين، وكان يقوم بنشر مقالات دورية في جريدة “إرتريا الحديثة” وكان من المواطنين الرافضين للتعليم بلغة الام،  وكانت له كتابات  ومساهمات في هذا الاتجاه عبر تلك الصحيفة الوحيدة حينها والآن أيضا .

       على أثر الاحتجاجات العفوية التي قامت بها جماهير مدينة صنعفي رفضا لتجنيد الفتيات، قامت الأجهزة الامنية باختطاف عدد من أبناء المدينة من بينهم الاستاذ محمد باني، حيث تم اقتحام منزله من قبل الأجهزة الأمنية عند الساعة الثانية صباحا، وتم اقتياده ليلا من فراش الزوجية لمكان غير معلوم تحت تهديد السلاح وكان ذلك في العام 1994م، وكعادة المختطفين في إرتريا لم توجه اليه أي اتهام ولم تحدد محكوميته، وإلى هذه اللحظة ليس هناك أي خبر عنه، ولم يتم الاتصال والتواصل بينه وبين عائلته ليظل مخفيا ومغيبا من العالم الخارجي.

     في ذات الليلة والمدينة تم اختطاف آخرين لينضموا إلى قائمة الشرف والكرامة، حيث أهدر كل شيء ذو كرامة وعزمة في الوطن بفعل العصابة الحاكمة، أحد أولئك المخطوفين كان المواطن: إبراهيم أبو حبوش، حيث اقتاده زوار الليل المسلحين كأنهم عصابة مارقة عن سلطة الدولة وليسوا جنودا يأتمرون بأوامر الحكومة، وأيضا تم اختطاف المواطن: يوسف قورا بنفس تلك التفاصيل والمشاهد القسرية بل وأقسى درامية منها، حيث تعرفت زوجته أثناء الاختطاف على أحد عناصر الأمن الملثمين وتحدثت إليه، قائلة: لقد عرفتك أيها الجاسوس .. أيها الخائن .. أنت فلان بن فلان، فقام أحد المسلحين بفتح النار عليها وأرداها قتيلة، ليتركوها تسبح في دمائها الطاهرة، ويغادروا المنزل آخذين معهم زوجها لمكان غير معلوم.

كتبه لحملة يوم المعتقل الإرتري

محمد أمان أنجبا – سويسرا

الإعلامي المستشار القانوني / أبوبكر صائغ: تمكنتُ من الهروب من إرتريا بعد أعتقالي وملاحقتي أمنيا من قبل نظام أسمرا.

الإعلامي المستشار القانوني / أبوبكر صائغ: تمكنتُ من الهروب من إرتريا بعد أعتقالي وملاحقتي أمنيا من قبل نظام أسمرا.

 


تأكد لموقع عونا الالكتروني، أن السيد/ أبوبكر عبد الله صائغ، الإعلامي المستشار القانوني، عضو المجلس المركزي للاتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا، رئيس تحرير مجلة الشباب، الكاتب بصحيفة إرتريا الحديثة (النسخة العربية)، ، تمكن من الهروب إرتريا قبل أيام، ووصل إلى دولة أخرى، لم يسمها؛ خوفا من ملاحقته أمنيا من قبل سفارة نظام أسمرا له ولأسرته، في الدولة التي يوجد بها.
وفي تصريح خاص أدلى به لموقع عونا الإلكتروني، أكد السيد صائغ، أن أسباب هروبه من إرتريا التي عاد إليها بعد اكمال دراسته الجامعية عام 2000 في حلب، تعود إلى الأوضاع السياسية المزرية التي وصلتها البلاد بشكل عام، والمضايقات والملاحقات الأمنية له من قبل النظام بشكل خاص عبر الرسائل الإلكترونية، والتي أسفرت عن اعقتاله مؤخرا، خاصة بعد تناوله القضايا السياسية والآنية، خاصة معاناة المواطنين، ويقينه على أن يكون الإعلام الإرتري، صوتا ولسانا للتعبير عن آرائهم، وذلك عبر كتاباته التي ظل ينشرها باستمرار، في كل من صحيفة إترريا الحديثة، ومجلة الشباب، وبالتحديد تركيزه على عمل الإدارات الحكومية، وتردي الخدمات العامة، وما تعانيه البلاد من فساد إداري ومالي، وأخلال أمني، لأكثر من ربع قرن.
وأفصح السيد/ صائغ، عن اعتقاله منذ فترة طويلة في مدينة نقفة، حيث تم احتجازه فيها أولا في ضواحي قرورة، وتم نقله بعد ذلك إلى أمهميمي، ثم إلى مدنية أفعبت، التي تمكن في الفرار منها؛ وذلك بمساعدة أفراد وطنيين لم يفصح عنهم، حيث يوجد الآن مع كامل أفراد أسرته في بلد آخر لم يسمه أيضا، خوفا على نفسه وعائلته.
جدير بالذكر أن الإعلامي المستشار القانوني، أبوبكر عبد الله صائغ، خريج كلية القانون جامعة حلب بسوريا، وظل منخرطا في أنشطة الاتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا في الداخل والخارج، وكان قد تم اختياره ممثلا للاتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا في اللجنة العليا لحقوق الانسان في إرتريا، كما قام مع زملاء آخرين، بترجمة أكثر من 1000 مادة في القانون المدني الإرتري، وقانون الاجراءات الجنائية والمدنية، إلا أنه قدم استقالته عن العمل مع اللجنة سالفة الذكر عام 2014؛ وذلك احتجاجا على الممارسات غير القانونية لعمل اللجنة، حيث كان ذلك أحد أسباب المضايقات والملاحقات الأمنية ضده، والتي أدت إلى سجنه مؤخرا والتلويح بتصفيته جسديا أثناء اعتقاله، والذي دفعه للهروب من بلده إرتريا قبل أيام . مؤكدا أنه لا يزال في دائرة الخطر والمتابعة الأمنية من قبل سفارة نظام أسمرا في الدولة التي وصل إليها قبل ساعات، من تاريخ نشر هذا الخبر.

منقول من موقع عونا

سجناء إرتريون يموتون في سجون نظام "هقدف" بسبب انتشار وباء الكوليرا والتعذيب !!

سجناء إرتريون يموتون في سجون نظام "هقدف"

بسبب انتشار وباء الكوليرا والتعذيب !!
 


أفادت مصادر جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية من غرب إرتريا أن مرض الكوليرا قد تفشى في سجن "حشفيراي" الواقعة بالقرب من مدينة حقات، مما تسبب في انتشار العدوى بين السجناء بشكل خطير، نُقل على إثره واحدٌ وعشرون سجينا إلى مستشفى "جلاس" وهم في حالة سيئة. وأضافت تلك المصادر أن ثلاثة من بين السجناء قد لقوا حتفهم بعد أن رفض المحققون طلب الأطباء بنقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج، وذلك بدعوى أن التحقيقات لا تزال جارية معهم في التهم الموجهة إليهم. وأشارت مصادرنا أن خلافًا كبيرًا دبَّ بين عناصر أمن نظام هقدف، التي درجت على عدم الاهتمام بحياة الناس، والأطباء، الذين كان قد حذروا المسؤولين بأن رفض نقل هؤلاء إلى المستشفى سيعرض حياتهم للخطر. وتتوقع مصادر جبهة الإنقاذ أن انتشار وباء الكوليرا ينذر بمخاطر كبيرة إذا لم يتم تدارك الأمر بأقصى سرعة ممكنة.

ومن جهة أخرى أفادت مصادرنا من أسمرا، أن السيد مكئيل كوكيب المعروف بـ "وريحرح" لقي حتفه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له على يد عناصر أمن نظام هقدف في سجن "عدي أبيتو" سيئ الصيت يوم الاثنين السابع عشر من شهر أبريل الجاري. وأشارت الأنباء الواردة من هناك، أن السيد ميكئل قد تم اعتقاله منذ ثمانية أيام نتيجة الاشتباه فيه بموالة النشاط في السوق الأسود في صرف العملات الأجنبية. وقد أبلغ مسؤولو السجن الأهل الذين جاؤوا لزيارته في السجن بأن ابنهم قد توفي فجأة، وأن جثمانه نقل إلى مستشفى "حليبت"، ويمكنهم استلامه من هناك ودفنه. وبعد أن اطلعت الاسرة على الجثمان لاحظت آثار تعذيب شديدة في أنحاء متفرقة من جسمه. إلا أنها لم تستطع أن تطلب التحقيق في الأمر لأن النظام هو القاضي والجلاد في آن واحد، فما كان أمامها سوى استلام الجثمان والاستعداد لدفنه. وقد أكدت تلك المصادر على أن السيد ميكئيل قد ووري الثرى يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر أبريل الجاري في بلدته " عدِّي بحرو" الواقعة بالقرب من مدينة عدي خوالا.

مع تحيات / مكتب الإعلام والثقافة

لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

18 أبريل 2017

قصة إعتقال الشيخ سعيد بدار

قصة اعتقال الشيخ سعيد بدار


 

كان في غرفته يشارك أسرته يومياته العادية، ليخرج خلال لحظات مع بعثة الملثمين (زوار الليل) من دون إذن، خرج معهم بكل هدوء ولا حتى همس خوفا على سلامة الأسرة، خرج تحت تهديد السلام منذ إحدى وعشرين سنة ولم يعد، لم يكن يعلم أن السنين ستطول به هكذا مغيبا عن الحياة، بعيدا عن أهله يتقلب في ظلمات المعتقلات التي شيدها النظم الجائر، وإلا لما تردد من أخذ قبلات عميقة مع جذب الهواء الممزوج برائحة مقلتيه وفلذتي كبده، حتى وإن لم يعلما حينها ما هو الوداع كونهما طفلين، ولربما كان له حديث أو كلمات يقولها لشريكة حياته.

إنه الشيخ: سعيد محمد إدريس (بدار) المولود في عام 1947م، تلقى تعليمه في مدينة كسلا بشرق السودان، متزوج وله إبنان محمد (عمره الآن 23 سنة) وأحمد (عمره الآن 21 سنة) كان يعمل إماما وخطيبا لمسجد عمر بن الخطاب بمدينة قندع، بجانب تدريسه القرآن الكريم والعلوم الإسلامية للصغار والكبار في نفس المسجد، كان شديد الهمة وبالغ الاهتمام بتعليم الناس أمور دينهم وتمسكهم بالقيم الإسلامية، كما يجتهد ما استطاع في رفع الجهل عن مجتمعه الذي كان يستحوذ على جل تفكيره.

ويعرف عن الشيخ سعيد أنه كان شديد الجزم والحزم في الأمور العامة، لا يبالي بالتهديد والتخويف لم يعقه عائق حتى لحق بإخوانه الذين سبقوه، سبقوه الى مصير الشرفاء الأحرار، حيث غياهب سجون الظلم والاستبداد الممنهج، فالسجان القاسي عديم الإنسانية أولا والوطنية ثانيا وثالثا، لا يعامل من يرفض تفكيره أو يخرج عن طوعه إلا التغييب عن توجيه المجتمع، إنه منهج الأشرار في تغييب الأخيار عن أعين الأحرار.

لقد لحق الشيخ سعيد بدار بقائمة الشرفاء يوم الجمعة 12/07/1996، لتفقده أسرته ويفقده تلامذته ومن قبل ليفتقده منبر الخطبة .. وقس على ذلك أو أكثر حال كل المعتقلين من المشايخ والأساتذة وغيرهم، فهدف السجان الكبير هو إخفاء رواد المجتمع ومثقفيه وتعطيل دورهم ومساعيهم وسط الشعب.

وختاما

* هل من يتخيل معي كم يعاني المعتقلون من شتى أنواع التعذيب البدني والنفسي التي تشمئز النفوس فقط من سماعها، ليتنا معشر الطلقاء نحاول مجرد الشعور بهم وعدم نسيان قضيتهم وأسرهم.

* لم أكن لأخص الشيخ سعيد بشيء دون سائر المعتقلين – رغم صلة قرابتي به - ولكن أحببت أن أقول عنه شيئا فحسب، فقد سبقه في الاعتقال أساتذتي التي تربيت على أيديهم ونهلت من معينهم، ولي مع كل المعتقلين موعد بإذن الله إن كان في العمر بقية.

كتبه لحملة يوم المعتقل الإرتري- 2017


عمر محمد موسى بدار

نداء إنساني بمناسبة يوم المعتقل الارتري


بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إنساني بمناسبة يوم المعتقل الارتري

Image may contain: text
إلى الضمير العالمي.. هل تسمعني ؟  أين أنت من مأساة المعتقلين في أرتريا
تضرع الاستهلال:
أنت ملاذ الضعفاء المظلومين يا الله أرفع صوتي إليك ، أدعوك لخلاص المعتقلين في أرتريا ، كل الأبواب سدت إلا بابك ، طال أمدهم ، واشتدت كربتهم ، وتعاظم ألم أهليهم ووطنهم ومحبيهم، فمن لهم غيرك يا الله .
ذكرى مرة
 ثم استعين بك لتوصل ندائي إلى من في قلبه ذرة احترام لحقوق الإنسان، أناديكم وأنا واحد ممن صحب عشرات من المعلمين المغيبين في سجون النظام الأرتري منذ 14 إبريل عام 1994م  هذه ذكرى مرة تتكرر، وكان ليلاً لحظة اعتقال المعلمين، كلهم أذكرهم فردًا فردًا ، عشتُ معهم ، درستُ معهم، فرحنا معاً لإكمال الدراسة الجامعية ، ثم تشعبت بنا سبل الحياة، وعاد المعلمون مسرورين إلى وطن هو بحاجة إلى ما لديهم من عزيمة وعلم وخلق ورغبة في البناء والتنمية.
استبشر بهم أهلوهم ، في المدن والقرى ، وثقوا بهم ، عينوهم معلمين ، سلموهم فلذات أكبادهم ، يقصدون التربية والتعليم  ، غَرْسُهم رُشحَ رُوادُ المستقبل وبُنَاةُ الوطن .
عداء حاقد:
فكانوا على خير ، راضين بأداء واجبهم، حتى أتى نظام الجبهة الشعبية بقيادة اسياس افورقي فتضايق من وجود منارات العلم والمعلمين القدوة ، فكشر عن أنياب مفترسة ، واتخذ الخطوات العدائية ... أغلق المعاهد ، وغير المناهج، وحارب اللغة العربية، وعادى القيادات الوطنية ؛ ذات الثقل الشعبي، والمعرفي ، والثقافي.
تم مداهمة المنازل ليلاً فاقتيد المعلمون قسرًا في مشهد أليم دون تبرير يذكر. أي شرع يجيز سوق قلم برصاص، أي عقل يحارب المعرفة والخلق الرزين ، ولماذا الاعتقال ليلاً ؟ أما كان يكفي استدعاؤهم ليأتوا مطاوعين إلى ميزان القضاء ، إنها حجة المهزومين أمام الحق والعدل:  اعتقال فقط ، وتغييب فقط ، وحرمان من الحياة فقط انطلاقا من الحقد :
ولا جريمة معروفة
ولا محاكمات تنتظر
لا زيارات من الأهل يسمح بها
ولا عناوين معلومة للمعتقلين
ولا أخبار تصل
اعتقالات لاحقة:
وبينما يعيش الأرتريون في أمل عودة المعلمين تأزمت الأوضاع  أكثر فلحق بالسابقين معتقلون لاحقون ، يزيد عددهم عن عشرة آلاف معتقل حسب تقديرات مختصين،  بينهم قائمة كبيرة من أعضاء النظام الفاعلين المؤسسين ومن الإعلاميين والسياسيين المعارضين ،حتى الهاربين منه ظل النظام يلاحقهم ، وفي الخارج يطارد اللاجئين بالأتاوات والضرائب والرسوم الباهظة ولا حق في العودة للوطن لمن لا يدفع الثمن الجائر ، والخدمة الجائرة  الإذلال الجائر.
أزمة الوطن تتواصل :
وفي الداخل يمنع العمل والإنتاج ، ويشغل الشعب بالحرب الدائمة مع خصوم متوهمين ، والتدريب الذي لا ينتهي في إلهاء مقصود  للشعب ، حتى لا يفكر في تحسين أوضاعه المعيشية ، وتنمية اقتصاده. ويزرع النظام الأحقاد بين السكان  بنزع أرض هذا لصالح هذا ، ومنع هذا من بناء بيت والترخيص لهذا ،  والتضييق على قوميات بعينها لإجبارها على ترك الوطن مهاجرة لتوطين آخرين مقامها، ودعم فريق من البنك الرسمي وحرمان مواطن آخر  ، وتشجيع الطوائف الدينية ضد بعضها، وتغذية النعرات الجاهلية العقدية والقبلية بين المواطنين،  الأمر الذي يسوق الأوضاع في أرتريا إلى مزيد من الهجرة، ومزيد من التمزق ، ومزيد من عدم الاستقرار، مما يولد تبعات ثقيلة على المجتمع الدولي
المخرج الخاسر :
والشعب حيران؛ لا يعلم كيف يخرج من الأزمة ، لا بصيص للحرية، ولا أمل في الاستقرار ، ولا توجه للتنمية ، ولهذا كان الخيار الأمثل للشباب الأرتري الهجرة إلى الخارج في رحلة محفوفة بالمخاطر  ،  كل الشباب يعرف أن الصحراء تقتل ، وعصابات البشر تقتل ، والبحر يقتل ، ومع ذلك  يختارون تلك المخاطر؛ لأن فيها أملاً بالنجاة و لو بنسبة1 % بخلاف واقعهم المظلم الذي حطم المعنويات، وخنق الحريات ، وأذاق الناس الهوان ، ومر العذاب.
تضييق الواسع :
الحياة المعيشية ليست طاردة في أرتريا، حيث توجد خيارات الرزق الوفير في الرعي، والزراعة ، والصيد ، والتجارة، والصناعة، والنبات الذي تخرجه الأرض الخصبة دون جهد من مواطن هبة من الله. لكن النظام الحاكم ضيق الواسع ، وعطل الأيدي العاملة عن الإنتاج، وحصر الحياة كلها في الجانب العسكري حرباً دائمةً وتدريباً دائماً وتوهماً دائماً للعدو وذلك حتى يحرم الشعب فرصةً للتفكير، وفرصة للتنمية ، وتحسين المعيشة والاستقرار.
الأسئلة المرة :
أين يعيش الشعب الأرتري؟ .أليس جزئاً من  هذا العالم الذي أتيح له من الوسائل والتقنية ما  يسمعُ به دبيبَ النمل ، ويتابعُ فيه عبرَ الأثير طنينَ الذباب.
لِمَ لا يكون للضمير العالمي التفاتة إلى الوضع الإنساني في أرتريا ؟
لِم تحاصر بالضجيجِ الظالمِ الأصواتَ المناديةَ بالحرية للمعتقلين في أرتريا  ؟                    
لِمَ يتقاعسُ صوتُ العدالة عن واجبه في مناصرة الانسان الأرتري المظلوم؟
 من يدعم الصوت الخافت:
نحن نصرخ منذ سنين وصوتنا خافت مخنوق لا يسمعه أحد فاعل.
يا وسائل التواصل الاجتماعي نناديك
أيتها المنظمات الدولية نناديك
أيها الإعلاميون الأحرار  نناديكم
يا صخر الجبال الصماء ، يا شجر الأرض الأخضر ، يا من طار أو دب ، يا أيتها الحيتان في البحر
هل تسمعون صوتي الخافت ، أناديكم ، حَنَانَيْكم ، انفخوا في صوتي حتى يبلغ آذان القوى الفاعلة التي تدعم النظام ، وتطيل بقاء العذاب على الشعب الارتري
نخاطب الضمير الحي في العالم ، اصغوا لنا مرة ، هنا صوت الضعفاء يناديكم
كفوا عن دعم النظام ، نريد مزيداً من الضغوط عليه حتى تنكسر شوكته الجائرة
مطالب مشروعة :
لسنا طلاب سلطة لكننا طلابُ حق ، طلابُ حرية ، طلابُ عدالة ، طلاب أمن واستقرار.
نريد أن تفتح السجون المغلقة
نريد أن يعود المغيبون إلى أهليهم
نريد إيقاف أسباب الهجرة المستمرة
نريد محاكمة عادلة للمجرمين المتحكمين في البلاد
نريد أن يشتم الهواءَ الطلقَ الشعبُ الارتري
لتقفْ الملاحقات الأمنية
ولتقفْ الحروب العبثية
ولتقفْ جهود عسكرة الشعب
نريد مؤسسة عسكرية تحمي الثغور، وتترك ا الشعب يدير أمره بنفسه؛ في أجواء الحرية والأمن وهو قادر أن تتعايش أديانه ، وأقاليمه ، وقبائله، ومختلف أحزابه؛ يبنون الوطن الواحد ، متعاونين متصالحين ، يدير مصالحهم قانون عادل  تلتقي عليه إرادتهم.
تضرع الختام :
يا إلهي ..صوتي ضعيف أعنه ليصل آذان هذا الضمير العالمي ..نريد نصرك يا الله .فرج كرب المعتقلين ، وانعم بالحرية والأمن والسلام لأرتريا الوطن الغالي والشعب الوفي
يا الله ؛ نطرق بابك ، فكن لنا عوناً ، ونصيراً ، واقطع كل حبل  يطيل أمد النظام الجائر ،وجفف  كل نبع  يسقي شجرة الزقوم في أرتريا، يا رب نريد أن ننعم بالحرية والسلام مثل الآخرين فكن لنا ، من  لنا غيرُك.اللهم ألف بين  القلوب ووحد بين الأيدي حتى ندفع البلاء عن الوطن الغالي .
باسم القروي

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013