الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

كلمات من نور - رحم الله قائلها


 
الحياة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن
  (( 1 ))
اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن ﻧﻌﻣﺔ، ﻧﻌﻣﺔ ﻻ ﯾﻌرﻓﮭﺎ إﻻ ﻣن ذاﻗﮭﺎ، ﻧﻌﻣﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻣر
وﺗﺑﺎرﻛﮫ وﺗزﻛﯾﮫ .  
واﻟﺣﻣد لله .. ﻟﻘد ﻣن ﱠ ﻋﻠﻲ ّ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣﺎن، ذﻗت ﻓﯾﮭﺎ
ﻣن ﻧﻌﻣﺗﮫ ﻣﺎ ﻟم أذق ﻗط ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ . ذﻗت ﻓﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻧﻌﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻣر وﺗﺑﺎرﻛﮫ
وﺗزﻛﯾﮫ .  
ﻟﻘد ﻋﺷت أﺳﻣﻊ ﷲ -  ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ - ﯾﺗﺣدث إﻟﻲ ﺑﮭذا اﻟﻘرآن .. أﻧﺎ اﻟﻌﺑد اﻟﻘﻠﯾل
اﻟﺻﻐﯾر ..  
أي ﺗﻛرﯾم ﻟﻺﻧﺳﺎن ھذا اﻟﺗﻛرﯾم اﻟﻌﻠوي اﻟﺟﻠﯾل ؟ أي رﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌﻣر ﯾرﻓﻌﮭﺎ ھذا
اﻟﺗﻧزﯾل ؟  
أي ﻣﻘﺎم ﻛرﯾم ﺗﻔﺿل ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﺧﺎﻟﻘﮫ اﻟﻛرﯾم ؟  
وﻋﺷت -  ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن -  أﻧظر ﻣن ﻋﻠو إﻟﻰ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣوج ﻓﻲ
اﻷرض، وإﻟﻰ اھﺗﻣﺎﻣﺎت أھﻠﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﮭزﯾﻠﺔ .. أﻧظر إﻟﻰ ﺗﻌﺎﺟب أھل ھذه
اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﮭم ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷطﻔﺎل، وﺗﺻورات اﻷطﻔﺎل، واھﺗﻣﺎﻣﺎت اﻷطﻔﺎل
.. ﻛﻣﺎ ﯾﻧظر اﻟﻛﺑﯾر إﻟﻰ ﻋﺑث اﻷطﻔﺎل، وﻣﺣﺎوﻻت اﻷطﻔﺎل . وﻟﺛﻐﺔ اﻷطﻔﺎل ..
وأﻋﺟب .. ﻣﺎ ﺑﺎل ھذا اﻟﻧﺎس ؟! ﻣﺎ ﺑﺎﻟﮭم ﯾرﺗﻛﺳون ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺄة اﻟوﺑﯾﺋﺔ، وﻻ ﯾﺳﻣﻌون
اﻟﻧداء اﻟﻌﻠوي اﻟﺟﻠﯾل .. اﻟﻧداء اﻟذي ﯾرﻓﻊ اﻟﻌﻣر وﯾﺑﺎرﻛﮫ وﯾزﻛﯾﮫ ؟  
 
ﻋﺷت أﺗﻣﻠﻰ - ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - ذﻟك اﻟﺗﺻور اﻟﻛﺎﻣل اﻟﺷﺎﻣل اﻟرﻓﯾﻊ اﻟﻧظﯾف
ﻟﻠوﺟود .. ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟوﺟود ﻛﻠﮫ، وﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ .. وأﻗﯾس إﻟﯾﮫ ﺗﺻورات
اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺷرﯾﺔ، ﻓﻲ ﺷرق وﻏرب، وﻓﻲ ﺷﻣﺎل وﺟﻧوب .. وأﺳﺄل
.. ﻛﯾف ﺗﻌﯾش اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ اﻵﺳن، وﻓﻲ اﻟدرك اﻟﮭﺎﺑط، وﻓﻲ اﻟظﻼم اﻟﺑﮭﯾم
وﻋﻧدھﺎ ذﻟك اﻟﻣرﺗﻊ اﻟزﻛﻲ، وذﻟك اﻟﻣرﺗﻘﻰ اﻟﻌﺎﻟﻲ، وذﻟك اﻟﻧور اﻟوﺿﻲء ؟  
وﻋﺷت -  ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - أﺣس اﻟﺗﻧﺎﺳق اﻟﺟﻣﯾل ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ
ﺑرﯾدھﺎ ﷲ، وﺣرﻛﺔ ھذا اﻟﻛون اﻟذي أﺑدﻋﮫ ﷲ .. ﺛم أﻧظر .. ﻓﺄرى اﻟﺗﺧﺑط اﻟذي
ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺣراﻓﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﻧن اﻟﻛوﻧﯾﺔ، واﻟﺗﺻﺎدم ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﻔﺎﺳدة
اﻟﺷرﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺑﯾن ﻓطرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻓطرھﺎ ﷲ ﻋﻠﯾﮭﺎ . وأﻗول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ :
أي ﺷﯾطﺎن ﻟﺋﯾم ھذا اﻟذي ﯾﻘود ﺧطﺎھﺎ إﻟﻰ ھذا اﻟﺟﺣﯾم ؟ ﯾﺎ ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎد  !!!  
 
وﻋﺷت - ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن - أرى اﻟوﺟود أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ظﺎھره اﻟﻣﺷﮭود ..
أﻛﺑر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ، وأﻛﺑر ﻓﻲ ﺗﻌدد ﺟواﻧﺑﮫ .. إﻧﮫ ﻋﺎﻟم اﻟﻐﯾب واﻟﺷﮭﺎدة ﻻ ﻋﺎﻟم
اﻟﺷﮭﺎدة وﺣده . وإﻧﮫ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة، ﻻ ھذه اﻟدﻧﯾﺎ وﺣدھﺎ .. واﻟﻧﺷﺄة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺗدة
ﻓﻲ ﺷﻌﺎب ھذا اﻟﻣدى اﻟﻣﺗطﺎول ..  
واﻟﻣوت ﻟﯾس ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟرﺣﻠﺔ وإﻧﻣﺎ ھو ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق، وﻣﺎ ﯾﻧﺎﻟﮫ اﻹﻧﺳﺎن
ﻣن ﺷﻲء ﻓﻲ ھذه اﻷرض ﻟﯾس ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻛﻠﮫ إﻧﻣﺎ ھو ﻗﺳط ﻣن ذﻟك اﻟﻧﺻﯾب ، وﻣﺎ
ﯾﻔوﺗﮫ ھﻧﺎ ﻣن اﻟﺟزاء ﻻ ﯾﻔوﺗﮫ ھﻧﺎك . ﻓﻼ ظﻠم وﻻ ﺑﺧس وﻻ ﺿﯾﺎع .  
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘطﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ظﮭر ھذا اﻟﻛوﻛب إﻧﻣﺎ ھﻲ رﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛون
ﺣﻲ ﻣﺄﻧوس، وﻋﺎﻟم ﺻدﯾق ودود . ﻛون ذي روح ﺗﺗﻠﻘﻰ وﺗﺳﺗﺟﯾب، وﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ
اﻟﺧﺎﻟق اﻟواﺣد اﻟذي ﺗﺗﺟﮫ إﻟﯾﮫ روح اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ ﺧﺷوع  : ( وͿ ﯾﺳﺟد ﻣن ﻓﻲ
اﻟﺳﻣﺎوات واﻷرض طوﻋﺎ وﻛرھﺎ وظﻼﻟﮭم ﺑﺎﻟﻐدو واﻵﺻﺎل ) .. ( ﺗﺳﺑﺢ ﻟﮫ
اﻟﺳﻣﺎوات اﻟﺳﺑﻊ واﻷرض وﻣن ﻓﯾﮭن، وإن ﻣن ﺷﻲء إﻻ ﯾﺳﺑﺢ ﺑﺣﻣده ) .. أي
راﺣﺔ، وأي ﺳﻌﺔ وأي أﻧس، وأي ﺛﻘﺔ ﯾﻔﯾﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠب ھذا اﻟﺗﺻور اﻟﺷﺎﻣل
اﻟﻛﺎﻣل اﻟﻔﺳﯾﺢ اﻟﺻﺣﯾﺢ ؟  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013