الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

ماذا بعد المؤتمر ؟


                                                                                                                 بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد المؤتمر ؟
تداعت القوة الأرترية بمختلف أطيافها لمؤتمر وطني جامع ضم جل شرائح المجتمع وقواها الحية ، وكان الإعداد له مقبولا ، وقد بذل كل واحد اقصى جهده لنجاحه ، وكانت السلبية التي اعتبرها ( قاتلة ) هي عدم تمكن القوة السياسية الوطنية من تعريف الجماهير بالمؤتمر وأهميته ، فقد عقد المؤتمر وجل الشعب الأرتري لم يسمع به وغالبيته لا تدري برامجه ولا اهدافه ومراميه  .                                                                                     
 ربما لا يكون هذاالكلام مقبولا عند الكثير من المثقفين والكتاب والمهتمين ، وقد يفندون كلامي، ولذلك احب أن اؤكد ان المفوضية كانت تتواصل مع جل المهتمين وخاصة المثقفين ، وقبيلة الصحافة والإعلام ، ومع ضآلة حجمي كانت المفوضية ترسل في إيميلي كل المواد والمنشورات والبيانات والإشعارات ، وشكري لها لا يفيها حقها .
من الأخطاء الجسيمة أن نكرر نفس الخطأ فنخسر :
كنت قبل عقد المؤتمر الجُ في كل المواقع الإعلامية المختلفة وأبحث عن الأحزاب الأرترية ، وقياداتها ن وكوادرها لعلي أظفر بمادة إعلامية عبارة عن فيديوا لا يتجاوز خمس دقائق ، او سطرين في الفيسبوك ، او مادة مختارة في التيوتر ، أو إيميل محول لمئات الإيميلات ،او مقالة تحض الشباب وتوعيهم بالمخاطر ،وتزرع فيهم الأمل ، او مقابلة تلفزيونية تعري النظام وتفضحه ،أو محاضرة في نادي ، او حتى جلسة نقاش في مقهى ، ولكن على حسب علمي كان هذا التواصل ضعيفا لدرجة لا اكاد اصدقها !!! كيف يمكن التعبئة للجماهير وإقناعها بالتغيير ، وأنت لا تتجاوز تعبئتك لمن هم في صفك وتنظيمك ، وهذا لا يحتاج الى تعبئة بل يحتاج الى تثقيف ، ولكن الجماهير هي في حاجة الى التواصل والتعبئة ، والتعرف على من يحمل لواء التغيير ، بل الناس تأنس لمن تعرف ، وتخاف من المجهول .
مالمطلوب بعد المؤتمر ؟ :
في إعتقادي ينبغي هذا الجيش الجرار الذي حضر المؤتمر- وهو قد يفوق ما يمكن ان يجتمع للهقدف لو فكر رئيسُها أن يعقدَ مؤتمرا لحزبه البائد – أن يكون فاعلا وحيويا ، وأن يبدء كل فرد حضر المؤتمر بعكس مادار في ب أهل بيته، وأقربائه ، واهل حيه ، ومدينته ، ومنطقته ، ولا يكفي أن يدعوا بعض المهتمين لإطلاعهم فيما حدث ، ولكن عليه أن يحاول لإقناع المناوئيين ، والمتشككين ، والمترددين ، والخائفين ، وأن يحمل روح التسامح ، والإقناع .
القيادة الجديدة :
لن تهيئَ لكم ظروفا أفضلَ من الحظاتِ الحاضرة ، حيث تحملتم المسؤوليةَ في ظرف  يخدمكم أكثر مما تخدمونه . لا يوجد اليوم شاب ارتري الا وهو يبحث عن مخرج لأزمة بلده ، فإن وجد هذا المخرج عن طريقكم فلن يتردد في اللحاقِ بكم بل قد يسبقكُم في درب التغيير والتضحيات ، والظرف الإقليمي مهيئ بكل شرايينه حيث الثورات والحراك والإنتفاضات ضد الظلم ، والموت من اجل الحرية والعدالة ، والظرف الدولي منشغل عنكم بهمومه الإقتصادية الخانقة ، وفشله الذي شل حركته في كثير من مواقع التماس حول العالم .        
نريد منكم أن تكسبوا ثقة شعبكم وذلك بالثقة فيه أولا ، وتحميله المسؤولية ، وإشراكه في التغيير ، وكلنا نعلم أن هذا الشعب لا يخيب قادته ، ولا يتوانى عن خدمة مبادئه ، ووطنه ، ولن يقبل بمن يريد إذلاله وإهانته .                                                                
نريد منكم أن تظهروا أمام شعبكم بالتشبث ببرنامجكم الذي اتفقتم عليه ، وأن تطبقوه على انفسكم ، فالقيادة روح الشعوب ، والناس على دين ملوكها ، فإن كنتم ديمقراطيون كنا كذلك ، وإن كنتم متسامحون كنا كذلك ، وأن كنتم متفاعلون كنا كذلك .                                  
الإعلام قبل المدافع :
ما اعتقد هذه الجملة تحتاج توضيحا ولا فلسفة ، فضعك من صديقك ، حتى عدوك الذي تريد إسقاطه يحتاج أن تنذره ، وتحذره العواقب ، وأن تسمعه طلقات الكلمات قبل طلقات الرصاص ولذلك لا مفر اليوم من ايجاد كل الوسائل الإعلامية التي تعَلمُ الجميعَ بمشروع التغيير القادم بما في ذلك{ قناة فضائية} تدخل كل بيت وتطمس خزعبلات [الفضائية الأرترية] التي قصرت جل برامجها في التطبيل والتزمير ، ونقل مناظر الشعب المكْرَه وهو يحملُ الحجارةَ ويلهثُ خلفَ لقمة العيش .                                                                              
من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتقدم يتقادم ، وإن كنت إمامي فكن أمامي ، ومن توقف في حراك الحياة دفن تحت التراب ، ومن إستسلم لهواجسه خسر مبادئه ، ومن خاف من عدوه فقد ثقة شعبه ، ومن إنساق وراء شهواته رفع راية إحتقاره ، ومن نسي وطنه قل مقداره ، ومن قادته بطنه خذله عقله ، ومن أكثر النزاع خسر الأوفياء، ومن أكثر العتاب فقد الأحباب .                                            
ننتظر من جميع شعبنا وخاصة الشباب التناقم والتحاور والعمل المتواصل مع من نهضوا للتغيير ، وأفنوا زهرة شبابهم من اجل هذا الوطن ، فالتحية لمن ساهم في إنجاز هذا الأمل الكبير . فالنعمل جميعا من اجل التغيير الإيجابي الذي ينشده شعبنا جميعا .
محمد جمعة ابو الرشيد   
01- ديسمبر-2011م

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

كلمات من نور - رحم الله قائلها


 
الحياة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن
  (( 1 ))
اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن ﻧﻌﻣﺔ، ﻧﻌﻣﺔ ﻻ ﯾﻌرﻓﮭﺎ إﻻ ﻣن ذاﻗﮭﺎ، ﻧﻌﻣﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻣر
وﺗﺑﺎرﻛﮫ وﺗزﻛﯾﮫ .  
واﻟﺣﻣد لله .. ﻟﻘد ﻣن ﱠ ﻋﻠﻲ ّ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣﺎن، ذﻗت ﻓﯾﮭﺎ
ﻣن ﻧﻌﻣﺗﮫ ﻣﺎ ﻟم أذق ﻗط ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ . ذﻗت ﻓﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻧﻌﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻣر وﺗﺑﺎرﻛﮫ
وﺗزﻛﯾﮫ .  
ﻟﻘد ﻋﺷت أﺳﻣﻊ ﷲ -  ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ - ﯾﺗﺣدث إﻟﻲ ﺑﮭذا اﻟﻘرآن .. أﻧﺎ اﻟﻌﺑد اﻟﻘﻠﯾل
اﻟﺻﻐﯾر ..  
أي ﺗﻛرﯾم ﻟﻺﻧﺳﺎن ھذا اﻟﺗﻛرﯾم اﻟﻌﻠوي اﻟﺟﻠﯾل ؟ أي رﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌﻣر ﯾرﻓﻌﮭﺎ ھذا
اﻟﺗﻧزﯾل ؟  
أي ﻣﻘﺎم ﻛرﯾم ﺗﻔﺿل ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﺧﺎﻟﻘﮫ اﻟﻛرﯾم ؟  
وﻋﺷت -  ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن -  أﻧظر ﻣن ﻋﻠو إﻟﻰ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣوج ﻓﻲ
اﻷرض، وإﻟﻰ اھﺗﻣﺎﻣﺎت أھﻠﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﮭزﯾﻠﺔ .. أﻧظر إﻟﻰ ﺗﻌﺎﺟب أھل ھذه
اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﮭم ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷطﻔﺎل، وﺗﺻورات اﻷطﻔﺎل، واھﺗﻣﺎﻣﺎت اﻷطﻔﺎل
.. ﻛﻣﺎ ﯾﻧظر اﻟﻛﺑﯾر إﻟﻰ ﻋﺑث اﻷطﻔﺎل، وﻣﺣﺎوﻻت اﻷطﻔﺎل . وﻟﺛﻐﺔ اﻷطﻔﺎل ..
وأﻋﺟب .. ﻣﺎ ﺑﺎل ھذا اﻟﻧﺎس ؟! ﻣﺎ ﺑﺎﻟﮭم ﯾرﺗﻛﺳون ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺄة اﻟوﺑﯾﺋﺔ، وﻻ ﯾﺳﻣﻌون
اﻟﻧداء اﻟﻌﻠوي اﻟﺟﻠﯾل .. اﻟﻧداء اﻟذي ﯾرﻓﻊ اﻟﻌﻣر وﯾﺑﺎرﻛﮫ وﯾزﻛﯾﮫ ؟  
 
ﻋﺷت أﺗﻣﻠﻰ - ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - ذﻟك اﻟﺗﺻور اﻟﻛﺎﻣل اﻟﺷﺎﻣل اﻟرﻓﯾﻊ اﻟﻧظﯾف
ﻟﻠوﺟود .. ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟوﺟود ﻛﻠﮫ، وﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ .. وأﻗﯾس إﻟﯾﮫ ﺗﺻورات
اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺷرﯾﺔ، ﻓﻲ ﺷرق وﻏرب، وﻓﻲ ﺷﻣﺎل وﺟﻧوب .. وأﺳﺄل
.. ﻛﯾف ﺗﻌﯾش اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ اﻵﺳن، وﻓﻲ اﻟدرك اﻟﮭﺎﺑط، وﻓﻲ اﻟظﻼم اﻟﺑﮭﯾم
وﻋﻧدھﺎ ذﻟك اﻟﻣرﺗﻊ اﻟزﻛﻲ، وذﻟك اﻟﻣرﺗﻘﻰ اﻟﻌﺎﻟﻲ، وذﻟك اﻟﻧور اﻟوﺿﻲء ؟  
وﻋﺷت -  ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - أﺣس اﻟﺗﻧﺎﺳق اﻟﺟﻣﯾل ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ
ﺑرﯾدھﺎ ﷲ، وﺣرﻛﺔ ھذا اﻟﻛون اﻟذي أﺑدﻋﮫ ﷲ .. ﺛم أﻧظر .. ﻓﺄرى اﻟﺗﺧﺑط اﻟذي
ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺣراﻓﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﻧن اﻟﻛوﻧﯾﺔ، واﻟﺗﺻﺎدم ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﻔﺎﺳدة
اﻟﺷرﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺑﯾن ﻓطرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻓطرھﺎ ﷲ ﻋﻠﯾﮭﺎ . وأﻗول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ :
أي ﺷﯾطﺎن ﻟﺋﯾم ھذا اﻟذي ﯾﻘود ﺧطﺎھﺎ إﻟﻰ ھذا اﻟﺟﺣﯾم ؟ ﯾﺎ ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎد  !!!  
 
وﻋﺷت - ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - أرى اﻟوﺟود أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ظﺎھره اﻟﻣﺷﮭود ..
أﻛﺑر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ، وأﻛﺑر ﻓﻲ ﺗﻌدد ﺟواﻧﺑﮫ .. إﻧﮫ ﻋﺎﻟم اﻟﻐﯾب واﻟﺷﮭﺎدة ﻻ ﻋﺎﻟم
اﻟﺷﮭﺎدة وﺣده . وإﻧﮫ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة، ﻻ ھذه اﻟدﻧﯾﺎ وﺣدھﺎ .. واﻟﻧﺷﺄة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺗدة
ﻓﻲ ﺷﻌﺎب ھذا اﻟﻣدى اﻟﻣﺗطﺎول ..  
واﻟﻣوت ﻟﯾس ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟرﺣﻠﺔ وإﻧﻣﺎ ھو ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق، وﻣﺎ ﯾﻧﺎﻟﮫ اﻹﻧﺳﺎن
ﻣن ﺷﻲء ﻓﻲ ھذه اﻷرض ﻟﯾس ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻛﻠﮫ إﻧﻣﺎ ھو ﻗﺳط ﻣن ذﻟك اﻟﻧﺻﯾب ، وﻣﺎ
ﯾﻔوﺗﮫ ھﻧﺎ ﻣن اﻟﺟزاء ﻻ ﯾﻔوﺗﮫ ھﻧﺎك . ﻓﻼ ظﻠم وﻻ ﺑﺧس وﻻ ﺿﯾﺎع .  
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘطﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ظﮭر ھذا اﻟﻛوﻛب إﻧﻣﺎ ھﻲ رﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛون
ﺣﻲ ﻣﺄﻧوس، وﻋﺎﻟم ﺻدﯾق ودود . ﻛون ذي روح ﺗﺗﻠﻘﻰ وﺗﺳﺗﺟﯾب، وﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ
اﻟﺧﺎﻟق اﻟواﺣد اﻟذي ﺗﺗﺟﮫ إﻟﯾﮫ روح اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ ﺧﺷوع  : ( وͿ ﯾﺳﺟد ﻣن ﻓﻲ
اﻟﺳﻣﺎوات واﻷرض طوﻋﺎ وﻛرھﺎ وظﻼﻟﮭم ﺑﺎﻟﻐدو واﻵﺻﺎل ) .. ( ﺗﺳﺑﺢ ﻟﮫ
اﻟﺳﻣﺎوات اﻟﺳﺑﻊ واﻷرض وﻣن ﻓﯾﮭن، وإن ﻣن ﺷﻲء إﻻ ﯾﺳﺑﺢ ﺑﺣﻣده ) .. أي
راﺣﺔ، وأي ﺳﻌﺔ وأي أﻧس، وأي ﺛﻘﺔ ﯾﻔﯾﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠب ھذا اﻟﺗﺻور اﻟﺷﺎﻣل
اﻟﻛﺎﻣل اﻟﻔﺳﯾﺢ اﻟﺻﺣﯾﺢ ؟  




2011/11/29
الشيخ عبدالله محمد علي دخل الى المؤتمر كممثل لهيئة علماء المسلمين ، وتقدم في افتتاح المؤتمر بكلمة حياه عليها الجميع وفي مقدمتهم قسيس الكنيسة الأرتودكسية ، النهضة استثمرت سانحة مع الشيخ واجرت معه الحوار التالي:
النهضة : مرحباً بكم شيخ عبدالله وحبذا لو تعرفنا عليكم ؟
  
اشكر الاخوه  فى ( مجلة النهضة ) لاتاحتها هذه الفرصة بهذه المناسبة السعيده ، اشكرهم على مايقدمونه من خدمه جليلة لهذا الشعب الارترى ، وأثمن دوركم الهام فى خدمة القضية الارترية ، انا عبدالله محمد على ممثل هيئة علماء المسلمين فى ارتريا تخرجت من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنوره والان فى مرحلة تحضير الدكتوره من جامعة المدينة العالمية فى ماليزيه ، اعمل فى مجال الدعوة والتعليم وادارة هذه الهيئة ، وهى هيئة اسلامية ارترية مستقلة ، تكونت عام 2008 على يد مجموعة من العلماء والدعاة والمعلمين ، وشخصيات لها اهتمام بالثقافة الاسلامية ، والهيئة لها ادارة ومجلس استشارى ، تعقد مؤتمرها بصفة دورية ولنا علاقات جيده مع العديد الجهات المماثله فى العالم الاسلامى .

النهضة:  وفق معطيات المرحلة ماهي نظرة الإسلام الى الآخر  ؟

   الاعتراف ليس بوجود الاخر الدينى فقط ، بل اعتراف بأهمية وجوده ، تعاليمنا الدينية تبين لنا أن الانبياء عليهم السلام كل منهم قام بدوره فى البناء الحضارى والثقافى للانسانية تكامل هذا البناء على يد نبينا محمد علية الصلاة والسلام ، بأعتباره أخر الانبياء والمرسلين ، والنبيى عليه الصلاة والسلام قال بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، والدين هو قيم وأخلاق فالنبيى جاء ليتمم بناء تأسس قبله على يد الانبياء السابقين وفى هذا اعتراف بأهمية دورهم ، والاعتراف لهم بأفضلية السبق هذا من تواضعه عليه السلام و الا فهو أفضل الخلق أجمعين . والتعاليم الدينية لا تعترف بأى راية ترفع شعار الانفراد والانانية واحتكار المكاسب وأقصاء الاخر بل تمد له يد التحية بالسلام والاعتراف بأهمية دوره فى البناء الحضارى والثقافى للانسانية .
 
 النهضة:  ماهي نظرة الإسلام لمفهوم  الديمقراطية  ؟

 لابأس بالديمقراطية بأعتبارها قيمه انسانية وتجربه بشرية حققت   حل لمشكلات بعض المجتمعات ، ولكن الديمقراطية تفقد قيمتها عندما تتعارض مع اردة الشعب فى تطبيق أحكام وتعاليم رب الشعب .

النهضة:  البعض يقول الثنائية الدينية فى ارتريا تهدد الوحدة الوطنية ؟

 فى تقديرى من أراد ان يشاهد التعايش الوطنى وتبادل الاحترام الدينى فى أرقى صوره فاليأتى الى أرتريا الحره ، فالثنائية الدينية كواقع موجودة فى ارتريا ومعترف بها ولكنها لم تشكل أي  مشكلة عبر التاريخ ، فالذاكره التاريخية للشعب الارترى لم تسجل مواجهات أو صراعات طائفية ، والشعب الارترى تعامله مع كل قضاياه مع وجود هذه الثنائية ، فتجد فى أقليم واحد مسلمين ومسيحيين بل فى قبيله واحده وهم يتعايشون بأحترام وتقدير ، ويتعمق هذا الاحترام والتقدير عندما نجد هذه الثنائية حتى فى ايطار الاسرة الواحده ، ليتحقق تقدير واحترام الابوه والامومه والبنوه والمصاهرة والجيران ، فى تقديرى هذه كلها ضمانات تزيد من قوة الرابطة الوطنية اذا عادت الى ارتريا سيرتها الاولى .

النهضة:  ممارسات أفورقى خربت العلاقات بين المسلمين والمسحيين ؟

 نعم ممارسات النظام أوجدت أزمة ثقة بين المسلمين والمسحيين وخربت تلك العلاقات لابعد الحدود فالنظام ظلم كل الشعب الارترى وظلم المسلميين بصورة واضحة ومكشوفه ، لكنه ظلم أيضا الاخوه المسحيين وأكبر ظلم واقع على الاخوه المسحيين عندما حمل اسمهم فى ممارساته ضد المسلمين ، وأفقدهم ثقة أخوانهم المسلمين ، وهم شركاءهم فى الوطن والمأكل والمسكن بل والنسب فى بعض القبائل  - وهذا فى تقديرى يتطلب جهود كبيره ومشتركه للاصلاح ما أفسدته مارسات النظام ويبدأ بها الاخوه المسحيين حتى يستعيدوا ثقة أخوانهم المسلمين، وهذا أهم مهام النضال الوطنى والتغيير الديمقراطى الحقيقي.
 
 النهضة: هل انت متفائل بنجاح المؤتمر ؟

 بالرغم من ان هذا المؤتمر يأتى فى ظرف صعب اقليميا ودوليا الا أنه يمتلك فى تقديري مقومات النجاح ، لان الحق لايضيع اذا كان  وراءه  مطالب ، المؤتمرين يمثلون تشكيلة المظلومين  ، والضعيف قوى حتى يأخذ حقه ، اذا كان عدوهم يمتلك حق القوه فأنهم يمتلكون قوة الحق وعلى العموم انا متفائل بنجاح هذا المؤتمر وسيكون له دورا قويا فى تغيير الواقع الارترى الى ما هو أفضل انشاء الله

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

تعازينا للمناضل عبد القادر هبتيس





أفراد الجالية يعزون هبتيس في وفاة والدته
قدم العشرات من أفراد الجالية بملبورن واجب العزاء لأخاهم عبدالقادر هبتيس في رحيل والدته يوم الجمعة بأرتريا، وأقيم العزاء بمقر الجالية بضاحية فلامنغتون مساء الأحد (27/11) حيث توافد الأرتريين، كعادتهم، لمشاطرة الحزن والتخفيف عن الألم والحث علي الصبر، واستمعوا علي موعظة من الشيخ/ أبوأحمد ـ جزاه الله خيراً ـ ثم تضرعوا الي الخالق عز وجل ليغفر للفقيدة وليتقبلها لديه قبولا حسناً وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
منقول من موقع عونا .

ما هكذا ترد الإبل يا عصابة ارتريا


ساوا تشهد احتفالا بمناسبة عيد الاضحى المبارك

ساوا تشهد احتفالا بمناسبة عيد الاضحى المبارك

نظم احتفالا شعبيا بتعاون وزارة الاعلام ومركز
ساوا للتعليم والتاهيل بمناسبة عيد الاضحى المبارك
وقال مسؤول مركز التعليم والتاهيل بساوا العقيد/ إزرا ولدقبرئيل في الكلمة التي القاها في الاحتفال ان احتفالاتنا الدينية تبرز رؤانا المشتركة وتعكس صورة الشعب الارتري.
تعليق محمد جمعة : لماذا يجبر الشاب بالإحتفال في ساوا ؟ لماذا لا تقام صلاة العيد في ساوا ؟ لماذا الإختلاط بين الجنسين ؟ لماذا الشراب المحرم ؟ لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل من مجيب ؟

العرب والقرن الأفريقي


                                                                                                                                            استثمارية وتجارية بين البلدان العربية ودول القرن الأفريقي شريطة مساهمة هذه الأخيرة في حلّ الأزمات والصّراعات الكثيرة في القرن الأفريقيّ.

شركاء في استئصال التطرّف
تحدّث البروفيسور الطيب زين العابدين، مستشار مدير جامعة الخرطوم، خلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني لمؤتمر "العرب والقرن الأفريقي: جدلية الجوار والانتماء"، عن أثر الفكر السلفي والحركات المتشدّدة في الاستقرار والتنمية في القرن الأفريقيّ. وأوضح أنّ ظهور التّنظيمات الإسلاميّة حديث في مجتمعات القرن الأفريقيّ، وقد جاء بعد مرحلة الاستقلال عقب الحرب العالميّة الثانية، وذلك عندما بدأ أبناء هذه المجتمعات يطلبون العلم أو العمل في البلاد العربية المختلفة، خاصّة في مصر والسّعودية والسّودان وليبيا. ومن الأفكار والتّنظيمات الحديثة الهامّة التي دخلت إلى منطقة القرن الأفريقيّ أفكار جماعة الإخوان المسلمين، وحزب التّحرير؛ وفي وقتٍ متأخّر، قوى التفكير الجهاديّ التي نهلت من تجربة الجهاد الأفغانيّ ضدّ الاحتلال السوفييتيّ التي شارك فيها بعض مسلمي القرن الأفريقي خاصّةً من الصّومال وأريتيريا والسّودان. وأصبح هؤلاء بعد عودتهم إلى أوطانهم نواة لتنظيمات جهاديّة تعمل لتحقيق أهداف سياسية، ومنهم من ارتبط بتنظيم "القاعدة".
ويرى البروفيسور الطيب أنّ على الدول العربية المساهمة في محاربة الفكر المتطرّف في القرن الأفريقي، من خلال العمل على تعزيز السّلام والاستقرار ووضع أساس التنمية المستدامة في دول القرن، وكذا العمل على حلّ معضلة قيام الدولة الصوماليّة وتسوية خلافات الحدود بين دول القرن الأفريقيّ خاصّة بين أثيوبيا وإرتيريا، وجيبوتي وإرتيريا، وأثيوبيا والصّومال، والسودان وجنوب السودان. ومطلوب من الدّول العربيّة أيضا - بحسب البروفيسور زين العابدين -المشاركة في تأسيس البنية التحتيّة المناسبة في دول القرن الأفريقي التي من شأنها جذب الاستثمار العربيّ للمنطقة؛ وإنشاء المراكز الثقافيّة والبحثيّة التي يتم فيها التّعاون بين دول المنطقتين العربيّة والأفريقيّة؛ وعقد النّدوات والمؤتمرات العلمية المشتركة حول القضايا التي تهمّ الطّرفين؛ وتشجيع تدريس اللّغة العربية في القرن الأفريقيّ والسّواحيليّة في العالم العربيّ؛ ونشر مفاهيم الوسطيّة الإسلاميّة، و
الاعتدال بين شباب المنطقتين.
وخصّص الدكتور محمد أحمد الشيخ، الأستاذ في كلّية ثيكا للشّريعة والدّراسات الإسلاميّة في كينيا، محاضرته لتحليل الحالة الصوماليّة، مسلّطا الضّوء على تاريخ الصراع وأبعاده. وأوضح أنّ انهيار الحكومة المركزيّة في الصومال وتفكّك البلاد إلى ثلاثة أقاليم، في ظلّ غياب عربيّ فاعل أدّى إلى أن تصبح الصومال منطقة نفوذ دوليّ وأثيوبي وكيني بالوكالة. ولفت الانتباه إلى وجود مكتب ممثّل للجامعة العربيّة في الصّومال، إلا أنّ الجامعة لا تقوم بدورٍ يُذكر في إيجاد حلٍّ للصّراع القائم، وربّما يرجع ذلك إلى غياب رؤية موحّدة تتعامل الجامعة من خلالها مع الأزمة الصومالية؛ غير أنّه نظرًا لانهيار الدولة الصومالية في ظلّ تفاقم الخلافات العربيّة بسبب الغزو العراقيّ للكويت، والتحوّلات الجذريّة التي شهدها العالم إثر تفكّك الاتحاد السوفييتيّ، وهيمنة الولايات المتحدة الأميركية على المشهد العالمي، والاستقطاب الذي حدث داخل المنظومة العربية، وبروز ظاهرة الإرهاب التي جعلت الصومال - وفقا للتصريحات الغربية - مكانا محتملا لاحتضان الجماعات الإرهابية، وغياب قيادات صومالية تستطيع التعاطي مع التطورات المحلية بصورة عقلانية، وتهدئة مخاوف القوى الإقليمية والدوليّة، والاستفادة من انتماءاتها العربيّة والأفريقية بصورة متوازنة؛ جعلت القوى الإقليميّة والدولية المتفاعلة في الشأن الصومالي تبعد الجامعة ودورها من الملف الصومالي، وخير دليل على ذلك ما يقال من أن إثيوبيا رفضت عقد الفعاليات الختامية للمؤتمر الذي بحث الشأن الصوماليّ عام 2009 في المملكة العربية السعودية، وتأييد الغرب لهذا الرّفض.
وقال الدكتور محمد أحمد الشيخ إنّه إذا كانت هناك موانع سياسية لتفاعل الجامعة العربية مع القضية الصومالية، فإنّ فشلها في دعم المؤسسات الثقافية والأكاديمية غير مبرّر، وهو أمر إن لم تتداركه سيؤثّر سلبا في الجهود الشعبيّة التي بُذلت خلال العقدين الماضيين لتعزيز الثقافة العربيّة وتنميتها في الصّومال.
وأوضح الشيخ أنّ المعطيات الحاليّة في الساحة الصومالية تشي بثلاثة سيناريوهات في الفترة المقبلة، وهي إمّا أن تنجح الحكومة الانتقالية في مقديشو في إحداث بعض التغييرات في البنية السياسيّة للبلد، وإمّا أن تتدخّل قوى عربية وإقليمية ودولية في الصّومال وتفرض الاستقرار، وأمّا السيناريو الثالث فيتمثّل في بروز قوى مدنيّة وسياسيّة جديدة متأثّرة بالمتغيّرات الإقليميّة تقوم بإعادة بناء الدولة الصوماليّة على أسسٍ جديدة، قائمة على حلولٍ محلّية وبأجندات سياسيّة لا تستفزّ دول الإقليم والمجتمع الدوليّ.
فرص استثماريّة واعدة أمام العرب في القرن الأفريقيّ
قدّم الدكتور عبد الله حمدوك، المحلل السياسي والاقتصادي الخبير في معالجة تحدّيات التنمية في أفريقيا، محاضرة بعنوان: "الاستثمار العربيّ في القرن الأفريقيّ: التحدّيات والفرص والآفاق". وأكّد أنه على عكس الصورة النمطيّة السّائدة، بأنّ أفريقيا عموما والقرن الأفريقي على وجه الخصوص منطقة أزمات وتحدّيات، فإنها أيضا منطقة الفرص الاقتصادية والاستثمارات وبالذات للدول العربية بحكم الجوار الجغرافي والتّقارب الثقافي، وتنافسها في ذلك القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصّين والهند وتركيا والبرازيل التي ترى في أفريقيا المكان الأمثل للاستثمار.
وقال الدكتور حمدوك إنّ على الصّناديق السياديّة العربية والشّركات الاستثمارية اعتماد أساليب مشابهة لتلك التي اعتمدتها الاقتصادات الآسيوية والقوى الاقتصادية في أميركا اللاتينية تجاه أفريقيا.
وتحدّث المحاضر عن المحدّدات الرئيسة للاستثمار الأجنبيّ في القرن الأفريقيّ، ولاسيّما الاستقرار السياسيّ واستتباب السلام والأمن، لإتاحة الفرصة أمام الاستثمار في رأس المال البشري والموارد الطبيعيّة وصولا إلى تحقيق التكامل الإقليميّ.
وأوضح الدكتور حمدوك أنّ القارّة الأفريقية من المناطق القليلة في العالم التي نجت من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية بشكل جيّد نسبيًّا مقارنة مع مناطقَ أخرى من العالم، حيث حافظت دول القارّة على ​​معدّل متوسّط لنموّ الناتج المحلّي الإجمالي بنسبة قريبة من 5% خلال العقد الأوّل من القرن الحالي. وقال: "على الرغم من أنّ ارتفاع الطّلب على السّلع والأسعار كانت العوامل الرئيسة وراء هذا النموّ المرتفع، إلا أنّ الدول الأفريقية عملت على تحقيق إصلاحات هيكلية مركزيّة عزّزت تنمية القطاع الخاصّ وتعبئة الموارد المحلية، وتعزيز التجارة والاستثمار والتنويع الاقتصاديّ. وقد استفاد الأداء الاقتصاديّ في أفريقيا مؤخّرا أيضا من تخفيف عبء الدّيون، وزيادة المعونة وتدفّقات رأس المال الخاصّ، وتوطيد السلام في العديد من مناطق الصّراع".
وأشار إلى أنّ منطقة القرن الأفريقي لا بدّ وأن تمثّل للدول العربية وجهة تجاريّة ومقصدًا للاستثمار نظرا لما توفّره من فرص استثماريّة كبيرة، ولكن دون إغفال أنه لا يزال هنالك كثير من التحدّيات التي تعيق عملية زيادة معدّلات الشراكة بين العرب ومنطقة القرن الأفريقي لأسباب مشتركة من الطّرفين والتي تبقي القرن الأفريقي بعيدًا - لحدّ الآن - عن مجال الاستثمار العربيّ.
المصالح وراء حروب المنطقة لا التّنوّع العرقيّ

يرى الدكتور كيداني مينجستياب، أستاذ الدراسات الأفريقيّة في جامعة ولاية ينسلفانيا، أنّ القرن الأفريقيّ يشكّل فسيفساء من الثقافات مع التنوّع العرقيّ الكبير على المستويين الإقليميّ وداخل البلدان نفسها، وأنّ المنطقة تعدّ موطنا لنحو 340 لهجة ولغة. وقال في محاضرته ضمن الجلسة الثانية من اليوم الثاني لمؤتمر العرب والقرن الأفريقيّ التي تناولت المحور الأمنيّ الإستراتيجيّ، إنّ السودان (الشمال والجنوب على حدّ سواء) هو الأكثر تنوّعا من بين دول القرن حيث يضمّ 134 لهجة ولغة، تليه إثيوبيا بـ 89 لغة، وكينيا 62، و43 في أوغندا وتسع لغات في أريتيريا، فيما توجد في جيبوتي ثلاث لغات محلية. وشدّد في هذا السّياق على أنّ تنوّع الهويّات، في حدّ ذاته، ليس مصدرا للصراع؛ وضرب مثلا بالصومال الذي يتميّز بانسجام عرقيّ إلا أنه يغرق في حرب أهلية منذ عقدين، كما يتّضح من الحروب الأهليّة في الصّومال.
واعتبر الدكتور مينجستياب أنّ منطقة القرن الأفريقي لا تعاني من أزمة هويّة الجماعات، بل من التّنافس بين الجهات السياسية الفاعلة على السّلطة والموارد، ما خلق تحدّيًا على إدارة الدّولة واستقرارها، وخصوصًا تلك التي تكون في طور بناء الأمّة - الدولة. ولذا فهو اعتبر أنه "عندما تخفق الدول في إدارة التنوّع بشكل صحيح، يصبح التنوّع مصدرا للنّزاعات العنيفة".
وركّز مينجستياب في محاضرته على أسباب الصّراعات في منطقة القرن الأفريقيّ والآثار الرئيسة المترتّبة عن هذه الصّراعات الأهليّة والحدوديّة والانفصاليّة، واستكشاف ما يمكن أن يعتبر النّهج الجديد في التصدّي لهذه التحدّيات. وشدّد على ضرورة إحلال الاستقرار في منطقة القرن الأفريقيّ وأنّ هذه المهمة لن يكتب لها النجاح دون شراكة إقليميّة فاعلة مع القوى الدولية لتثبيت الاستقرار في منطقة القرن الأفريقيّ. 
وفي محاضرته التي تناولت تأثير قيام دولة جنوب السودان في التّوازن الإستراتيجيّ في القرن الأفريقيّ، قال الدكتور عدلان الحردلو، الأستاذ في جامعة الخرطوم، إنّه على الرغم من الجوار العربيّ الأفريقيّ بين دول المنطقة وتداخل شعوبها والتفاعل التاريخيّ الحضاريّ بينها، إلا أنّ جميعها تعاني من توتّرات سياسية وأمنية وأثنيّة وقبلية غالبًا ما تكون سببًا في حدوث نزاعات بين دولها. فهناك نزاعات أثيوبية- صومالية، وصومالية- كينية، وأثيوبية- أريتيرية، وسودانية -أثيوبية، وجيبوتية -صومالية، وأريتيرية- جيبوتية، وجيبوتية- أثيوبية، وسودانية - سودانية. وأوضح أنّ هذه الأوضاع تجعل منطقة القرن الأفريقيّ كلّا مركّبا ومعقّدا من الأمن الإقليميّ الذي تنعكس التداعيات في أيّ دولة فيه على المنطقة بأكملها، لأنّ النزاعات المختلفة تتشابك وتغذّي بعضها ببعض وتنتج عن مواقف معيّنة للسياسات الخارجية التي تؤدّي إلى تفاقم النزاعات بينها.
ولفت إلى أنّ علاقات العرب بمنطقة القرن الأفريقيّ تتمّ داخل شبكة من العلاقات الدولية في المنطقة والشرق الأوسط، وهي تعبّر عن مصالحَ متناقضة مع المصالح الغربية. حيث تعتبر المنطقة محطّ تنافس الدول الكبرى لأهميتها الإستراتيجية ولاعتباراتٍ سياسيّة واقتصادية وأمنيّة وعسكريّة، خاصّة من جانب الولايات المتّحدة الأميركيّة والدول الأوروبيّة التي تهدف إلى عزل الدّول الأفرو-عربيّة عن المنطقة وحرمانها من أيّ نفوذ أو مبادرة لحلّ الصراعات في الإقليم كما يحدث في الصومال اليوم وما حدث في السودان خلال الحرب بين الشّمال والجنوب، عندما أجهضت المبادرة المصريّة الليبية لحلّ النّزاع في السّودان.
ويشدّد الدكتور الحردلو في ورقته على أنّ انقسام السودان أصبح هاجسا لمصر التي بنت علاقاتها وترتيب مصالحها الإستراتيجيّة المائيّة على أساس وحدة السودان، فهي تخاف من تنامي النّفوذ الإسرائيلي في المنطقة وخطورة السياسات المائيّة لدول حوض النّيل بدخول إسرائيل والولايات المتّحدة في توجيه تلك السّياسات، بهدف الضّغط على السودان ومصر والعرب عموما في إطار التنافس بين العرب وإسرائيل في منطقه القرن الأفريقيّ والبحر الأحمر على المستوى الإقليميّ. ورأى أنّ دول الخليج العربية يمكن أن تساهم في توثيق الترابط مع دولة الجنوب السودانيّ عن طريق الاستثمار في المجالات المختلفة في جنوب السودان، ليس لمصلحة الجنوب وحده، وإنّما أيضًا لمصلحة المستثمرين العرب ومصلحة السودان.
وتناول الدكتور ميهاري مارو، رئيس برنامج الوقاية من النزاعات في أفريقيا، حالة إثيوبيا وعلاقاتها بجوارها، باعتبارها إحدى دول القرن الأفريقيّ الأكثر تدخّلا في الصّراعات الإقليميّة في المنطقة، وأكثرها دخولا في صدامات مسلّحة مع دول الجوار.
واعتبر مار أنّ إثيوبيا بإمكانياتها وتكوينها الثقافي واللغوي والديني المتنوّع يمكن لها أن تساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي والأمن في منطقة القرن الأفريقي، مشيرا إلى أنّ إثيوبيا هي نقطة الارتكاز والاستقرار في منطقة القرن الأفريقيّ، وشريك في التنمية والسّلام والأمن على المدى الطويل في أفريقيا والعالم العربيّ.
هيمنة أميركيّة على أفريقيا
كانت الورقة التي قدّمها الدكتور مضوي الترابي، المتخصّص في أبحاث الدّفاع، عن "أفريكوم والقرن الأفريقيّ والقوميّ العربيّ إحدى أهم الأوراق التي قُدّمت في اليوم الثاني للمؤتمر. وأكّد في محاضرته أنّ السّياسة الأميركيّة في أفريقيا ترتبط بعدّة مصالح، فمن الناحية الاقتصاديّة تهدف الولايات المتحدة إلى فتح أسواق جديدة في مناطقَ مختلفة من العالم، خاصّة التي تتّسم بوجود فرص هائلة للاستثمار وأسواق مفتوحة للمنتجات الأميركيّة، والأهمية القصوى بالطبع لنفط القارّة الذي يتركّز حاليًّا في غربها. ومن الناحية السياسيّة ترفع الولايات المتحدة مبدأَي: الديمقراطية، وحقوق الإنسان؛ كركيزتين أساسيتين للسياسة الخارجية الأفريقية، إلا أنّ هذه المبادئ أداة تستغلّها السياسة الأميركيّة لتحقيق مصالحها وليست هدفًا تسعى إلى تحقيقه.
وقال: في سبيل تحقيق تلك الأهداف السياسيّة تعمل الولايات المتحدة على تشكيل نخبٍ جديدة في أفريقيا موالية للغرب عموما وللولايات المتحدة بشكل خاصّ، وهم من تسمّيهم الولايات المتحدة بالقادة الجدد في أفريقيا أمثال ميليس زيناوي في أثيوبيا، وأسياسي أفورقي في إرتيريا، ويوري موسيفيني في أوغندا وجوزيف كابيلا في الكونغو الدّيمقراطي.
وعند تطرّقه للأهداف الأمنيّة والعسكريّة للولايات المتحدة في سياستها الأفريقيّة، أوضح الدكتور الترابي أنها تسعى إلى تحسين قدرة القارّة على التّعامل مع المشكلات الأمنيّة المؤثّرة في الأمن العالميّ بصفة عامّة وفي الأمن الأميركيّ بصفة خاصّة وأهمّها الإرهاب ( بالتعريف الأميركيّ). وفي هذا الإطار بادرت الولايات المتحدة بتشكيل قوّة تدخّل أفريقيّة و قيادة خاصة "أفريكوم" لمواجهة الأزمات استنادًا إلى المبادرة الخاصّة بمواجهة الأزمات الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك تركّز الولايات المتحدة على قضايا الإسلام السياسيّ في القارة، وخاصّة بعد تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا.
ويلفت الدكتور الترابي إلى أنّ الحديث عن "أفريكوم" قلّ في الفترة الأخيرة، نظرًا للأزمة الماليّة والاقتصاديّة الحاليّة، التي فرضت إعادة ترتيب الأولويّات، لكن تركيز أدواتها متواصل، فبعد تنصيب الجنرال وليام وارد رسميًّا كأوّل قائد لـ "أفريكوم" يوم 1 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2008، تتواصل المناورات العسكرية والتمارين المشتركة، وإعادة توزيع وانتشار القوّات بين القواعد العسكريّة في أوروبا ونقاط الارتكاز في أفريقيا، وكذلك زيارات الوفود العسكرية والمدنيّة لأفريقيا، مع تغيير طفيف في البرنامج، تمثّل في تكثيف "العمل الإنسانيّ" للجيش الأميركيّ في أكثر البلدان الأفريقية فقرًا. ويوضح أنّ الدول الأفريقية التي رفضت القواعد العسكريّة (لأنّ ضررها أكثر من نفعها) لم ترفض توثيق التعاون الاقتصاديّ والعسكريّ مع أميركا، فالجزائر تستقبل جنودًا وبوارجَ أميركية للقيام بمناورات وتمارين مشتركة بصفة مستمرّة، وتقيم علاقات عسكرية وأمنية واقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة. أمّا ليبيا فقد "قامت بكلّ ما يجب" لتطبيع علاقاتها مع أميركا وأوروبا. وتستمرّ كذلك المناورات العسكرية في حوض البحر الأبيض المتوسط بإشراف الحلف الأطلسي ومشاركة الكيان الصهيوني إلى جانب كلّ الدول العربية المطلّة على المتوسط (وحتّى غير المطلّة كالأردن)، لأنّ الكيان الصهيونيّ يبقى في كلّ الحالات الحليف الإستراتيجيّ الثابت لأميركا والحلف الأطلسيّ، ويجب فرض حضوره ومشاركته على الجميع.
طمس التنوّع في الثّقافة والهويّة يفجّر أوضاع القرن الأفريقيّ

بعد أن فصّلت جلسات اليوم الأوّل من المؤتمر والجلستان الأوليان من اليوم الثاني المحاور التاريخية والسياسية الاقتصادية والأمنيّة، تناولت الجلستان الثالثة والرابعة من اليوم الثاني المحور الفكريّ الثقافيّ والاجتماعيّ في العلاقة بين العرب والقرن الأفريقيّ.
وجّه الدكتور الباقر العفيف، مدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية في الخرطوم، نقدًا للهويّة السودانيّة في تعريف المشترك والفارق بين ما هو عربيّ وأفريقيّ في الذّات السودانية، وهو الالتباس الذي أدّى في الأخير إلى فرض تقسيم السودان، مطالبا السودانيّين في الشطر الشمالي باستعادة اعتزازهم بهويّتهم الأفريقية لأنّ ذلك سيكون جسرا بين العرب والقارّة الأفريقية وليس منطقة القرن الأفريقيّ فحسب.
واعتبر الدكتور العفيف أنّ السودان مثال الدولة المأزومة طوال عقود مضت، فبعض الشّماليّين يصفون أنفسهم بأنهم عربٌ سودانيّون. وهذا يعني أنّهم عرب أوّلا، وسودانيّون ثانيا. وهناك من يقولون إنّهم سودانيّون عرب. وهذا يعني أنّهم سودانيون أوّلا، بيد أنّ أصولهم عربيّة. وهناك الإسلاميّون الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين سودانيّين، وقلّة منهم تُقدّم السودان على الإسلام. وهناك من يصفون أنفسهم بأنّهم نوبة مستعربون. والبعض يصفون أنفسهم بأنهم عرب نوبيّون. وقال: هذه الإجابات المتباينة تقدِّم دليلا واضحا على أنّ هناك غموضًا كبيرًا حول الهويّة، وأنّنا لا ندري على وجه الدقّة من نحن.
واعتبر أنّ الحالة السودانية الشمالية تماثل الحالة العربية في فشل ثقافيّ يبلغ حدّ الإفلاس. ولقد أثبتت الأيام أنّ الطبقة الحاكمة الشمالية في السودان لن تتوقّف عن ممارسة النفي والإقصاء لكلّ ما يمثّل "الآخر"، وأنّها لا تتعلّم دروس التاريخ. إذ ما إن انفصل جنوب السودان، وأعلن دولته المستقلّة حتّى ظهر جنوب جديد، هو ما تبقّى من المكوّن الأفريقي في البلاد. وتشتعل الآن حرب في جبهة تمتدّ من دارفور في الغرب وحتّى الحدود الأثيوبيّة في الشرق. وقد تشتعل الحرب بين الدولتين الجديدتين.
ومن جانبه، وفي محاضرته عن العالم العربيّ وشعوب القرن الأفريقيّ في عيون الآخرين، حمل الدكتور ستيف هاورد، مدير برنامج الدراسات الأفريقية في جامعة أوهايو، على الثقافة العربية ونظرتها إلى الأفارقة عموما وحتى إلى أبناء السودان الذين يتشاركون مع العرب في كثير من الخصائص الثقافية واللغوية. واستنكر ما أسماه العنصرية العربية في السودان. وقال إنّ منطقة القرن الأفريقي طوّرت بشكل منفرد أو جماعيّ علاقات متعددة مع الوطن العربي، والسودان وجيبوتي والصومال أعضاء في جامعة الدول العربية، إلا أنّ المنطقة العربية لا تولي اهتماما كبيرا لهذه المنطقة إلا فيما يتصل بمصالحها وأمنها المباشرين. وينتقد الدكتور هارود النظرة الغربية القاصرة أيضا بشأن هذه المنطقة والتي لا ينظر لها إلا على أساس أنها منطقة فقر وجفاف ومجاعات من دون النظر إلى ثرائها اللغوي والثقافيّ والتراثيّ. 
وتحدّث الأستاذ عبد الله البشير، محلّل المعلومات بوزارة الخارجيّة القطرية، عن صورة شعوب القرن الأفريقيّ في كتابات الجغرافيين، مشيرا إلى أنّ الرحّالة الجغرافيّين العرب والمسلمين رفدوا مجلد الحضارة الإنسانية، بمساهمات معرفية أصيلة وعظيمة عن منطقة القرن الأفريقي، ولا تزال مصدرا علميّا مهمّا. ولكنه نبّه إلى أنّ بعض هؤلاء الجغرافيّين استندوا إلى الوصف والتسجيل للمشاهدات الدّقيق والواقعيّ، في حين جنح البعض الآخر نحو الخيال والخرافة. وقال إن ملامح صورة شعوب القرن الأفريقي في كتابات الرحّالة والجغرافيّين تأثّرت بالموروث من الأمم الأخرى كاليونانيين وغيرهم، كما تأثّرت، خاصة عند الرحّالة، بنزعة الإخبار والإبهار، وحبّ إمتاع السامعين وإدهاشهم بالغريب من المشاهد، فامتزج الواقع والحقيقيّ بالخيال والخرافة.
وشدّد الأستاذ عبد الله البشير على أنّ ملامح تلك الصورة عن شعوب القرن الأفريقي، رسخت في المخيّلة العربيّة، بما فيها من سمات، ولا يزال تأثيرها حيّا وممتدًّا حتّى اليوم. وأنّ بناء المستقبل لعلاقات العرب بشعوب القرن الأفريقي، على أسس التّعاون والتكامل، يتطلّب أوّل ما يتطلّب مواجهة الماضي، وقراءته، قراءةً جديدة، عبر إِعمال النقد واستمرار البحث والتّنقيب لتصحيح صورة شعوب المنطقتين في مخيّلة كلٍّ منهما. وهذا ما يحتاج إلى خلق المزيد من المنابر الحواريّة، واستمرار الحوار النقديّ، والانفتاح بين نخب وشعوب المنطقتين.
قدّم الدكتور عبد السّلام البغداديّ قراءة لمجمل أسباب الفشل بناءً على تقرير علميّ يرى أنّ الصّومال والسودان من أكثر الدول فشلا على مستوى العالم، والصّومال بحكم الميّتة لتمزّقها إلى عدّة أقاليم ولا تزال تسود فيها الحرب الأهليّة ولديها صراعات مع دول الجوار، كما أنّ السودان مرشّح ليكون دولة ممزّقة حتى بعد انفصال الجنوب، ولا توجد مؤشّرات حقيقيّة تفيد بأنّ الشطر الشمالي من السودان سيحظى بالاستقلال.
ويقول الدكتور البغدادي إنه يوجد في منطقة القرن الأفريقيّ نحو 200 جماعة ثقافية أثنيّة، وتعيش في مناخ سياسيّ تغيب عنه إدارة التنوّع، فهل اللا تجانس طريق إلى اللااستقرار. تجربة الولايات المتحدة الأميركية وكذلك الهند وتنزانيا، نماذج على أنّ التعدّدية الأثنيّة لا تعني الصّراع، فهذه البلدان الثلاث فيها المئات من الجماعات الأثنيّة لكنها تتعايش في ظلّ نظام سياسيّ مستقرّ. وتنزانيا أقرب دولة إلى منطقة القرن الأفريقيّ وفيها 135 مجموعة أثنيّة لكن لا يوجد فيها مشكلة وحدة وطنيّة، رغم أنها فقيرة اقتصاديًّا، وباستثناء مشكلة زنجبار 1964، إلا أنّ تنزانيا استطاعت إدارة التّعايش. الصّومال دولة متجانسة  لكنها لم تحْظ باستقرارٍ منذ العام 1991، والواضح أنّ إدارة التنوع أهم من السعي نحو الصّهر وفرض التجانس.
منطقة القرن الأفريقيّ إستراتيجيّة من ناحية الموقع الجغرافيّ كما أنّ فيها مؤشّرات لموارد نفطيّة وهي منطقة محطّ تنافس دوليّ، ويوجد في بلدان القرن الأفريقيّ حساسيات داخلية وضعف مستويات الاستقرار وكل ذلك يدور في فلك تدخّلات دوليّة. 
ويلفت الدكتور البغدادي إلى أنّ انتماء النّخب السياسية إلى جماعة عرقيّة أو أثنية معيّنة يؤدّي في تلك البلدان إلى قصْر المنافع السياسيّة والاقتصاديّة على أبناء هذه الجماعة الأثنيّة المسيطرة وتهميش الجماعات الأخرى، وهذا ما يؤشّر على سوء إدارة التعدّدية وفساد الحكم في تلك البلدان والذي هو يسبّب أزمة عدم استقرار متواصلة في منطقة القرن الأفريقيّ، وبالتالي فالمنطقة في حاجةٍ أيضًا إلى ثورة ديمقراطيّة حقيقيّة للاعتراف بالآخر وتحقيق قيم المساواة والمواطنة.
 

الأحد، 27 نوفمبر 2011

انشودة باللغة الإنجليزية

                                                                                                                               اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا 

سبحانك ما أحلمك عني سبحانك ما أرحمك 

سبحانك ما أعظمك سبحانك ما أعزك 

سبحانك تعاليت علواً كبيرا

ملىء السموات وملىء الأرض 

وملىء ماشئت من شيٍ بعد 

أهلُ الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد 

سبحانك لا إله الإ أنت ... قدوس ...عزيز ... حكيم ... حليم ... ودود ... غفور 

يارب ...... يارب ...... يارب ...... يارب 

أنت الـذي أدنيتـني وحبوتــني وهديـتني من حيـرة الخـــذلان 

وزرعت لي بين القلـوب محبــةً والعطـف منك برحمــة وحنـان 

ونشـرت لي في العالمين محاسنــاً وسترت عن أبصـارهم عصيـانـي 

وجعلت ذكـري في البريـة شائعاً حتـى جعلت جميعهـم إخـوانـي 

والله لـو علمـوا قبيـح سريرتي لأبـى السلام علي من يلقــانـي 

ولأعـرضوا عنـي وملَوا صُحبتي ولبـُؤت بعـد قرابــة بهــوانٍ 

لكن سترت معايبـي ومثـالــي وحَلِمـت عن سقطـي وعن طغياني 

فلك المحامـد والمـدائح كلهــا بخـواطري وجـوارحي ولســاني . 

حادث مروِّع يفجع مسلمي فرنسا بوفاة أربع طالبات في العلوم الشرعية

حادث مروِّع يفجع مسلمي فرنسا بوفاة أربع طالبات في العلوم الشرعية    
فُجِع المسلمون في فرنسا بفقدان أربعة فتيات مسلمات، من طالبات العلوم الشرعية الإسلامية، في حادث أليم وقع قبيل عيد الأضحى المبارك.
فقد أودى حادث سير مروِّع بعد ظهر يوم الخميس، الثالث من نوفمبر 2011، بحياة أربع فتيات، من طالبات "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" في شاتو شينون في وسط فرنسا. وقد وقع الحادث.
وكانت الطالبات الأربعة، سميرة وخديجة وسويدة وصفاء، قد اتّجهن معاً من مقرّ "المعهد االأوروبي للعلوم الإنسانية" لذي يُقِمن فيه، لزيارة أسرهنّ وقضاء عطلة العيد مع ذويهن. وفي الطريق وقع حادث السير المروِّع الذي فارقن الحياة جميعاً على إثره.
وتقدّم "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، بخالص التعازي إلى أسر الفقيدات الأربع، وإلى إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية وطالبات المعهد وطلابه، بهذا المصاب الجلل، سائلاً الله تعالى أن يتغمّد الفقيدات بواسع رحمته ويسكنهن فسيح جناته ويلهم أهاليهن وذويهن الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

حركة باب 24 مايوا تعلن ميثاق شرف للشباب


       ER Cairo Ref 4.jpg                                                                                                                  ميثاق شرف …

حركة شباب 24 مايو الإرترية :ـ
يظل الشباب أحد أهم أدوات التغيير في المجتمعات ان لم يكن أحد أهمها على الإطلاق وليست إرتريا بإستثناء من ذلك، فقد بذل شبابها كل نفيس في سبيل انعتاقها من كافة أشكال الإستعمار وبشتى الوسائل حتى انجز الإستقلال في 24 من مايو عام 1991م بعد ثورة استمرت ثلاثون عاما اريقت من أجلها دماء طاهرة كانت شرارتها انطلقت في الفاتح من سبتمبر عام 1961م بقيادة البطل الشهيد “حامد ادريس عواتي”.

بيد أنه استقلال يشوبه الكثير من المنغصات وبدى استقلالا مشوها. لأن حرية الأرض ليست ذات جدوى اذا لم تتوفر للإنسان سبل العيش الكريم وان دماء آباءنا لم تبذل لتكريس الظلم والإستبداد واقصاء الآخر واذلاله و ارتريا التي يتحكم في مصيرها شخص ليست ارتريا التي نرجوها كما و أن ذلك الشعب الذي قدم الكثير في سبيل انجاز استقلاله يستحق ان يعيش عيشا كريما في دولة العدل والحرية والكرامة ونحن في حركة شباب 24 مايو الإرترية وايمانا منا بمسؤليتنا تجاه الوطن وأهله آلينا على أنفسنا أن لا نرضى بغير كامل حقوقنا في ظل نظام ديموقراطي ودولة مدنية.

ان حركة شباب 24 مايو الإرترية هي حركة ارترية شبابية تعمل على محاربة الظلم والإستبداد وترسيخ مبادئ العدل والحرية والإستقرار في ارتريا بوسائل سلمية .

* الأهداف والمطالب :ـ
1. اطلاق سراح جميع المعتقلين .
2. اقامة دولة العدل واطلاق الحريات العامة .
3. حلحلة قضية اللاجئين الإرتريين.
4. سن دستور يمثل تطلعات الشعب الإرتري .

** الوسائل :ـ
1. اقامة المظاهرات والإحتجاجات .
2. تعرية الظلم والإستبداد في إرتريا عبر الوسائل الإعلامية والنشرات المتنوعة .
3. التنسيق مع الحركات الشبابية والتنظيمات الإرترية ومنظمات المجتمع المدني (الديموقراطية).
4. تحريك المنظمات الانسانية والحقوقية لتتعاطى مع الشأن الإرتري .
5. الدفع بإرتريا لتطبيق تعهداتها الدولية في ملف حقوق الإنسان.

السبت، 26 نوفمبر 2011

من وحي الحرمين



نبذة عن حياة الشاعر محمد مصطفى حمام

واحد من الشخصيات النادرة التى ظهرت فى الساحة الأدبية المصرية فى أوائل القرن الماضى، فهو من مواليد 18 أغسطس 1906 وتوفى فى 23 مارس 1964، ولقد كان الكاتب الكبير عباس محمود العقاد يستدنيه من مجلسه ويقول: هذا كتاب من الشعر والأدب والفكاهة والفن، لا يجد الناس منه إلا نسخة واحدة.

وقد قال عنه العوضى الوكيل: الندوة التى يحضرها حمام يملأ زمنها كله، ولا يكاد يترك لغيره فرصة للحديث، والناس يعجبون لرجل يروى الأشعار لكل شاعر ومن كل عصر، والطُرَف والنوادر والفكاهات من كل زمان ومن كل مكان، ويتحدث فى النحو فإذا هو سيد الموقف، يجلو دقائقه ويحقق حقائقه، وإذا انتقل الحديث إلى القرآن والحديث كان حاضر الجواب جميل الخطاب، مع أنه لم يدخل الأزهر ولم يختلف إلى مدرسة من مدارس الدين.

فقد بدأ حمام تعليمه فى مدرسة فارسكور الابتدائية، وتروى ابنته عزيزة أن السلطان حسين كامل قد زار فارسكور وألقى حمام قصيدة ترحيب به أثناء زيارته للمدرسة، وكان فى ذلك الوقت تلميذا بالصف الثالث الابتدائى، فأهداه ساعة ذهبية فاخرة نُقِشَ عليها الإهداء وتاريخه، وتولى السلطان حسين كامل الإنفاق عليه فى مراحل التعليم، واستمر الأمر كذلك فى عهد فؤاد الأول حتى قامت ثورة 1919، وقد كان الأزهريون يحملون حمام على أيديهم ليهتف لهم، فحرمه السلطان من الرعاية،لكن حمام قد تمسك بمساندة الثورة وبدأ العمل بالصحافة والأدب وهو فى سن الثالثة عشرة لينفق على نفسه.

وقد حصل حمام فى نهاية المطاف على شهادة البكالوريا، واستطاع أن يحصل بها على وظيفة وفرت له قدرا يسيرا من الرزق الذى كان راضيا قانعا به على الرغم من بؤسه وشقائه.

ويَرْوِى حمام أنه قد احتاج إلى خمسة جنيهات، فأخذ يطوف بالأصدقاء والأدباء يوما كاملا حتى تمكن من اقتراضها، وحين مضى بها ذاهبا إلى بيته أمسك بها بين يديه وهو يعبر كوبرى قصر النيل فأطارتها الريح من يده إلى النهر، ووقف حمام ينظر مبهوتا وحوله طائفة من الناس تتأمل هذا المشهد العجيب.

وقد كان حمام صاحب موهبة شعرية خاصة، ويمكن أن تقول إن شعره كله يدخل فى دائرة الارتجال، لأن القصيدة الطويلة كانت لا تأخذ كتابتها منه أكثر من ساعة واحدة من الزمن، ثم تبقى لديه كما هى دون تعديل أو تبديل إلا النزر اليسير النادر.
والإسلاميات لها نصيب كبير من شعر حمام، وسوف نعرض هذه القصيده من وحى الحرمين



آنست نور الله جل جلاله
ومشيت حيث مشى النبى وآله

وبلغت أحسن ما تمنى مسلم
وأعز ما يسمو اليه خياله

مكنت من حظى فليس بشاغلى
ادباره عنى و لا اقباله

من يختتم سفر الحياة برجعة
لله طاب ختامه ومآله

فضل من الرحمن كرمنى به
وهو الذى لم تجفنى أفضاله

ما زال ظل الله معتصمى ويا
ويلى اذا امتنعت على ظلاله

يارب جاء اليك يسألك الهدى
عبد له اوزاره وضلاله

قد خال آفاق الحجاز تضيق عن
آثامه وبها تنوء جباله

عبر البحار الى حماك ودمعه
آماله أو دمعه أوجاله

وخطا بأرضك ذاهلا وكأنما
طفقت تطارد خطوه أعماله

حتى اذا البيت المحرم ضمه
قرت بلابله وأصلح باله

يارب قد بلغتنى أملى ومن
آواه بيتك لم تخب آماله

أنزلت فى القلب اللهيف سكينة
لا روعه باق ولا زلزاله

و أنلتنى شرف الطواف وعزه
سبحان ربى لا يغيض نواله

وشفيت شوقى للحطيم وزمزم
والشوق طال على الفؤاد مطاله

ولقد عببت زلال زمزم غاسلا
قلبى به . نعم الغسول زلاله

قد حرم الرى الحرام على دمى
وجرى بزمزم فى الدماء حلاله

ومقام ابراهيم قد جاورته
وله سناه وقدره وجلاله

وسعدت بالحجر الكريم مقبلا
ومجال ازجاء الدعاء مجاله

وطربت للتسبيح من طير الحمى
وهدلت لما شاقنى هداله

هذا الحمى قد كنت بعض حمامه
ولكل شاد فى الورى أمثاله

أنس الحمام الى حتى خلته
لى من كرام الآل أو انا آله

لى شدوه . لى أمنه . ولى اسمه
ان لم يكن لى رسمه وجماله

وخرجت من نسك الى نسك كما
يهفو لاعذب مورد نهاله

وصحبت موج المحرمين وكلهم
فرح وسربال التقى سرباله

بين الصفا والمروة انبعثوا وهم
عرس يزف نساؤه ورجاله

نشطوا فما ناء المسن بسنه
وقووا فما أعيا الهزيل هزاله

هان الزحام عليهمو فى نسكهم
لا حره يشكى ولا أهواله

الله ربى وهو أرحم راحم
تغنى الحجيج عن الظلال ظلاله

ووقفت فى عرفات اذكر وقفة
هى موثق الاسلام وهى كماله

هى وقفة للمصطفى أرست بها
ركن الحنيف يمينه وشماله

زكى وعلم ثم ودع قومه
وعن الاله ووحيه أقواله

صدق الوداع ,ففارق الدنيا الى
أهل السماء فأحسن استقباله

ما بين أضياف السماء نظيره
ما فى كواكبها الحسان مثاله

ثم ازدلفت الى( منى) والكون يملؤه
السنا والعيد هل هلاله

ونحرت والجمع العظيم مكبر
ودم الذبائح قد جرى سلساله

ورميت بالجمرات ابليس الذى
هو لابن ادم خسره وخباله

وأفضت للبيت العتيق تباركت
أصباحه وتقدست آصاله

ثم اتجهت لطيبة . طوبى لمن
شدت لمثوِ ى النبى رحاله

ولقد مررت بآل بدر خاشعا
من ذا يفوز بحظهم ويناله

قد عز عند الله , منصبهم فهم
عمال دين الله أو أبطاله

وصدحت فى حرم الرسول مؤذنا
والشعر أطلق بالمديح عقاله

فكأننى فى مدحه حسانه
وكأنما أنا فى الاذان بلاله

ووقفت بالصديق جل جهاده
وأعز بأس المسلمين نضاله

وصفا لفخر المرسلين وداده
وزكت لدى الله العلى خلاله

وهتفت بالفاروق يا من نهجه
عدل ومنوال الهدى منواله

من علم الاقيال خشيته ومن
كسرت نصال المشركين نصاله

وذكرت عمار البقيع وكل من
وصلت بأسباب النبى حباله

ان الذين ذكرت , آل محمد
أزواجه ,أبناؤه أنساله

أصهاره , اصحابه انصاره
والضاربون بسيفه, ورجاله

ما بين مكة والمدينة موسم
لله , قد حفلت بنا أحفاله

على قضيت حقوقه عندى فلا
تركت فرائضه ولا أنفاله

عل المتاب قد ارتضاه البارئ
المتكبر الحى الشديد محاله

وأعاذ حجى من رجيم , همه
افساد ما قدمت أو ابطاله

على من الفرق السعيد و لست
من فرق شقى أحبطت أعماله

يا من يحب التائبين دعاك من
صدق المتاب فهل يجاب سؤاله؟

المسلمون ودينهم فى محنة
لم يخف حالهمو عليك وحاله

وأراهمو متفرقين كأنهم
جسم سوى مزقت اوصاله

وأراهمو قد مكنوا لعدوهم
فتملكت أعناقهم أغلاله

صال العدو عليهمو متجبرا
واشتد فيهم بطشه ونكاله

واخال منهم من يخون عهوده
ومن الخيانة جاهه أو ماله

واخال من فساقهم من غره
امهال رب العرش لا اهماله

واخال منهم من يتوب لعلة
فاذا انقضت غلب المتاب ضلاله

يارب ألزمنا صراطك
تنصرف عنا مآسى يومنا ووباله

يا من ينير الروح باهر نوره
ويزف ألوان الجمال جماله

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013