الجمعة، 28 فبراير 2014

وترجل فارس آخر في منفاه ( وترجل فارس آخر في منفاه )

بسم الله الرحمن الرحيم
وترجل فارس آخر في منفاه
الدكتور/ محمد عثمان ابوبكر عمر حجي زبير . ينتمي الى عد شيخ ، وأمه الى اسرة نائب .
ولد في مدينة حرقيقوا عام 1941م ، وقد بدء حفظ القرآن في صباه حتى ختمه مرتين ، ومن ثم التحق بعد ذلك بمدرسة ( حرقيقوا )
وفي حداثة سنه الذي لم يتجاوز الستة عشرة عاما تحدث حول العدوان الثلاثي على مصر فخرج الطلاب في مظاهرات منددة بالعدوان على مصر ، ومن عشقه لمصر غادر مسقط رأسه متوجها الى السودان ، ومنها الى حلفا ، ولكن لظروف ، وعوائق لم يتمكن من إكمال رحلته ، وعاد الى ارتريا .
 في عام 1958 م أرسل المناضل الكبير / عثمان صالح سبي رحمه الله الدفعة الثانية من الطلاب الى مصر ، وذلك بالتنسيق مع     ( جماعة الإخوان المسلمين في السودان ) ، وفي نفس العام تم انتخابه رئيسا لجمعية ( أبناء سمهر ) في مدينة حرقيقوا ، وعندما تم إنزال العلم الإرتري إجتمع مجموعة من الشباب الإرتري سرا ، وكان فيهم مسلمون ومسيحيون ، وقد قرروا أن يقوموا بمظاهرات ضد المؤامرات الإثيوبية ، وكان لها صدا كبيرا في الداخل والخارج ، وقد شارك في تلك  الفترة في عدد من المناشط السياسية ، وسجن بسبب إعجابه بالزعيم / جمال عبد الناصر ، وإعتباره رئيس العرب والمسلمين ! مما اغضب عليه أتباع هيلي سلاسي .
 في عام 1961م وصل الى مصر عبر السودان الشقيق ، والتحق مباشرة بالأزهر الشريف ، وفي عام 1962 م تم تكليفه من قبل المناضل الكبير / عثمان صالح سبي بالذهاب الى سمهر ، وتأسيس فرع لـ( جبهة التحرير الإرترية ) ، وفي عام 1963م قابل ضمن وفد من الطلاب الأفارقة الرئيس جمال عبد الناصر لطلبات متعلقة بشؤون الطلاب ، وفي نفس العام تم قبوله في جامعة القاهرة      ( كلية التجارة ) التى تركها بعد مضي عامين في مدرجاتها ، والتحق بكلية ( الآداب – قسم التاريخ ) .
رئاسة الإتحاد العام لطلبة ارتريا فرع القاهرة :
في عام 1965م تم تعيينه رئيسا للإتحاد ، واستمر مدة خمس سنوات في الإتحاد إضافة الى تعيينه سكرتيرا لفرع الجبهة ، وفي نفس الفترة ساهم في تأسيس الإتحاد العام لطلبة ارتريا .
إكمال الدراسة الجامعية :
اكمل الإستاذ / محمد عثمان ( رحمه الله ) دراسته الجامعية عام 1972م ، وفي تلك الفترة  كانت قد دبت، واستعرت الخلافات في داخل الثورة الإرترية ، وخاصة جبهة التحرير ، وقوات التحرير الشعبية ، وانقسم الإتحاد العام بين التنظيمين ، وبمساعدة جهات إقليمية تمكن الطلاب التابعين لقوات التحرير الشعبية من عقد مؤتمر (لإتحاد عام لطلبة ارتريا )  تابع لقوات التحرير الشعبية ، وانتخب فيها / محمد عثمان ابوبكر رئيسا ، وبعد حوارات في وسط القطاعات الطلابية في عدد من الدول العربية تم الإتفاق بين الطلاب على إيجاد ( الإتحاد العام لطلبة ارتريا )وذلك بغض النظر عن توجهاتهم السياسية ، وقد تم إنعقاده في بغداد ، وكان الأستاذ رحمه الله من ضمن الذين بذلوا جهدا مقدرا على تجميع الحركة الطلابية في كيان موحد .
التفرغ لقوات التحرير الشعبية :
اصبح ممثلا شخصيا لعثمان صالح سبي ، حيث كلفه بإيصال رسائل ، وبناء علاقات مع أحزاب وجمعيات ، وشخصيات اروبية ،وعربية ، واسيوية ، ومن ثم أصبح ممثلا لقوات التحرير الشعبية في دول الخليج ، وتمكن من تأمين دعم كبير للثورة ، وكذلك إيجاد منح للطلاب في مجالات مختلفة ، وجهد إعلامي كبير في أغلب الوسائل التي كانت متاحة آنذاك .
حيث استطاع أن يقيم علاقات أوصلته إلى رؤساء دول خليجية ، وعربية مثل الملك الراحل/ خالد بن عبد العزيز، ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد ، وأمير دولة البحرين الشيخ / عسى بن حمد آل خليفة، وأمير دولة الكويت/ الشيخ جابر الصباح.بالإضافة الى الرئيس السوداني آنذك / جعفر محمد نميري ، والرئيس المصري / محمد أنور السادات ، وأمير دولة قطر السابق الشيخ / خليفة بن حمد آل ثاني ..
الإستقلال والعودة الى ارتريا :
عاد السيد / محمد عثمان ابوبكر الى ارتريا بعد الإستقلال ، وقد واجه من لحظة دخوله معاملة غريبة ، طلب منه ملئ إستمارة المطار بالتجرنية ، ولم يستطع مقابلة أسياس أفورقي ! الا بعد مماطلات كثيرة ،وواسطات عديدة ! بل شعر بكثير من الإهانة بسبب معاملة بعض الأشخاص الذين كانوا في ارحام أمهاتهم يوم كان يغامر من اجل الوطن بحياته ! ومن ثم بدء بعض الإعتراضات ، والحديث حول إنحراف هدف الثوار الذين ناضلوا من اجل كرامة الإنسالن الإرتري ! وفي عام 1995م وأثناء توجهه الى المطار للسفر خارج البلاد وجد أسمه موضوعا في قائمة الممنوعين من السفر، وطلب منه مقابلة وزير الداخلية آنذك ، وكانت التهم بأنه بدء يصف النظام بأنه تسيطر فيه طائفة واحدة من المجتمع الإرتري  ، وبعد أن اخبرهم أنه لا ينوي ممارسة العمل السياسي سمح له بالسفر ، وكان هذا التاريخ آخرعهد ببلده التى ناضل من اجلها منذوا نعومة أظافره .
مواصلة الدراسة والنضال :
 لم يمنعه تقدم السن ، ولا كثرة الأمراض من مواصلة دراسته في الماجستير، والدكتوراة ، والبحوث ، والدراسات ، والتأليف ، وذلك عبر مركز الأبحاث الذي أنشأه في القاهرة ، كما واصل في العودة الى المسار السياسي ، حيث شارك في مؤتمر التحالف في عام 2002م وأصبح مسؤولا للعلاقات الخارجية بالتحالف المعارض، وظل يواصل على اداء رسالته الوطنية بالمطالبة بالحريات ، والعدالة ، وحقوق الإنسان ، ودولة القانون ، وهي نفس المطالب التى قدمها لأسياس افورقي بعد التحريرأثناء مقابلته له ، وقد إستقر في السنوات الأخيرة  في منفاه المؤقت بلندن إلى أن وافته المنية صباح امس الأحد بعد معاناة مع المرض، وسيتم دفنه بجوار بعض رفاق دربه الذين مضوا قبله ! وذلك في مقبرة السلام بضواحي لندن. 
رحم الله الدكتور / محمد عثمان ابوبكر ، ونسال الله ان يتقبل منه ما قدم من اجل تحرير بلده من الإستعمار الإثيوبي ، وماقام به بعد التحرير من الجهودلإقامة  دولة العدل والقانون ، وأن يرفع درجته في عليين ، وأن يحشره مع الشهداء والصالحين .
محمد جمعة ابو الرشيد

24/ فبراير/ 2014م

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013