الجمعة، 28 فبراير 2014

كلمة خاصة للشباب الارتري :





كلمة خاصة للشباب الارتري :


إن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها، ذلك لأن مرحلة الشباب هي مرحلة النشاط والطاقة والعطاء المتدفق، لما يتمتعون به من قوة عقلية وبدنية ونفسية فائقة يحملون لواء الدفاع عن الوطن حال الحرب، ويسعون في البناء والتنمية في أثناء السلم، وذلك لقدرتهم علي التكيف مع مستجدات الأمور ومستحدثات الخطوب في مختلف المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، فالمرونة مع الإرادة القوية والعزيمة الصلبة والمثابرة من أبرز خصائص مرحلة الشباب .
لذلك اعتمدت فيهم كل مشاريع التغيير الإصلاحية ، وكل الثورات الفتية ، وكل النهضات الصاعدة .
وقد اعتنى الإسلام بالشباب عناية فائقة ووجههم توجيها سديدا نحو البناء والنماء والخير، وقد وظفهم النبي - عليه الصلاة والسلام - لنشر الدعوة ، والجهاد في سبيلها ، وإقامة الحق ،والعدل في الارض.
بدء بعرض الدعوة على على - كرم الله وجهه- ، ثم جعل مقر الدعوة بيت الأرقم بن ابي الأرقم ، ثم عقد لواء لأسامة بن زيد ، وأمر ابا عبد الله الثقفي على وفد ثقيف ، وأشرك اسماء في الهجرة ، وتم الاستقبال الجماهيري الحاشد عند دخوله المدينة بإنشاء من الفتيات اليافعات ، ثم اشتركن الفتيات بعد ذلك في العمل الخيري والصحي ، والاجتماعي ، 
والجهادي . 

أيها الشباب الارتري : 
لا يغويكم الشيطان فيقول لكم هولاء صحابة ، وتربوا على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اين انتم منهم ؟ واعلموا ان نبينا لم يرب ملائكة معصومين ، ولكن كان يربي بشرا يخطئون ، ويصيبون ، ولكنهم اقبلوا على الاسلام فتعلموه ، وملئوا به قلوبهم ، وتحركت به جوارحهم ، وجعلوه همهم ، ولم يكن كل واحد منهم ينتظر البذل ، والتضحية من غيره !!! بل كان كل واحد منهم مثال للثبات ، والتجرد ، والتضحية ، والإيثار .
فلم تمض سنوات قليلة الا خرجوا بهذا الدين العظيم من مجاهل الصحراء الصماء الى فجاج الارض الرحباء، ولم يكن خروجهم صولة في نزهة ، او طلبا لمنفعة ، ولكن كان تركا للوطن ، والأهل ، والراحة ، والسلامة .
أيها الشباب الارتري العظيم : 
أيها الشباب الارتري الحصيف لا تسمع للقلة المثبطة التى سلمت نفسها لمن يسلب كرامتها وعزها ، فهؤلاء قوم ألفوا الهوان ، وعشقوا العبودية ، وسيظل شعارهم ( المستبدون هم السادة وغيرهم العبيد ! ) ، فلا تركنوا لهولاء وأبواقهم ، وشيطانهم .
كما لا تصغوا الى دعاة الفرقة ، والشتات ، وتفتيت الأوطان ، لا تصغوا الى انهزامي فقد الأمل فرجع يطنطن بالقبيلة ، والمنطقة ، من غير ان يحمر وجهه خجلا ! كيف فارق الدفاع عن الدين كأكبر شرف يرزقه الله لعباده المؤمنين ، او الدفاع عن الوطن الذي لا يحمله همه الا شخص كبير النفس .
أيها الشباب الطموح :
أتعجب من بعض الشباب العاجز الذي جلس يشتم في آبائه من قادة التنظيمات الذين يبذلوا الجهد على قدر طاقتهم ، ومقدراتهم ، وبدلا من ان يحمل هولاء عنهم المسؤوليات ، يظل يتهمهم بانهم طلاب سلطة ، وسيادته يرغب ان يأتِ اليه الناس وتبوس رجله ورأسه من اجل ان يتولى المسؤولية ! .

والبعض كره الالتزامات بالمال ، والوقت ! فهرب من الاعمال التنظيمية الجادة وجعل نضاله سب وشتم العاملين ، وتتبع أخطائهم ! بينما هو ضعك من ان يخطئ ،... هو لم يتحرك اصلا من فراشه ، ولم يفارق رشف القهوة ، وأكل الثريد .
والبعض لا يفرق بين الحلم ، والعمل ، ويظل يحاسب الناس على أحلامه وأمانيه ، وخططه ، وبطولاته التى رسمها في مخيلته .
أيها الشباب الارتري :
شعبكم ينتظر تضحياتكم ، ويتوقع منكم ان تفعلوا ما فعل آباؤكم ، يريد منكم الأفعال لا الأقوال ، يريد منكم ان تناضلوا ضد هذا النظام ، وتتظاهروا ضده ، وقد انتظرتم طويلا ، وخاطبتم النظام طويلا ، وتظاهرتم كثيرا ، وكتبتم كثيرا ، ولكن النظام اعتبر صبركم ضعفا ، وسكوتكم رضا ! 
قوموا وأعدوا العدة ، وتجمعوا في صف واحد ، واتقذوا شعبكم من هذا الاستبداد المقيت .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013