الأحد، 10 مارس 2013

سعيد على حجاي - بطل جلب الحرية واشعل ثورة التغيير





بسم الله الرحمن الرحيم

سعيد على حجاي

بطل جلب الحرية واشعل ثورة التغيير

كانت امسية 10-03 – 2013م في غرفة الحوار العربي ( البالتوك )ترشح شهدا من رحيق سيرة البطل المناضل ( سعيد على حجاي ) وكان الضيف رفيق دربه ( تسفا قبرئيل امبايي برهي ( حفون )  ، وفي هذه الأسطر القليلة سوف الخص لكم ما حصلت عليه من سيرة هذا القائد من خلال هذه الأمسية وغيرها من المتابعات والبحث ، وقد  تكون بعض المعلومات غير دقيقة ، ونرجوا من العارفين تصحيحها .
عمل في داخل الثورة من عام 1974 ، وعمل تحت قيادة المناضل الكبير / الشهيد / ابراهيم عافة ، وتم ترقيته حتى التحق بلواء رمضان اولاي ، وقد عمل في مجال المدرعات والمدفعية ، وكانت امكانيات هذا المجال متواضعة فنيا وماديا ،وكانت الخبرات  الفنية المتواجدة غير مؤهلة التأهيل الكافي لملاحقة التطور المتصارع في هذا المجال  ،  ولكن بعد عودة ( الدرقي بقيادة المجرم منجستوا هليلي ماريام ) واجتياحها ارتريا ، قررت الجبهة الشعبية الإنسحاب من المدن التى كانت محررة وركزت قوتها الأساسية في مناطق الساحل وعنسبا ، واستطاعت في جبهة الساحل ان تغنم مدافع متطورة في عام 1986 ، ولم يكن عندها ضباط متخصصين في التعامل معها ، وكيفية الإستفادة منها ، فكانوا يبحثون عن دولة يمكنها ان تدرب لهم شخصيات في هذا المجال ، وقد ذكرت مجلة {  السياسة الدولية }  في دراسة مهمة اجرتها حول علاقة ( الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بإسرائيل ) بأن اسرائيل كانت لها شروط لتدريب الثوار الإرتريين ، وكانت تبحث عن ضمانات من اهمها ، معرفة توجهات الثورة من تأثرها بأفكار القوميين العرب ، وغيرها من تاثيرات المحيط الإسلامي ، وكانت الوعود من قبلها كبيرة إذا تأكدت من هذا المجال ، وخاصة في مجال التدريب على الأسلحة والمخابرات  ) ويبدوا ان الجبهة الشعبية اقنعت صدام حسين عن طريق قيادات وطنية مهمة كانت على خلاف مع تنظيم الشعبية ، و كانت تربطها علاقات جيدة بالمحيط العربي  ، وبتزكية خبير عربي متخصص في شؤون الثورة الإرترية ، وذلك حتى تحصل على شهادة موائمة مع مشاريع اسرائيل في المنطقة .

سعيد على حجاي في العراق :

في عام 1980 تم اختيار المناضل / سعيد على حجاي ليخضع لدورة متطورة في مجال علوم الدبابات ) ، ومعه خمسة اشخاص آخرين ، وقد انهى الدورة بتفوق كبير ، واتقان كامل ، وعاد الى الميدان كقائد ( الميكانيكيين والفنيين ) ، وفعلا كان له دورا مهما في الحاق الهزائم بالقوات الإثيوبية في جبهة الساحل ، وقد استطاع تطوير هذا المجال وتدريب كوادر مؤهلة ، وشارك في تشتيت الجيش الإثيوبي في الأراضي الإرترية ،وذكر انه كان ( قناصا ) لا يخطئ هدفه ، حتى قيل : (  إذا لم يصب ودعلى الهدف فمن المؤكد ان السلاح فيه خلل )، ومن ثم تم إختياره كقائد لواء حتى يدعم ( التقراي ) الذين لم يكن لهم امكانيات في هذا المجال ،وفعلا استطاع في فترة وجيزة التعمق والتوغل داخل الأراضي الإثيوبية ، واستمر يطارد  الجيش الإثيوبي بجانب مقاتلي التقراي ، حتى دخل اديس ابابا ، حيث اصدى خدمة للثوار الإثيوبيين مكنتهم من الإنتصار ، وساعد في استتباب الأمن في الأراضي الإثيوبية ، ومن ثم عاد الى ارتريا ، وعمل قائد لواء في عدردي ، وعندما اندلعت الحرب الأخيرة مع اثيوبيا ، كان يقاتل في معركة ( مرب ) ، ولم يكتف بالعمل في مجاله ، بل كان يقود قوات المشاة بكفاءة عالية ، حتى قام ( وجوو ) في احدى اجتماعات قيادات الجيش، واشاد به بإعتباره احد القادة المتميزين ، والذين ادوا دورا مهما جدا .

ودعلى كفاءة في العمل ورقي في السلوك :

كان المناضل / سعيد على حجاي/ رجلا متميزا ، ويتمتع بمواهب عديدة ، ولم يكن يعرف اللغة التجرنية ، ولكنه اتقنها في الميدان اتقانا كاملا  نطقا وكتابة ، وكان منضبطا في كل شيئ ويقوم بتنفيذ المهام التى توكل إليه بهمة وإتقان ، وكانت له علاقات اخوية حميمة مع نظرائه ، وجنوده ، وقادته ، وعرف عنه الرأفة والحنان ، وطيبة القلب ، والرحمة بجنوده ، وبالجماهير العادية ، وكان يتفقد كل جندي حتى في حل مشاكله الخاصة ، ويسعى لمواساته عند الشدائد ، وكان اسمر اللون طويل القامة بهي الطلعة، باسم الثغر ، لم يرتاح يوما منذوا التحق بالثورة ،وكان قائد ( لواء ) في منطقة ساوا ، كما عمل مسؤول ( المنظمات الجماهيرية في منطقة القاش بركا ) ، وكانت الجبهة الشعبية آنذاك بدءت تبلغ الشعب الإرتري بأسماء أبنائهم الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة ، وقد جمع سعيد قوات جيشه ، واخبرهم بالبلاغات التى بدءت تصل الى الشعب ، وطلب منهم ان يبلغه اي جندي توفي اخاه او اباه او اخته ، حتى يعطيه إجازة لكي  يذهب ويواسي اسرته ، وقد استحسن الجيش وجميع الناس ذلك الفعل ، حتى ان ذكره شاع في جميع الجيش الإرتري ، وقد طلب بقية الجنو من قياداتهم ان ينحوا منحاه في هذا الجانب الإنساني النبيل ، ولكن كانت إجابة القيادات بأن هذا تصرف شخصي ، وكل واحد له اسلوبه في التعامل مع هذه القضية .
كان سعيد ودعلى / نظيف اليد ، وقنوع ، ولم يشارك في الممارسات القذرة التى وقع فيها كثير من الضباط ، حيث كانوا يجعلون الشباب خدما في بيوتهم ، وسخرة في اعمالهم ، وكانوا يبعدون من لا يعجبهم ، ويعاقبوا من يخالفهم ، حتى تحكم هؤلاء الجنرالات في مقدرات البلد ،  ولكن ( ودعلي ) كان دمس الخلق وحسن التعامل مع الناس .

عزيمة في التغيير :

كان ودعلى / يمتعض من هذه التصرفات ، وقد قرر مع بعض القيادات  الإحتجاج على هذا الوضع ، والمطالبة بتغييره ، وقد تبنوا مطالب الشعب الإرتري ، واعلنوا مطالبهم في التلفزيون الإرتري ، صحيح ان اسياس عوق حتى الآن تحقيق تلك المطالب ، ولكن لن تموت تلك الثورة التى قدح شرارتها ودعلى ، حيث  سطر صفحات الحرية بدمه القاني ، وبدء قطار الحرية الذي حركه يمضي ببطئ نحو هدفه المرسوم ، فكما كان بطلا محبوبا في اوساط الجيش الإرتري ، اصبح اليوم بطلا شعبيا يتغنى به الصغير والكبير ، وفي مدة وجيزة اسالت سيرته قرائح الشعراء ، وقلم الأدباء ، واجرت مأقي الرحماء ، ورفعت همم الضعفاء ، واصبح شعارات الثورة في الميادين ، واسمه يكتب اليوم في كرن واسمرا وبعض المدن الأخرى  في حوائط الشوارع ومداخل المؤسسات ، وحتى دورات المياه وساحات الرمال وصفحات الهضاب والتلال .

من هو ودعلي ؟

لم اتمكن من معرفة تاريخ ميلاده تحديدا، ولكن يبدوا انه في أوآخر الخمسينات  ، وهو من مواليد منطقة ( هبروا ) في الساحل ، ومتزوج وله ابناء فهو ابو ( يونس ) ابنه الكبير والمولود في عام 1991م ، وعنده اخوة واخوات ، يتكلم العربية ، والتقرنية ، والتقري .
تفاصيل نضاله الحافل تحتاج الى كتاب يخلد سيرته ، ولكن قد ارادت عصابة ( الهقدف ) ان تسود هذه السيرة فزعمت انه انتحر ، ولكن بكل تأكيد دخل / سعيد الذى اراد ان يسعد شعبه ، دخل التاريخ من اوسع ابوابه ، وما اظن كان يتوقع عندما تحرك لإزالة هذا الظلم ان يجد كل هذا الحب والتقدير في قلوب شعبه ، وسوف تظل سيرة هذا البطل احد قصص البطولات الشعبية والتي دخلت تاريخنا المعاصر .
رحم الله  سعيد على حجاي بطل العدالة والحرية  
اخوكم / محمد جمعة ابو الرشيد

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013