الجمعة، 28 فبراير 2014

مجتمعاتنا تفتقد التسامح .




مجتمعاتنا تفتقد التسامح .

قبل قدومي الى أروبا كانت كل تصوراتي نابعة من قراءات ، ودروس المشايخ ، وتكون عندي انها بلاد الانحلال الأخلاقي ، وحضارة المتع ، والشهوات ، وعندما نزلت في اول مطار ، اردت الصلاة فبحث عن ركن أصلى فيه ، فسألني عامل النظافة ... هل استطيع أخدمك بشيء ؟ فقلت لا : فقط اريد أصلى ! فقال : هناك مسجد في الطابق الأسفل ! ولمادخلت هناك وجدت مجموعة من موظفي المطار يصلون ! ومن ذلك اليوم ما دخلت مدينة ولا قرية الا وجدت فيها مسجد ، ومازرت مستشفى الا وجدت فيه مسجد ، وعملت مدة كمرشد روحي للسجناء المسلمين ، ووجدت كل ما يتعلق بدينهم مجهز لهم ، ومتاح ، واليوم كنت في زيارة للأستاذ / سلطان عمر في المستشفى ، فلما رايت صلاة العشاء في المسجد فاتت على ، سالت الاستقبال اين مكان الصلاة فدلوني عليه ، فوجدت مسجد كبير مقسم بين الرجال والنساء .
وعادة تكون أماكن الصلاة مخصصة لجميع الديانات ، مثل اليهودية ، والمسيحية ، والبوذية ، ولكن بحمد الله تعالى لا يستخدمها الا المسلمون باعتباره دين فاعل ، ونشط .
والغريب في الامر ! ان تلك الامم المتنازعة في بلادها تتعايش هنا من غير اي مشكلة ، ولا حساسية ، تجد في العمل المسلم الهندي ، والسيخي معا ، والمسلم العربي واليهوي معا ، والنيبالي ، والتيمالي مع بعض ، والسني والشيعي مع بعض ، وأبناء وطن واحد متناحر يعملون ، ويمارسون حياتهم مع بعض ! 
لقد صَلَّيْت بالطلاب في الثانويات ، والجامعات ، وبالاطباء في المستشفيات ، ولا تجد لا مشكلة قطرية ، ولا مذهبية .
المرأة المسلمة عندنا هنا تقود سيارتها بنقابها ، بل تعلم قيادة السيارة بنفس الملابس ، وحتى الفساد اذا كنت تحافظ على دينك ، وخلقك لا يتعرض اليك احد ! تخرج الفتاة الى مدرستها ، او عملها وترجع من غير ان يتكلم معها اي رجل ! 
هذه بعض الإيجابيات التى نحتاجها في مجتمعاتنا ، ولست أتحدث على الفرق الكبير الذي بيننا وبينهم في النظام ، وحب العمل وإتقانه ، والنظافة ، والصدق ، وأداء الامانة .

كل ما قصدته بهذا البوست هي نقطة واحدة . نحتاج الى التسامح أيها الأخوة ، والله لن نجنى اي شيء من التعصب الا الخراب والدمار . 
فتمسكك بدينك ، وعاداتك ، وتقاليدك لا يعني إلغاء الاخر حتى لو كنت تعلم بطلان ما يعتقد ، وهذا توجيه الكتاب والسنة الذان جاءا موجهان للمؤمنين الى قيمة العدل ، والتسامح فقل ( لكم دينكم ولي دين ) ولا تقل: لي حقي ولكم باطلكم. 
فالمؤمن حسن القول جميل الفعال ، وهو عنوان العدل والتسامح .
فاجذبوا اليكم قلوب الناس بالحب . وانزعوا منهم الكراهية بالعدل ، واشعروهم بقيمتهم العالية بتواضعكم الرفيع .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013