بسم الله الرحمن الرحيم
سعيد على حجاي
بطل جلب الحرية واشعل ثورة التغيير
كانت امسية 10-03 – 2013م في غرفة الحوار العربي (
البالتوك )ترشح شهدا من رحيق سيرة البطل المناضل ( سعيد على حجاي ) وكان الضيف
رفيق دربه ( تسفا قبرئيل امبايي برهي ( حفون ) ، وفي هذه الأسطر القليلة سوف الخص لكم ما حصلت
عليه من سيرة هذا القائد من خلال هذه الأمسية وغيرها من المتابعات والبحث ،
وقد تكون بعض المعلومات غير دقيقة ،
ونرجوا من العارفين تصحيحها .
عمل في داخل الثورة من عام 1974 ، وعمل تحت
قيادة المناضل الكبير / الشهيد / ابراهيم عافة ، وتم ترقيته حتى التحق بلواء رمضان
اولاي ، وقد عمل في مجال المدرعات والمدفعية ، وكانت امكانيات هذا المجال متواضعة
فنيا وماديا ،وكانت الخبرات الفنية
المتواجدة غير مؤهلة التأهيل الكافي لملاحقة التطور المتصارع في هذا المجال ، ولكن بعد
عودة ( الدرقي بقيادة المجرم منجستوا هليلي ماريام ) واجتياحها ارتريا ، قررت
الجبهة الشعبية الإنسحاب من المدن التى كانت محررة وركزت قوتها الأساسية في مناطق
الساحل وعنسبا ، واستطاعت في جبهة الساحل ان تغنم مدافع متطورة في عام 1986 ، ولم
يكن عندها ضباط متخصصين في التعامل معها ، وكيفية الإستفادة منها ، فكانوا يبحثون
عن دولة يمكنها ان تدرب لهم شخصيات في هذا المجال ، وقد ذكرت مجلة { السياسة الدولية } في دراسة مهمة اجرتها حول علاقة ( الجبهة
الشعبية لتحرير ارتريا بإسرائيل ) بأن اسرائيل كانت لها شروط لتدريب الثوار
الإرتريين ، وكانت تبحث عن ضمانات من اهمها ، معرفة توجهات الثورة من تأثرها
بأفكار القوميين العرب ، وغيرها من تاثيرات المحيط الإسلامي ، وكانت الوعود من
قبلها كبيرة إذا تأكدت من هذا المجال ، وخاصة في مجال التدريب على الأسلحة
والمخابرات ) ويبدوا ان الجبهة الشعبية
اقنعت صدام حسين عن طريق قيادات وطنية مهمة كانت على خلاف مع تنظيم الشعبية ، و
كانت تربطها علاقات جيدة بالمحيط العربي ،
وبتزكية خبير عربي متخصص في شؤون الثورة الإرترية ، وذلك حتى تحصل على شهادة
موائمة مع مشاريع اسرائيل في المنطقة .
سعيد على حجاي في العراق :
في عام 1980 تم اختيار المناضل / سعيد على حجاي ليخضع
لدورة متطورة في مجال علوم الدبابات ) ، ومعه خمسة اشخاص آخرين ، وقد انهى الدورة
بتفوق كبير ، واتقان كامل ، وعاد الى الميدان كقائد ( الميكانيكيين والفنيين ) ،
وفعلا كان له دورا مهما في الحاق الهزائم بالقوات الإثيوبية في جبهة الساحل ، وقد
استطاع تطوير هذا المجال وتدريب كوادر مؤهلة ، وشارك في تشتيت الجيش الإثيوبي في
الأراضي الإرترية ،وذكر انه كان ( قناصا ) لا يخطئ هدفه ، حتى قيل : ( إذا لم يصب ودعلى الهدف فمن المؤكد ان السلاح
فيه خلل )، ومن ثم تم إختياره كقائد لواء حتى يدعم ( التقراي ) الذين لم يكن لهم
امكانيات في هذا المجال ،وفعلا استطاع في فترة وجيزة التعمق والتوغل داخل الأراضي
الإثيوبية ، واستمر يطارد الجيش الإثيوبي
بجانب مقاتلي التقراي ، حتى دخل اديس ابابا ، حيث اصدى خدمة للثوار الإثيوبيين
مكنتهم من الإنتصار ، وساعد في استتباب الأمن في الأراضي الإثيوبية ، ومن ثم عاد
الى ارتريا ، وعمل قائد لواء في عدردي ، وعندما اندلعت الحرب الأخيرة مع اثيوبيا ،
كان يقاتل في معركة ( مرب ) ، ولم يكتف بالعمل في مجاله ، بل كان يقود قوات المشاة
بكفاءة عالية ، حتى قام ( وجوو ) في احدى اجتماعات قيادات الجيش، واشاد به
بإعتباره احد القادة المتميزين ، والذين ادوا دورا مهما جدا .
ودعلى كفاءة في العمل ورقي في السلوك :
كان المناضل / سعيد على حجاي/ رجلا متميزا ، ويتمتع
بمواهب عديدة ، ولم يكن يعرف اللغة التجرنية ، ولكنه اتقنها في الميدان اتقانا
كاملا نطقا وكتابة ، وكان منضبطا في كل
شيئ ويقوم بتنفيذ المهام التى توكل إليه بهمة وإتقان ، وكانت له علاقات اخوية
حميمة مع نظرائه ، وجنوده ، وقادته ، وعرف عنه الرأفة والحنان ، وطيبة القلب ،
والرحمة بجنوده ، وبالجماهير العادية ، وكان يتفقد كل جندي حتى في حل مشاكله
الخاصة ، ويسعى لمواساته عند الشدائد ، وكان اسمر اللون طويل القامة بهي الطلعة،
باسم الثغر ، لم يرتاح يوما منذوا التحق بالثورة ،وكان قائد ( لواء ) في منطقة
ساوا ، كما عمل مسؤول ( المنظمات الجماهيرية في منطقة القاش بركا ) ، وكانت الجبهة
الشعبية آنذاك بدءت تبلغ الشعب الإرتري بأسماء أبنائهم الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة
، وقد جمع سعيد قوات جيشه ، واخبرهم بالبلاغات التى بدءت تصل الى الشعب ، وطلب
منهم ان يبلغه اي جندي توفي اخاه او اباه او اخته ، حتى يعطيه إجازة لكي يذهب ويواسي اسرته ، وقد استحسن الجيش وجميع
الناس ذلك الفعل ، حتى ان ذكره شاع في جميع الجيش الإرتري ، وقد طلب بقية الجنو من
قياداتهم ان ينحوا منحاه في هذا الجانب الإنساني النبيل ، ولكن كانت إجابة
القيادات بأن هذا تصرف شخصي ، وكل واحد له اسلوبه في التعامل مع هذه القضية .
كان سعيد ودعلى / نظيف اليد ، وقنوع ، ولم يشارك في
الممارسات القذرة التى وقع فيها كثير من الضباط ، حيث كانوا يجعلون الشباب خدما في
بيوتهم ، وسخرة في اعمالهم ، وكانوا يبعدون من لا يعجبهم ، ويعاقبوا من يخالفهم ،
حتى تحكم هؤلاء الجنرالات في مقدرات البلد ، ولكن ( ودعلي ) كان دمس الخلق وحسن التعامل مع
الناس .
عزيمة في التغيير :
كان ودعلى / يمتعض من هذه التصرفات ، وقد قرر مع بعض
القيادات الإحتجاج على هذا الوضع ،
والمطالبة بتغييره ، وقد تبنوا مطالب الشعب الإرتري ، واعلنوا مطالبهم في
التلفزيون الإرتري ، صحيح ان اسياس عوق حتى الآن تحقيق تلك المطالب ، ولكن لن تموت
تلك الثورة التى قدح شرارتها ودعلى ، حيث
سطر صفحات الحرية بدمه القاني ، وبدء قطار الحرية الذي حركه يمضي ببطئ نحو
هدفه المرسوم ، فكما كان بطلا محبوبا في اوساط الجيش الإرتري ، اصبح اليوم بطلا
شعبيا يتغنى به الصغير والكبير ، وفي مدة وجيزة اسالت سيرته قرائح الشعراء ، وقلم
الأدباء ، واجرت مأقي الرحماء ، ورفعت همم الضعفاء ، واصبح شعارات الثورة في
الميادين ، واسمه يكتب اليوم في كرن واسمرا وبعض المدن الأخرى في حوائط الشوارع ومداخل المؤسسات ، وحتى دورات
المياه وساحات الرمال وصفحات الهضاب والتلال .
من هو ودعلي ؟
لم اتمكن من معرفة تاريخ ميلاده تحديدا، ولكن يبدوا انه
في أوآخر الخمسينات ، وهو من مواليد منطقة
( هبروا ) في الساحل ، ومتزوج وله ابناء فهو ابو ( يونس ) ابنه الكبير والمولود في
عام 1991م ، وعنده اخوة واخوات ، يتكلم العربية ، والتقرنية ، والتقري .
تفاصيل نضاله الحافل تحتاج الى كتاب يخلد سيرته ، ولكن
قد ارادت عصابة ( الهقدف ) ان تسود هذه السيرة فزعمت انه انتحر ، ولكن بكل تأكيد
دخل / سعيد الذى اراد ان يسعد شعبه ، دخل التاريخ من اوسع ابوابه ، وما اظن كان
يتوقع عندما تحرك لإزالة هذا الظلم ان يجد كل هذا الحب والتقدير في قلوب شعبه ، وسوف
تظل سيرة هذا البطل احد قصص البطولات الشعبية والتي دخلت تاريخنا المعاصر .
رحم الله سعيد
على حجاي بطل العدالة والحرية
اخوكم
/ محمد جمعة ابو الرشيد