الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

شخصية إرترية نادرة




.

ولد في قرية ( وازنتت ) في منطقة عنسبا ، نشأ بين أقرانه هانئا وادعا .. حتى بلغ الحلم .. فتحرك تجاه السودان لطلب العلم . ورجع بعد التحصيل الى مسقط رأسه ، وبدء مباشرة بالدعوة والتعليم ، وسلك مسلك اهل العلم الذين يتميزون بالعلم ، والحلم ، فقد واجه بحلمه سفاهة السفهاء ، وبعلمه ضلالات الجهلاء .
وقد ركز على تعليم النشيء ، وتوعيتهم ، وإرشادهم الى الخير .

وازنتت تضيء بأنوار القران :


سعدت وازنتت أيما سعادة بهذا الرجل الفريد ، كانت وازنتت التى ترقد بين جبالها كما يرقد الجنين في حضن أمه تجلجل لياليها بلهو الشباب ، وسمرهم ! فاءذا بها بعد سنوات قليلة تضييء جنبات وديانها بنيران القرآن ، وتترنم جبالها بصدى آيات الرحمن .

الشيخ والهمة النادرة :

كان الشيخ يبدء يومه بإمامة الناس في صلاة الفجر ثم درس للرجال ، ثم طلاب الخلوة ، وبعد انصرافهم يحل محلهم الفتيات ، ثم بعد صلاة الظهر درس في المسجد ، ثم خلوة الفتيان .... وهكذا يواصل الشيخ في جهده مع اهل المنطقة ، ويكاد لا ينام الا سويعات قليلة .

الشيخ والدراسة النظامية :

بعدما بدء طلاب الخلوة القراءة والكتابة ، وقارب بعضهم حفظ نصف القرآن ، قام الشيخ بتأسيس المعهد ، وهنا ذاع صيته في جميع المنطقة ، فبدء الطلاب يفدون اليه من حلحل ، وعد تكليس ، وعد موشى ، وشعب ، وعد تماريام ، بل بدء بعض الآباء يرسلون أبنائهم من كرن الى وازنتت .... وبعد سنوات قليلة وصلت طلائع الثورة الارترية الاولى الى هناك ، وتناغم معها اهل المنطقة ، وتعاونوا ، و لكن سرعان ما تعرضت وازنتت الى التدمير والحرق ، وتعرض الشيخ الجليل الى التعذيب ، والتكسير ! حتى حمل بين الحياة والموت الى مدينة كرن للعلاج .

الشيخ والعبقرية :


وجد الشيخ تحقيق حلمه لتعليم أبناء ارتريا في قرية (وازنتت ) التى كانت شبه مدينة قد تبخر بإحراقها ! فقد أصبحت القرية خرابا يبابا ، فهذه طواحينها ، ومدارسها ، ومعهدها، وخلوتها ، ودكاكينها ، وبيوتها قد تحول الى رماد ! فقرر الشيخ الاستقرار في مدينة كرن ، وكان يرى فيها عدة فوائد ، ومنها سعة المدينة وتعدد سكانها ، وربط التعليم بالتمدن .
وهكذا أصبحت وازنتت كئيبة حزينة ، وبدء تلاميذ الشيخ يلتحقون به في المعهد .

معهد عنسبا وازنتت الاسلامي بكرن :

تجربة هذا المعهد فريدة من نوعها اعتقد تحتاج من وزارات التعليم في العالم دراسة هذه التجربة الفريدة وهي :

ان الشيخ يدرس الفصول الكبيرة ، وهؤلاء الطلاب يدرسون لأنفسهم ، وفي نفس الوقت يدرسون الصفوف الأدنى ، وقد يظن القارىء ان هذا النظام يخرج طلاب ضعاف ! ولكن العكس طلاب هؤلاء المعهد هم من افضل طلاب المعاهد في ارتريا .

الشيخ والاستعمار :

تعرض الشيخ الى كثير من التهديدات ، حتى يقفل المعهد ويغادر المدينة ، ولكن الشيخ معروف بتوكله على الله ، وصموده ، فلم بجزع يوما لقلة زاده ، ولا لتعرضه للقتل ، والسجن ، والتهديد ، وبقي صامدا صابرا ، حتى بدء يعود اليه بعض طلابه الذين اكملوا دراساتهم في جامعات العالم الاسلامي ، وبعودتهم تطور المعهد اكثر ، وانتقل الى مقره الجديد ، وهو احد أضخم المعاهد في ارتريا الذي يدرس الطلاب من الجنسين .

المعهد في ظل الدولة الوطنية :

تعرض معلمي المعهد الى اعتقالات بحيث لم يبق منهم احدا ، ورجع الشيخ الى نظامه القديم في تدريس الطلاب بعضهم لبعض ، ولكن مع ذلك لم يتأثر المعهد، وما يزال يواصل دراسته التعليمية .

أعتقل اثنين من أبناء الشيخ : وهما / الداعية الجسور / عبد العليم /والاستاذ : عبدالعزيز وكلاهما أكملا دراستيهما في المملكة العربية السعودية ، ونسأل الله ان يفرج عنهما ، وعن بقية الأسرى .

هذه الكلمة ليست توثيق للمعهد ولا للشيخ ، ولكنها قطرات ذكرى ، وشيء من الوفاء لمن علمنا الألف والياء .

اللهم متع الشيخ الفريد ، ومربي الأجيال / محمد على زرؤوم بالصحة والعافية .

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013