بسم الله
الرحمن الرحيم
الدكتور/
محمد عثمان ابوبكر عمر حجي زبير . ينتمي الى عد شيخ ، وأمه الى اسرة نائب .
ولد في
مدينة حرقيقوا عام 1941م ، وقد بدء حفظ القرآن في صباه حتى ختمه مرتين ، ومن ثم
التحق بعد ذلك بمدرسة ( حرقيقوا )
وفي حداثة
سنه الذي لم يتجاوز الستة عشرة عاما تحدث حول العدوان الثلاثي على مصر فخرج الطلاب
في مظاهرات منددة بالعدوان على مصر ، ومن عشقه لمصر غادر مسقط رأسه متوجها الى
السودان ، ومنها الى حلفا ، ولكن لظروف ، وعوائق لم يتمكن من إكمال رحلته ، وعاد
الى ارتريا .
في عام 1958 م أرسل المناضل الكبير / عثمان صالح
سبي رحمه الله الدفعة الثانية من الطلاب الى مصر ، وذلك بالتنسيق مع (
جماعة الإخوان المسلمين في السودان ) ، وفي نفس العام تم انتخابه رئيسا لجمعية (
أبناء سمهر ) في مدينة حرقيقوا ، وعندما تم إنزال العلم الإرتري إجتمع مجموعة من
الشباب الإرتري سرا ، وكان فيهم مسلمون ومسيحيون ، وقد قرروا أن يقوموا بمظاهرات
ضد المؤامرات الإثيوبية ، وكان لها صدا كبيرا في الداخل والخارج ، وقد شارك في
تلك الفترة في عدد من المناشط السياسية ،
وسجن بسبب إعجابه بالزعيم / جمال عبد الناصر ، وإعتباره رئيس العرب والمسلمين !
مما اغضب عليه أتباع هيلي سلاسي .
في عام 1961م وصل الى مصر عبر السودان الشقيق ،
والتحق مباشرة بالأزهر الشريف ، وفي عام 1962 م تم تكليفه من قبل المناضل الكبير /
عثمان صالح سبي بالذهاب الى سمهر ، وتأسيس فرع لـ( جبهة التحرير الإرترية ) ، وفي
عام 1963م قابل ضمن وفد من الطلاب الأفارقة الرئيس جمال عبد الناصر لطلبات متعلقة
بشؤون الطلاب ، وفي نفس العام تم قبوله في جامعة القاهرة (
كلية التجارة ) التى تركها بعد مضي عامين في مدرجاتها ، والتحق بكلية ( الآداب –
قسم التاريخ ) .
رئاسة الإتحاد العام لطلبة ارتريا فرع القاهرة :
في عام
1965م تم تعيينه رئيسا للإتحاد ، واستمر مدة خمس سنوات في الإتحاد إضافة الى
تعيينه سكرتيرا لفرع الجبهة ، وفي نفس الفترة ساهم في تأسيس الإتحاد العام لطلبة
ارتريا .
إكمال الدراسة الجامعية :
اكمل
الإستاذ / محمد عثمان ( رحمه الله ) دراسته الجامعية عام 1972م ، وفي تلك الفترة كانت قد دبت، واستعرت الخلافات في داخل الثورة
الإرترية ، وخاصة جبهة التحرير ، وقوات التحرير الشعبية ، وانقسم الإتحاد العام
بين التنظيمين ، وبمساعدة جهات إقليمية تمكن الطلاب التابعين لقوات التحرير الشعبية
من عقد مؤتمر (لإتحاد عام لطلبة ارتريا )
تابع لقوات التحرير الشعبية ، وانتخب فيها / محمد عثمان ابوبكر رئيسا ،
وبعد حوارات في وسط القطاعات الطلابية في عدد من الدول العربية تم الإتفاق بين
الطلاب على إيجاد ( الإتحاد العام لطلبة ارتريا )وذلك بغض النظر عن توجهاتهم
السياسية ، وقد تم إنعقاده في بغداد ، وكان الأستاذ رحمه الله من ضمن الذين بذلوا
جهدا مقدرا على تجميع الحركة الطلابية في كيان موحد .
التفرغ لقوات التحرير الشعبية :
اصبح
ممثلا شخصيا لعثمان صالح سبي ، حيث كلفه بإيصال رسائل ، وبناء علاقات مع أحزاب وجمعيات
، وشخصيات اروبية ،وعربية ، واسيوية ، ومن ثم أصبح ممثلا لقوات التحرير الشعبية في
دول الخليج ، وتمكن من تأمين دعم كبير للثورة ، وكذلك إيجاد منح للطلاب في مجالات
مختلفة ، وجهد إعلامي كبير في أغلب الوسائل التي كانت متاحة آنذاك .
حيث استطاع أن يقيم علاقات أوصلته إلى رؤساء دول خليجية ، وعربية مثل
الملك الراحل/ خالد بن عبد العزيز، ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد ، وأمير دولة البحرين
الشيخ / عسى بن حمد آل خليفة، وأمير دولة الكويت/ الشيخ جابر الصباح.بالإضافة الى
الرئيس السوداني آنذك / جعفر محمد نميري ، والرئيس المصري / محمد أنور السادات ، وأمير
دولة قطر السابق الشيخ / خليفة بن حمد آل ثاني ..
الإستقلال والعودة الى ارتريا :
عاد
السيد / محمد عثمان ابوبكر الى ارتريا بعد الإستقلال ، وقد واجه من لحظة دخوله
معاملة غريبة ، طلب منه ملئ إستمارة المطار بالتجرنية ، ولم يستطع مقابلة أسياس
أفورقي ! الا بعد مماطلات كثيرة ،وواسطات عديدة ! بل شعر بكثير من الإهانة بسبب
معاملة بعض الأشخاص الذين كانوا في ارحام أمهاتهم يوم كان يغامر من اجل الوطن
بحياته ! ومن ثم بدء بعض الإعتراضات ، والحديث حول إنحراف هدف الثوار الذين ناضلوا
من اجل كرامة الإنسالن الإرتري ! وفي عام 1995م وأثناء توجهه الى المطار للسفر
خارج البلاد وجد أسمه موضوعا في قائمة الممنوعين من السفر، وطلب منه مقابلة وزير
الداخلية آنذك ، وكانت التهم بأنه بدء يصف النظام بأنه تسيطر فيه طائفة واحدة من
المجتمع الإرتري ، وبعد أن اخبرهم أنه لا
ينوي ممارسة العمل السياسي سمح له بالسفر ، وكان هذا التاريخ آخرعهد ببلده التى
ناضل من اجلها منذوا نعومة أظافره .
مواصلة الدراسة والنضال :
لم يمنعه تقدم السن ، ولا كثرة الأمراض من مواصلة
دراسته في الماجستير، والدكتوراة ، والبحوث ، والدراسات ، والتأليف ، وذلك عبر
مركز الأبحاث الذي أنشأه في القاهرة ، كما واصل في العودة الى المسار السياسي ،
حيث شارك في مؤتمر التحالف في عام 2002م وأصبح مسؤولا
للعلاقات الخارجية بالتحالف المعارض، وظل يواصل على اداء رسالته الوطنية بالمطالبة
بالحريات ، والعدالة ، وحقوق الإنسان ، ودولة القانون ، وهي نفس المطالب التى قدمها
لأسياس افورقي بعد التحريرأثناء مقابلته له ، وقد إستقر في السنوات الأخيرة في منفاه المؤقت بلندن إلى أن وافته المنية صباح
امس الأحد بعد معاناة مع المرض، وسيتم دفنه بجوار بعض رفاق دربه الذين مضوا قبله !
وذلك في مقبرة السلام بضواحي لندن.
رحم الله
الدكتور / محمد عثمان ابوبكر ، ونسال الله ان يتقبل منه ما قدم من اجل تحرير بلده
من الإستعمار الإثيوبي ، وماقام به بعد التحرير من الجهودلإقامة دولة العدل والقانون ، وأن يرفع درجته في عليين
، وأن يحشره مع الشهداء والصالحين .
محمد
جمعة ابو الرشيد
24/
فبراير/ 2014م
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق