الثلاثاء، 5 مايو 2020

تجربة الكرونة كيف تنظر اليها

أن نعيش تجربة الكرونة فهي بكل تأكيد تجربة مثيرة ومخيفة .... سوف تظل الأجيال القادمة تذكر هذا الحدث وتؤرخ به .... للأسف لقد جعل هذا المكروب الكثيرين يفقدون أحبابهم ، والكثيرين يعيشون الرعب على سلامة أحبابهم . لكن لن يفعل هذا المكروب شيئ غير مقدر علينا فالمطلوب التوكل والأخذ بالأسباب .

كيف تنظر اليها أنت ؟ وماهي تجربتك التي سوف تحكيها بعد أن تنقشع سحابة الكرونا؟

الأربعاء، 5 فبراير 2020


الشاعر عبدالقادر محمد هاشم في رائعته الجديدة :

 أسمرا جنة الدّنى


مَالِي سِوَىٰ أَسْمَرَا شَأْنٌ  وَلَا وَطَرُ

وَلَيْسَ عَنْ خُبْرِهَا يُغْنِينِيَ  الْخَبَرُ

وَكَيْفَ أَحتَرِمُ  الأَخْبَارَ   تَمْنَعُنِي

وَالحِبُّ رُؤْيَتُهُ يَجْلُو بِهَا البَصَرُ؟

يَا جَنَّةً فِي الدُّنَىٰ جَاءَتْ بِلَا شَبَهٍ

كَأنَّهَا  مِن  جِنَانِ  الخُلْدِ  تَنْشَطِرُ

وَكَيْفَ  لَا  وَهِيَ  الحَسْنَاءُ فَاتِنَةً ؟

وَلَيْسَ مَفْتُونُهَا فِي البَيْنِ يَصطَبِرُ

هِيَ الغَرَامُ  الَّذِي يَصطَادُ عَن رَغَمٍ

يَا وَردَةً فِي جَنَانِ الصَّبِّ  تََزْدَهِرُ

فَالْحُسْنُ فِي غَيْرِهَا تُحِيلُهُ عَدَماً

تَتِيهُ فِي شَمَمٍ  وَتَنْحَنِي  الْأُخَرُ

وَالْفَاتِنَاتُ يَنَلْنَ الحُسْنَ مُسْتَلَفاً

وَحُسْنُ  دُرَّتِنَا   أَصْلٌ   وُمُدَّخَرُ

كِسَاؤُهَا  حُلَلٌ  خَضْرَاءُ  مُدْهِشَةٌ

أَعظِمْ  بِزَاهِيَةٍ   لِلْحُسْنِ  تَحتَكِرُ

مَا شُوهِدَتْ أَبَداً جَردَاءَ عَارِيَةً

بِلْ   إِنَّهَا  بِخَمِيلِ  الْأَيْكِ   تَدَّثِرُ

عَجِبْتُ مِنْ أَسْمَرَا  تَسْبِي مَفَاتِنُهَا

وَهيَ  الَّتِي كُلُّهَا بِالدَّوْحِ تَسْتَتِرُ !!

يَاوَيْحَ  رَامِقِها  مِن سِحرِ  سَابِيَةٍ

إذْ لَيْسَ  مُنْصَرِفاً  لِغَيْرِهَا  النَّظَرُ

والنَّاسُ فِي عِشْقِهَا أَسْرَىٰ مُصَفَّدَةٌ

لَكِن   مُصَفَّدُهَا    بِالأَسْرِ    يَفْتَخِرُ

وَكَمْ   رَأَوْا   مُدُناً    حَسْنَاءَ لَكِنَّهُمْ

لَمَّا رَأَوْا أَسْمَرَا مِنْ حُسْنِهَا  سَكِرُوا

وَالنَّاسُ مِن سِحرِهَا الخَلَّابِ مَافَتِئُوا

وَلْهَىٰ القُلُوبِ  بِهَا  وَالْعِشْقُ  مُسْتَعِرُ

يَقُولُ    زَائِرُهَا     بَعدَ    الِّلقَاءِ   بِهَا

مَا ضَاعَ  فِي غَيْرِهَا  مِنْ عُمْرِهِ هَدَرُ

أَمَّا السَّحَابُ  فَمِنْ  شَوْقٍ  يُعَانِقُهَا

أَعْظِمْ   بِمُعتَنِقٍ    بِالْحُبِّ   يَنْهَمِرُ

فَجِسْمُهَا  مِنْ  زُلَالِ  الْمَاءِ  مُغْتَسِلٌ

وَلَيْسَ عَن وَسخٍ  بَلْ جِسْمُهَا  نَضِرُ

وَكَيْفَ تَعتَلِقُ الأَوْسَاخُ فِي جَسَدٍ

يَظَلُّ  مُغْتَسِلاً    دَوْماً   وَيَطَّهِرُ؟

وَكُلُّ  ذِي   سَقَمٍ   لَمَّا  يَمُرُّ   بِهَا

تَكْسُوهُ  عَافِيَةٌ وَالسَّقْمُ   يَنْبَتِرُ

وَكُلُّ   عَاصِمَةٍ   تُبْدِي مَحَاسِنَهَا

لَمَّا تَرَىٰ أَسْمَرَا  تَحنُو   وَتَعتَذِرُ

يَا دُرَّةً    نَذَرَ    الْعُشَّاقُ    رُؤْيَتَهَا

أَتَسْمَحِينَ  لَهُمْ  يُوفُوا بِمَا نَذَرُوا؟

هُمْ عَازِمُونَ عَلَىٰ الوِصَالِ فِي شَغَفٍ

 حَتَّىٰ وَلَوْ نَالَهُمْ فِي وَصْلِكِ الْخَطَرُ

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

سلسلة الوعــــــــي 5


سلسلة مفاهيم 


((( 5 )))


يشرفني أن أناقش معكم بعض المفاهيم التى أعتبرها من وجهة نظري معيقة للوعي السليم، وربما من وجهة نظركم قد لا تكون كذلك .
و من هذه المفاهيم:

١-  الدولة والحكومة

 كثير من الناس لا يفرِّق بينهما، ولذلك إذا غضب من الحكومة بدء بتدمير الدولة والحكومة معا!! مع أنّ الدولة ملك للشعب فكيف يحاول الإنسان أن يدمّر ملكه !
الحكومات مؤقتة والوطن باقي .

٢- القبيلة والسياسة

القبيلة: كيان إجتماعي سابق لتكوين الدولة، وغالبا يتسم أفرادها بالإنحياز والعصبية لبعضهم من غير النظر إلى الفكر والرأى وحتي أحيانا من غير الخضوع إلى المصالح الوطنية والضوابط الدينية وثوابت الدولة!
وفِي الغالب لن يحدث أي تطور في ممارسة القبيلة فالتكاتف والتعاون بينها مبني على صلة الرحم والقرابة ، وهى صلة أمر الله بها ولكن لم يجعلها الله آلية للحكم، ولا معيار للتفاضل .

أما السياسية فهي: عبارة عن حراك مجتمعي يسعي إلى إدارة المجتمع بكل مكوناته وموارده، والسياسة لا تحارب القبيلة ولكن قد توظفها.
وما أريد التنبيه له هو أن المجتمعات التي لا تفرق بين عصبية القبيلة وصراع السياسة فهي كمن يخلط العجين بالدم، لأنّ السياسة تحركها البرامج والأفكار والمصالح والصراع، والتنافس على كراسي الحكم، والقبيلة إذا خاضت في هذه الملفات سوف تجد نفسها منغمسة في نزاعات' وصراعات مختلفة وهو ما يهدد كيانها، وتماسكها، ويفصم عراها ورابطة دمها ! فمن يقحم قبيلته في السياسة فقد جنى عليها وأقحمها في صراع سوف يؤدي بيها إلى التفتيت... فأدعوا جميع الأخوة إلى صلة قبائلهم كأرحام أمر الله بها أن توصل، وإبعادها عن الصراعات السياسة وخاصة لا يعقل أن تحكم البلد قبيلة لأن السلطة من حق الجميع ، وهذه السلطة تحصل عليها الأحزاب السياسية من خلال إختيار الشعب لبرامجها، ولا بد أن تكون البرامج شاملة وصالحة لإدارة الدولة عبر كفاءات يوفرها الحزب، والقبيلة مهما كانت قوتها لا يمكن أن تحكم البلد وحدها، ومن هنا المطلوب أن يصل الانسان قبيلته ويقوم بحقوقها، وأن يمارس البرنامج السياسي مع عموم الشعب وبحجم الوطن.

٣- الوطن والحزب 

بعض الأنظمة الشمولية تعتبر الوطن هو حزبها، وأحيانا زعيمهاالوطن ، فيكون كل من خالف الحزب، أو إعترض على الرئيس فكأنما إعترض على الوطن، وصُنِّف بأنه عدوُ للوطن ! مع أن أي حزب مهما كانت عضويته وإمكانياته فما هو إلا حزب من الأحزاب، وانتقاده ومعارضته ليس لها أي صلة بحب وكراهية الوطن لأن الأوطان لا تُنتقَد ولا تكره، وإنما الذي ينتقد هو من يَسُوس قضايا الشعب المختلفة فإذا أحسن الحزب يشكر ويصوت له ، وإذا قصّر وتجاوز حدوده فيتم إنتقاده وإسقاطه .
وهذا الخلط غالبا يحصل في أتباع الأحزاب الشمولية، أو الأحزاب التي جاءت على استحقاقات ثورية حيث يخلط أتباع النظام بين الوطن وبين حزبهم، وذلك إمّا لعدم الوعي، وإمَّا من أجل تحقيق المصالح الشخصية بغض النظر عن تطور الوطن أو تخلفه .
محمد جمعة أبو الرشيد

سلسلة الوعي 4

سلسلة الوعـــــــى


(((4))))

الجُرحُ والضمّاد

كنت قد طرحت لكم في الحلقة الأولى ( المشكلة ) وفِي الثانية ( الضوابط ) وفِي الثالثة ( أسلوب الكتابة )
أما في هذه الحلقة الأخيرة سوف أتناول بإذن الله (كيفية التعامل) مع البوستات بشكل عام .

وهي مسألة إجتهادية تتفاوت فيها أفهام الناس على تفاوت أنماطهم وسلوكياتهم وقناعاتهم .

فأحيانا لا تكون المشكلة في المادة المعروضة ولكن في الأفهام المُستقبِلة! وأرجوكم يا إخوة: لا تخافوا ممّا يُكْتَبْ فإنه معروض أمامكم وتستطيعون غربلته وتدقيقه، ولكن خافوا من العوائد والقناعات التي رسخت في أذهانكم! فإن أغلب البشر يضعون عقولهم في ثلاجة العادات والقناعات التي تربوا عليها، أو التي تم تكرارها في أذهانهم حتى اصبحت عندهم حقائق لا يمكن مفارقتها! وقد واجه أكثر الأنبياء والمصلحين هذه المعضلة مع أقوامهم حيث تشبثوا بموروثات الآباء فقالوا: ( إنَّا وجدنا آباءنا على أمة وَإِنَّا على آثارهم مهتدون ) ... فالنفترض إنّ اخاً لنا كتبَ بوست عن قضية ما أيا كان نوعها ... وسوف يَطّلِعُ على هذه المادة ( 300 شخص)
فهناك من سوف يتعامل فقط مع الصورة المرفقة ، واخر مع العنوان الرئيس، وثالث يمر فقط على مضمون المادة من غير الإهتمام بالتفاصيل، ورابع يقرء المادة بإهتمام وتحليل لمضمونها ويحاول ربطها بمواد سابقة للكاتب، أو مقارنتها بما قرء في موضوع مشابه ويحاول أن يصل إلى الحبل السري الرابط بينهما.

والمشكلة عندما يقوم المخالف بقراءة المادة فيستنطقها حتى يصفي مشكلة شخصية معه!! سواء كان خلاف حزبي، أو عائلي، أو فكري! ويقوم بتشريح النص وتفصيله وتحليل مضمونه بما يوافق هواه! وخاصة لو كانت المادة تحتمل أكثر من رأي فهو يبدء مباشرة في التشويه والانتقام، وللأسف بعض هولاء يصل به الحقد على إخوانه أن يكون متحاملا عليهم !!! والمتحامل: هو الذي يحمل عليك الحقد في كل الأحوال ! فإن تبسمت قال لك لماذا تتبسم؟ وإن ضحكت لما تسخر؟ وإن بكيت لما تستعطف؟ وإن مدحت لماذا تنافق؟ وإن جاملت لما تتملق؟ وإن غضبت لماذا تتهور؟ ... وهكذا مهما فعلت فلن يرضيه أي شيء !

موجهات عامة:

١- لا تصفي حساباتك الشخصية في المجموعات العامة فهناك مجال للحوار الخاص .

٢- لا تتعامل بروح الانتقام والتشفي مهما كانت خصومتك مع غيرك فإن جمال الحياة في التصافي وجمال الإنسان في نقاء القلب .

٣- حاول أن تجد لأخيك عذرا ، وأحمل كلامه على أحسن المحامل، فإن لم تجد له محملا فقل ( لعلّهُ له عذر لا أعلمه ) ... أعلم هذا الخُلُق صعب في النفس ولكنه سلوك نادر في البشر وما يضرك أن تتخلق به ؟

٤- تجنب مجاراة الناس في التعليقات، ولا تسلم عقلك لأي إنسان مهما كانت منزلته ولكن وطِّن نفسك، وكن منصفا وعادلا في حكمك، وللأسف أخسر الناس من يملأ صحيفته بالسيئات من أجل مجاراة وإرضاء الآخرين، ومن الغباء أن تهدم علاقتك بأصدقاءك بسبب كلمة غير مقصودة أو بسبب كلمة خاطئة لم ينتبه لها كاتبها .

٥- كن عادلا ولا تفتري على خصمك الكذب فإن الكذب لا يباح أبدا سواء لتحقيق مصلحة أو الانتصار للنفس ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على الاّ تعدلوا ) أي لا تحملنّكم كراهية النَّاس على الظلم ... فكيف إذا كان من تظلمه حبيب أو قريب أو صديق أو ابن وطن ! ! .

٦- لا تعلّق على الكلام إلاّ بعد قراءته أكثر من مرّة، ومحاولة فهم قصد الكاتب، وربط الكلام بأوله، وهل هو من أهل الفضل والإحسان والمعروف؟ وهل هو من المشاكسين دائما ؟ وهل هو من ذوي الغضب دائما ؟ وهل سبق له أن كرّر هذا الكلام ؟ وياترى ما هو دافعه لهذا الكلام ؟ هل هو دفاع عن النفس أم اعتداء ؟ ... عندما تقلب الأمر في ذهنك بهذه الطريقة وأنت سليم الصدر ومحب لإخوانك وتتمنى لهم أن يحفظهم الله من الزيغ والزلل فمؤكد سوف يكون تعليقك عاقلا ومتوازنا.

٧- قبل أن تصدر الأحكام وتحمل سيفك للقتال ينبغي أن تتبين وتستفسر ... فمثلا لو قرأت كلام ظاهره سخرية واستهزاء فمن الأفضل أن تقول له: يا أخي فلان أنت قلت كذا وكذا فماذا تقصد ؟ فهنا سوف يقوم هو بتوضيح قصده ووجهة نظره، وفِي هذه الحالة لن تندم أبدا لو دافعت عن نفسك أو رددت عليه بالمثل ، وإذا كانت القضية شرعية فلا تنكر لمجرد معرفتك براي من الاراء أو قول من الأقوال ولكن اسأل عن صحة القول وحجية الدليل وقوة الراي ، ولا يكون سؤالك للإمتحان والإختبار والتعجيز ولكن للتبين والاستيضاح .

٨- عندما تقرأ كلام فيه تجريح وهجوم واستهزاء على شخص ما فينبغي أن تسلك سبيل المصلح وتبادر إلى إقناع الأخ بسحب الكلام، ولا تعمل ساعي بريد للشيطان، أو جاسوس لبث الفتنة بين النَّاس .

٩- لا تفسد خُلُقكَ بسبب الصراعات السياسية والحزبية وتقطع مع إخوانك حبال الود، ولا تخرج عن جميل السجايا فتتجرء على من هو أكبر منك سنا أو أكثر منك علما، ولكن تظل النصيحة بابا مفتوحا لكل أحد، والنقد البناء مفيدا لكل عمل ومصححا لكل خطأ، وكاشفا لكل زيف...وإلاّ تحول علقما في الحلق ونارا في القلب .

١٠- إذا رأيت شيطان البوستات يشعل الحروب في المجموعات فتعوذ بالله منه واجتهد على إطفاء ناره، وتبديد وساوسه.

إخوتي وأخواتي الأعزاء :
هناك الكثير من الخير الذي ينبغي أن نتواصى به ، وهناك الكثير من الشر الذي ينبغي أن نحذر بَعضنا منه ... ولكن حتى لا استطرد أكثر من هذا أترك لكم بقية الوصايا والملاحظات .

وأحب أن أعلمكم أنّ محلكم في سويداء القلب وبين حنايا الضلوع في اعماق الأعماق .

ولكم مني كل الحب والإحترام والتقدير بلا استثناء سواء كان من يوافقني أو يخالفني ، واعتذر من أي اخ قد أكون أخطأت عليه، أو سأت له من غير قصد .

فتسامحوا وتساموا عن الصغائر وسفاسف الأمور فإن شعبكم يعلق عليكم -بعد الله- امالا كبيرة .


محبكم / محمد جمعة أبو الرشيد

سلسلة الوعــــى 3


سلسلة الوعي

(((3)))

الجُرحُ والضمّاد

الكتابة والكاتب:

الكتابة مسؤولية، وكل شخص مسؤول عن ما خطّت يداه سواء كان أمام القرّاء أو أمام الله تعالى .

فأمام القرّاء ينبغي أن يعلم الكاتب بأنّ سقف الكتابة يتطلب الحرّية، والجمال، والإبداع .. فما يفعله بعض الأخوة من إفساد النص أو الأخطاء الإملائية المتعمدة، أو العبث بالحقيقة، أوعدم الإكتراث بالنّيل من الآخرين، أو جرح مشاعرهم تعتبر تصرفات غير مسؤولة... ومطلوب من كل كاتب أن يجتهد على الأقل حتى تكون وجهة نظره واضحة، وإذا كان خبرا ينبغي أن يكون مكتمل الأركان .

كيف تكتب كلاما مفيدا ؟

وهذا السؤال قد تكون إجابته سهلة من الناحية الفنية للكتابة سواء كان صياغتا أو ترتيبا، ولكن الأمر الصعب هو فهم قصد الكاتب، وفكره ونمط شخصيته، وظروفه التي تحيط به، وطبيعة مشاعره التي يعبّر عنها، ونوع الأشخاص الذين يستهدفهم بالكتابة! كل هذه العوامل يظل إدراكها غاية في الصعوبة.

نصيحة للكاتب

١- عندما تريد الكتابة ينبغي أن تفكر قليلا قبل الشروع في الكتابة، وتستحضر الجمهور الذي تخاطبه.. فإذا كنت مستهدف إيصال الرسالة إلى شخص معيّن فتذكر أن رسالتك سوف تصل إلى جمهور عريض، وسوف يكون فيهم الآلاف ممن تنطبق عليهم نفس الصفات، وبالتالي يستحسن أن تتجنب هذا النوع من الكتابة، وإن كان ولابد فلا بأس أن تفعل كما كان يفعل نبينا -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يقول: ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ) مع أنه غالبا يكون شاهدَ بنفسه أو بلغه التصرف، والقران الكريم عندما عاتب الذين نادوا النبي - صلى الله عليه وسلم- من وراء حجراته بطريقة تخلوا من التوقير والإجلال اللائق به قال الله تعالى لهم:( أكثرهم لا يعقلون ) وهكذا لن تشرد النفوس لأن كل شخص سوف يعتبر نفسه من العقلاء، وهكذا ينبغي للكاتب أن يترك للقارئ مساحة يفلت منها من الإتهام.

٢- تجنب التعميم ... وهذه إشكالية ومعضلة في عالم الفيسبوك! فمن الظلم عندما تغضب من شخص ما تذهب وتجلده وتجلد معه أهله وقبيلته ومنطقته! وعندما تختلف معه فكريا تذهب وتتهمه هو وتنظيمه وجماعته بالضحالة الفكرية والتخلف العقلي!
هذا التعميم في الكتابة من أكثر الأمور التى تُوقر قلوب الأخرين في عالم   ( وسائل التواصل الإجتماعي ) وتخلق المشاحنات والتكتلات، ويبدء الناس يتنادى : تعالوا في واحد شتمنا ومسح بينا الأرض ! وطبعا الرد أهوج مثل عواصف سواحل الولايات المتحدة الأمريكية ... دمّر وأقذف وأرجم... ولما تنجلي المعركة تجد الموضوع كله لا معنى له ولا قيمة .

٣- إذا كانت الرسالة موجهة لتنظيم، أو مؤسسة مجتمع مدني، أو عمل اغاثي ... الخ ففي هذه الحالة ينبغي أن تطلع على برنامج الحزب وبرنامج المؤسسة ومشاريع الإغاثة فإن هذا يمنحك حكما عادلا على الغير، ولا تكتب أبدا بقيل وقال، وسمعت وأظن وأحسب ... فإن هذا سوف يكون تصرف مضر لمن تكتب عنه ناقدا أو مادحا، وسوف يقلل من قيمتك عند الناس .

إذا أردت أن تعالج مشكلة معينة أيا كان نوعها فينبغي أن تضع رؤية وتصور بسيط لحل المشكلة، وتوقع بعض التساؤلات التي قد ترد عليك من الجمهور ... أما أن تتكلم في مشكلة لا تفقه أبعادها فهذا يجعلك أضحوكة بين الناس! كيف تزعم أنك تمتلك حلول لقضايا تستبسطها! بينما هناك من عمالقة الفكر والتخصص يحجم عنها ويتردد في الخوض فيها !

خلاصة هذه الفقرة : عليك ألاّ تكتب بمجرد قناعات موجودة في عقلك وتبحث لها عن أدلة تسندها، ولكن أقحتم مجال البحث وحاول أن تتناول حقائق لا خيالات .

إذا أردت أن تكتب عن حلول أو تخطيط لمستقبل البلد فينبغي أن يكون معني الوطن وأركانه، ومكوناته، وخصائصه، وإمكانياته، ومكتسباته التاريخية، وعاداته وتقاليده وموارده المتاحة معروفة عندك بقدر ما، وبالطبع لابد أن تعرف أنّ عليك واجبات تجاه هذا الوطن كما انت تنتظر أن تنال فيه حقوقك .
ونحن الإرتريين يعاني قطاع كبير من شبابنا المولود خارج البلد بضبابية عن كثير من خصوصيات الشعب الإرتري فهو يحب وطنه وينطلق من أرضية هذا الحب و من الشوق الدفين الذي يداعب قلبه ليل نهار ... ولكن للأسف يقيس بلده على بلد إقامته، والغريب حتى بعض أبناء الجيل الأول الذي هُجِّرة قبل الإستقلال عندما يتكلم عن إرتريا فهو ينطلق مما عاشه في قريته ومدينته ... فتجد الشخص الذي غادر إرتريا قبل أن يسمع التجرنيا، وقبل أن يقابل مسيحي يحدثك بأن ارتريا لم يكن فيها مسيحين الا عدد قليل جدا ويتساءل من أين جاء هولاء ؟ وهذه الحالة للأسف أشد عند بعض أبناء القرى المسيحية في المرتفعات فمن هاجر منهم إلى اثيوبيا ثم إلى أروبا مباشرة يقول لك: في إرتريا المسلمين عندنا قليل ... فمن المهم عندما تكتب عن إرتريا إذا كانت معلوماتك ضعيفة عن البلد فما عليك إلا أن تحرص بالاطلاع على المكتبة الإرترية المتوفرة، وأن تستمع للكبار وتسأل وتتابع حتى إذا تكونت عندك معرفة معقولة بإمكانك أن تكتب نقدا وتحليلا وخططا، وإذا كتبت عن القبائل والمناطق كذلك لابد أن تجتهد في معرفة السن القبائل، ومواقعهم، وطبيعة معيشتهم، وبطون القبائل ووجهائها، وأفخاذها، وخاصة المجتمع الإرتري متداخل جدا فربما تعرضت على قبيلة أو فرع فكانوا أقربائك أو اصهارك.. فعندما تريد تنتقد عادات معبنة، أومعالجة إشكالات ما فلابد أن يكون عندك معرفة معقولة بمكونات الوطن عامة وبطون القبائل وعاداتها خاصة .

وإذا كتبت عن الدين سواء كان الاسلامي أو المسيحي فلابد أن تكون الخارطة الذهنية في المفاهيم الأساسية سليمة سواء كان في معاملة المعتقدات الأخرى أو الدين الإسلامي ... فإنطلاقك المباشر من خلال كراهية ملة معينة أو دين معين من غير أن تدرك مقاصد الشريعة وضرورياتها، وحاجياتها وتحسينياتها، وما حقه التقديم وما حقه التاخير، ومتى تعمل بالمصالح المرسلة واعتبار العادات، ودرجات المنكر ، ودرء المفاسد وجلب المصالح، والولاء والبراء والحب والبغض إلى غيرها من مصادر واحكام الشريعة فسوف يكون كلامك ربما من غير علم ، أو قد يظهر الإنسان المسلم بأنه قليل البصاعة، أو قد تترخص فيما لا يجوز الترخص فيه، أو قد تتشدد فيما ينبغي الاعتدال فيه، وفِي حالة عدم التمكن من معرفة اساسيات العقيدة والشريعة فأعمل بكلام الله تعالى ( فسألوا أهل الذكر إن كُنتُم لا تعلمون) .

لماذا الجرأة في النقد ؟

تجد الإنسان عندما يكتب مقال في صحيفة أو كتاب يكتب بمسؤولية كبيرة، وذلك لعلمه أنه سوف يحاسب أمام الله عما يكتب، أو قد يحاسب أمام القانون عن أي خبر كاذب أو افتراء على شخص بريئ... ولكن في عالم الفيسبوك قد يرتدي البعض قناعا من أجل بث سمومه في المجتمع لأنه يحث على مأمن من المسائلة القانونية وبالتالي ينصرف كما يحلوا له .. ومع الأسف كثير من الناس لا يعلمون بأن هناك أجهزة يمكن من خلالها متابعة أي حساب وكشف صاحبه! وأيضا تجد الكثير من أصحاب هذه الحسابات معرفين عند من يتصادمون معهم ... فتجد إذا تعرض عليك شخص بإساءة من يتطوع لك في الخاص بمعلومات مجانية عنه، ويظل هذا الشخص يتماضى ويسيئ ويمنع الآخرين فضحه حسن أخلاقهم .

والشيء الأخير : عندما يكتب كل واحد منّا عليه أن يعرف نمط شخصيته ... وأنماط الشخصية عديدة ومنها:
-  بعض الأخوة صارمين .
-  وبعض الأخوة طيب وودودين .
-  وبعض الأخوة متردد.
 -  وبعض الأخوة عنيد.
-  وبعض الأخوة ثرثار  .
-  وبعض الأخوة شكّاك .
وهكذا تتنوع أنماط الشخصية وكل واحد منهم تظهر شخصيته في كتاباته وتعليقاته .
هذا البوست فقط تناولت فيه جزء من مشاكل البوستات التي تحدث ضجة وتخلق مشكلات وكيفية التعامل معها .. وبما أن الموضوع متشعب جدا ومهم جدا أرجوا من الأخوة والأخوات إشباعه بالمناقشة والإضافات والنقد البناء .
في الحلقة القادمة أحاول بإذن الله الدخول مباشرة في بقية الحلول والمهم أن نكتب ما يجمع ولا يفرق ، وما ينفع ولا يضر .
محمد جمعة أبو الرشيد

سلسلة الوعـــــــى 2


سلسة الوعــــــي

((( 2 ))

الجرح والضمّاد

كنت قد كتبت في البوست الأول من ( الجرح والضماد ) عن (الجُرحُ فقط) والذي تحدثه المناقشات والحوارات والجدال والمناظرات بين الأخوة أصحاب الوجَع والهمِّ المشــترك.
واليــــوم سوف أحاول أن أُضـَمِّدَ تلك الجروح التي تُحْدِثُها أنيابُ الكلمات القاسية في النفوس الوادعة ، وأنْ أواسيَ أيضا تلك القـلوب الحانية التي وٰجِّهَتْ لها مــدافع التعبيرات الجارحة، وأنْ أبـــُثَّ في عزيمة شبابنا وُقُود الصــبر العنيد في مـواجهة الذباب المتهافت على مــوائد الفكر المستنير .

أيها الشباب الراقي من أبناء بلدي العزيزة ، والمتوشح بجمال الكلمات ، والمثقل بتحمل التبعات أول خطوة في طريق التغيير هي :

١- الشجاعة في قول الحـــق : فإن أكثر الخلق تنقصهم الشجاعة للاعتراف بالحقيقة ، وتخذلهم الشجاعة أكثر في ميدان الإعتراف بالخطأ وطلب العفوا ممن أخطأت في حقه .

٢- أن تكون باحثا عن الحق فإنّ أكثر الخلق يبحثون عن تحقيق طموحاتهم الشخصية ، وإشباع رغباتهم الفردية ... فإذا وجدوا الحقيقة تقف في وجه مصالحهم الشخصية قاموا بإطفاء نورها وإهدار مفعولها! .

٣- التـــواضع للآخرين ، وخفض الجناح لهم ، وإفساح المجال لهم ليأخذوا فرصتهم في تنمية مقدراتهم وصقل مواهبهم وإبراز خبراتهم ، والإبتعاد كلِّية عن رفع الأثمان ، والنفخ في الذات ، وتصنع الوجاهة والمنزلة ، وطلب المكانة بين الناس .
٤- عدم إحتــكار الحقيقة ، وإدعاء العصمة! فإن كل بني ادم أعطاهم الله مثلك عقلا مفكرا ، وقلبا مستوعبا ، وفهما مقدرا ... فإنّ تفاوت الناس ليس في دائرة واحدة فلكل شخص ميول ، وحب ، وموهبة ، وخبرة في حقول المعرفة المختلفة وفِي ميادين الحياة المتنوعة .

٥- الإحتـــرام للآخرين دليل إنسانيتك وعلامة رُقيَّك، وكاشف طريقة تربيتك، ومدى تجذر وعيك ، وغزارة ثقافتك... فإن من تربى على قيمة إحترام الكبير ، وتمتع بثقافة عالية فهو شخصية تمتلك قيمة عظيمة من قيم الحوار والجدال والمناظرة فإنّ رنين الأصوات لا يعني الاقناع ألم تلحظ إنّ هدير الأنهار المُترعة والأدوات الممتلئة والأمطار الغزيرة اقل ضجيحا .

٦- الإنصـــات للمحاور يعني: الإنصاف من نفسك، وإفساح المجال لرأي غيرك ليدخل حلبة المناقشات بهدوء وسكينة ، وأن يعبر في جو خال من التشنج عن وجهة نظره التي يرغب إيصالها إليك من غير أن يضطر إلى قذفك بعنفوان الكلمات التي ربما تُصمت له قليلا ثورة نفسك الانانية والمستبدة والتي لا يعجبها راي ولا فكر الا ما جال وانقدح في خاطرها فقط .


٧-عدم كســـر الجسور وإفساح المجال لعقول البشر أن تَعْبُر َ إلى شواطئ
أفكارك والتوغل فيها لقدح شرارة النقاش فيها واشعال أنوار البحث عن الحقيقة المطلوبه .

٨- عـدم التشـــاؤم : فإن من ينهض للتغير لا يكون أبدا أسير التشاؤم ، وسجين اليأس بل ينطلق في الحياة وقد ركب جواد العزم ، وأحرق ورقة اليأس، وإلا سوف تكون أحمق ترى الضوء أمام عينيك ، لكنك لا تصدق أنه ضوء وترى نافذة الفرض مفتوحة أمامك ولكن لا تنظر منها إلى المستقبل، من تشاؤمك ترى الصعوبة في كل فرصة وكان ينبغي أن تتفائل لكي ترى فيى كل صعوبة فرصة.

لا تصغر نفسك ولا مقامك فإن الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، ولو نظرت إلى الوجود بعين التفاؤل لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته، لأنّ الأمل هو شمعة ما زالت توقد في رحم الظلام، ولولا الأمل في غد أفضل لما عاش المظلوم حتى اليوم. التفاؤل يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات، ويجعلك تعبر نهر الهموم بقوارب الأمل الفسيح .

 

٩- الحـرص على (الوحدة ) أنت كفرد قطرة ولكن نحن كقطرات نستطيع أن نكون محيط، أفشل لاعب كرة قدم هو الذي يمتلك أفضل مهارة في اللعب ولكنه يمتنع تمرير الكرة لزملائه !أسوء مواطن هو المواطن الناجح الذي لا يعمل لنجاح أبناء وطنه! بمفردنا يمكن نكمل بناء بيتنا في عام ولكن مع زملائنا يمكن نكملها في ثلاثة أيام! العمل الفردي يمكن أن يفوز صاحبه بالميداليات، ولكن الفريق في العمل الجماعي يحصد البطولات، إذا كانت حزمة العصي تستعصى على الكسر فإن الجهود الجماعية تستعصي على الانكفاء والفشل .

هذه الحلقة هي عبارة عن منشطات محفزة للثبات والاءستمرار مهما كانت مكايد المثبطين ، ومهاما قويت معاول الهّدامين ، ومها تعبت إرادة المقاومين ... فإنّ الرجولة تحتم علينا جميعا الإستمرار وعدم الاءلتفات لهتافات الفارغين وتشويش المخربين، وجدال الفارغين، وبرود العاجزين .

وفي الحلقة القادمة أتناول بإذن الله موضوع العلاج

 محمد جمعة أبو الرشيد

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013