الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

ماذا بعد المؤتمر ؟


                                                                                                                 بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد المؤتمر ؟
تداعت القوة الأرترية بمختلف أطيافها لمؤتمر وطني جامع ضم جل شرائح المجتمع وقواها الحية ، وكان الإعداد له مقبولا ، وقد بذل كل واحد اقصى جهده لنجاحه ، وكانت السلبية التي اعتبرها ( قاتلة ) هي عدم تمكن القوة السياسية الوطنية من تعريف الجماهير بالمؤتمر وأهميته ، فقد عقد المؤتمر وجل الشعب الأرتري لم يسمع به وغالبيته لا تدري برامجه ولا اهدافه ومراميه  .                                                                                     
 ربما لا يكون هذاالكلام مقبولا عند الكثير من المثقفين والكتاب والمهتمين ، وقد يفندون كلامي، ولذلك احب أن اؤكد ان المفوضية كانت تتواصل مع جل المهتمين وخاصة المثقفين ، وقبيلة الصحافة والإعلام ، ومع ضآلة حجمي كانت المفوضية ترسل في إيميلي كل المواد والمنشورات والبيانات والإشعارات ، وشكري لها لا يفيها حقها .
من الأخطاء الجسيمة أن نكرر نفس الخطأ فنخسر :
كنت قبل عقد المؤتمر الجُ في كل المواقع الإعلامية المختلفة وأبحث عن الأحزاب الأرترية ، وقياداتها ن وكوادرها لعلي أظفر بمادة إعلامية عبارة عن فيديوا لا يتجاوز خمس دقائق ، او سطرين في الفيسبوك ، او مادة مختارة في التيوتر ، أو إيميل محول لمئات الإيميلات ،او مقالة تحض الشباب وتوعيهم بالمخاطر ،وتزرع فيهم الأمل ، او مقابلة تلفزيونية تعري النظام وتفضحه ،أو محاضرة في نادي ، او حتى جلسة نقاش في مقهى ، ولكن على حسب علمي كان هذا التواصل ضعيفا لدرجة لا اكاد اصدقها !!! كيف يمكن التعبئة للجماهير وإقناعها بالتغيير ، وأنت لا تتجاوز تعبئتك لمن هم في صفك وتنظيمك ، وهذا لا يحتاج الى تعبئة بل يحتاج الى تثقيف ، ولكن الجماهير هي في حاجة الى التواصل والتعبئة ، والتعرف على من يحمل لواء التغيير ، بل الناس تأنس لمن تعرف ، وتخاف من المجهول .
مالمطلوب بعد المؤتمر ؟ :
في إعتقادي ينبغي هذا الجيش الجرار الذي حضر المؤتمر- وهو قد يفوق ما يمكن ان يجتمع للهقدف لو فكر رئيسُها أن يعقدَ مؤتمرا لحزبه البائد – أن يكون فاعلا وحيويا ، وأن يبدء كل فرد حضر المؤتمر بعكس مادار في ب أهل بيته، وأقربائه ، واهل حيه ، ومدينته ، ومنطقته ، ولا يكفي أن يدعوا بعض المهتمين لإطلاعهم فيما حدث ، ولكن عليه أن يحاول لإقناع المناوئيين ، والمتشككين ، والمترددين ، والخائفين ، وأن يحمل روح التسامح ، والإقناع .
القيادة الجديدة :
لن تهيئَ لكم ظروفا أفضلَ من الحظاتِ الحاضرة ، حيث تحملتم المسؤوليةَ في ظرف  يخدمكم أكثر مما تخدمونه . لا يوجد اليوم شاب ارتري الا وهو يبحث عن مخرج لأزمة بلده ، فإن وجد هذا المخرج عن طريقكم فلن يتردد في اللحاقِ بكم بل قد يسبقكُم في درب التغيير والتضحيات ، والظرف الإقليمي مهيئ بكل شرايينه حيث الثورات والحراك والإنتفاضات ضد الظلم ، والموت من اجل الحرية والعدالة ، والظرف الدولي منشغل عنكم بهمومه الإقتصادية الخانقة ، وفشله الذي شل حركته في كثير من مواقع التماس حول العالم .        
نريد منكم أن تكسبوا ثقة شعبكم وذلك بالثقة فيه أولا ، وتحميله المسؤولية ، وإشراكه في التغيير ، وكلنا نعلم أن هذا الشعب لا يخيب قادته ، ولا يتوانى عن خدمة مبادئه ، ووطنه ، ولن يقبل بمن يريد إذلاله وإهانته .                                                                
نريد منكم أن تظهروا أمام شعبكم بالتشبث ببرنامجكم الذي اتفقتم عليه ، وأن تطبقوه على انفسكم ، فالقيادة روح الشعوب ، والناس على دين ملوكها ، فإن كنتم ديمقراطيون كنا كذلك ، وإن كنتم متسامحون كنا كذلك ، وأن كنتم متفاعلون كنا كذلك .                                  
الإعلام قبل المدافع :
ما اعتقد هذه الجملة تحتاج توضيحا ولا فلسفة ، فضعك من صديقك ، حتى عدوك الذي تريد إسقاطه يحتاج أن تنذره ، وتحذره العواقب ، وأن تسمعه طلقات الكلمات قبل طلقات الرصاص ولذلك لا مفر اليوم من ايجاد كل الوسائل الإعلامية التي تعَلمُ الجميعَ بمشروع التغيير القادم بما في ذلك{ قناة فضائية} تدخل كل بيت وتطمس خزعبلات [الفضائية الأرترية] التي قصرت جل برامجها في التطبيل والتزمير ، ونقل مناظر الشعب المكْرَه وهو يحملُ الحجارةَ ويلهثُ خلفَ لقمة العيش .                                                                              
من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتقدم يتقادم ، وإن كنت إمامي فكن أمامي ، ومن توقف في حراك الحياة دفن تحت التراب ، ومن إستسلم لهواجسه خسر مبادئه ، ومن خاف من عدوه فقد ثقة شعبه ، ومن إنساق وراء شهواته رفع راية إحتقاره ، ومن نسي وطنه قل مقداره ، ومن قادته بطنه خذله عقله ، ومن أكثر النزاع خسر الأوفياء، ومن أكثر العتاب فقد الأحباب .                                            
ننتظر من جميع شعبنا وخاصة الشباب التناقم والتحاور والعمل المتواصل مع من نهضوا للتغيير ، وأفنوا زهرة شبابهم من اجل هذا الوطن ، فالتحية لمن ساهم في إنجاز هذا الأمل الكبير . فالنعمل جميعا من اجل التغيير الإيجابي الذي ينشده شعبنا جميعا .
محمد جمعة ابو الرشيد   
01- ديسمبر-2011م

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013