الجمعة، 28 فبراير 2014

المــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــرة

المــــــــــــــــــــــــــــــوت عبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
تنفخ الروح في البدن ، ويكتب للإنسان اجله ... ومن رحمة الله أخفى علينا لحظة الموت ، ولكنه اخبرنا بأنها لحظة ( حتمية ) لابد من حدوثها ! اما متى ؟ وكيف ؟ وأين ؟ فالله وحده مدبر هذا الامر ، وما على ملك الموت الا تنفيذ أوامر الله بدقة .
عندما يولد الانسان لا يعرف ما معنى الموت ؟ ولكن سخر له من يخاف عليه الموت والضرر ( والديه ) .

وعندما يعقل يعلم الأضرار ، وان فيها ماهو مفض الى الموت فيخاف ويحذر !
وهكذا تصبح قضية الموت عنده حقيقة مسلمة ، وفرضية حتمية لامفر منها لمخلوق ابدا !
بل يرى كل شيء امام نظاريه ..... نجم ينتهي اجله فيتهاوى ، وورقة تذبل فتسقط ، وحيوان يذبح فيشخط ، ونبتة تعطش فتنشف ، ونهر يقل فينضب ، وإنسان يحين اجله فيشهق !
ومع مشاهدته لذلك لكنه يتعامى عنه ويركز بصره في النجوم المتلألئة ، والورود المتفتحة ، والبهائم الغادية والرائحة ، والأنهار المتدفقة الجارية ، والقصور الشاهقة ، والأموال المكنزة !

وهو يعلم ان للإنسان حياتين .
حاضرة هي عبارة عن ممر يوصل الى دار القرار ، ودار عمل يوصل الى دار الراحة والرضوان ، ولكن واسفاه نحن لا نسير في الطريق الموصل الى الجنة ، ولكن الطريق الموصل الى النار ، ولسنا نجتهد في عمل يوصلنا الى دار النعيم والقرار ! ولكن رضينا بنكد الحياة ، ومكابدتها ، والتنافس فيها ، والتقاتل فيها ، والتباغض فيها والخصام ! ونسينا انها مجرد دار ( عمل صالح ) تملأ فيها صحيفتك بالحسنات ، وبنك الآخرة بالريالات ، وتؤمن هذه الأرصدة بالإخلاص ، وتحرسها بخوف مراقبة الرحمن .
وبينما الانسان يكبر وهو متغافل عن المصير المحتوم ... تكبر معه شهواته ، ورغباته ، وتشتد دوافعه نحو امتلاك الدنيا ، والتمتع بزهرتها ، ولكن في نفس الوقت كلما اختلف ليل ونهار شطب من عمره ماذهب من دقائق وثواني تلك الليل او النهار ، ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولا ( ثانية واحدة ) بل يمض الوقت في زحمة الحياة كانه برق لامع ، او لحظة ضوء ساطع ! واذا فجأة .... يحاول ان يقف فلا يستطيع ، يحاول يتناول شيء فلا يستطيع ، يحاول يتكلم فلا يستطيع .... يبدء في هذه اللحظة فقط يتذكر انها لحظة ( الرحيل ) ويتمنى يتمنى لو تنفع الأماني ان يمنح ولو عام واحد ! ولو شهر واحد ! ولو ساعة واحدة ! ولو دقيقة واحدة ! وربما طمح في ثانية واحدة ! ولكن هيهات ... انها لحظة حاسمة ..... ااااه يا دنيا ! الان يبدء يذمها ! كيف سرقت عمري ؟ كيف شغلتني عن ربي ؟ كيف الهيتني عن ذكر ربي ؟ وكلما خار الجسد شعر بالضعف ! تذكر الان بقوة وحرارة نداء الكبير المتعال . يارب .
يارب . يارب .

واذا كان القلب ليس فيه الا هم الدنيا قال : ( المال .. المال ... المال ) ، ولكن للأسف مالك الان الذي في بنك الأخرة ! اما بنوك الدنيا فما تركته فيها من حلال سوف تحاسب عليه ، وما جمعته من حرام سوف تعذب عليه .

الموت عبرة فلا تغفل

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013