صفحات بسيطة من تاريخنا
((( 8 )))
في التاسع من شهر / ابريل / 1949م قدم الى الامم
المتحدة مشروع ( beven Suforz
) وهو المشروع القاضي بتقسيم ارتريابين
السودان وارتريا .
وكانت الدول الأربع التى تحملت حل مشكلة ارتريا
قد عجزت تماماً عن الوصول الى قرار مشترك يقبله الشعب الارتري ! وهيالدول المتصارعة
والمنقسمة بين قطبي المعسكر الشرقي والغربي ( امريكا . السوفييت . بريطانيا . فرنسا
) .
ولم يكن سبب الانقسام مصالح تلك الدول فقط ولكن
صراع النخب الارترية آنذاك بين حزب غالبيته مسيحية تدعوا الى الانضمامالى اثيوبيا ،
ورابطة اسلامية تدعوا الى الاستقلال الفوري ووحدة البلاد ، وقلة قليلة تطالب بالوصاية
الإيطالية على البلاد .
وبعد هذا المشروع التقسيمي ، وحدوث حوادث جسام
استشعرت النخب الداعية الى الاستقلال بخطورة الموقف وتداعت لتكوين (الكتلة الاستقلالية
) وذلك في شهر يونيوا من نفس العام ... ولكن نسبة لعدم الثقة المتوافرة فيما بينها والانسجام المعقول ،والتدخلات العنيفة من الاندنت
، والممارسات العنيفة للبلطجية ( شفتا ) ، والدعم اللامحدود من القوى الإقليمية والدولية
تشتت تلكالقوى وتبعثرت وضاعت صيحات الشيخ / ابراهيم سلطان رحمه الله في ردهات الامم
المتحدة في ادابير تلك الصراعاتالمتشابكة .
وفي ظل تلك الصراعات اتخذت الامم المتحدة قرارا
بإرسال ( لجنة لتقصي الحقائق ) ... وما حصل لتلك اللجنة دروس ينبغي اننقف عندها طويلا
... لان اثيوبيا وحلفاؤها قد قرروا تشويه مهمة تلك اللجنة وكان ما كان حيث تبنت الامم المتحدة مشروع قرارفدرالي يربط ارتريا
بإثيوبيا وذلك لاعتبارات ثلاث استند عليها القرار وهي :
١- رغبة سكان ارتريا المراعى فيها رغبة مختلف المجموعات العرقية والطائفية.
٢- مصالح السلام والأمن في شرق افريقيا .
٣- حقوق اثيوبيا ومطالبها ، وحاجتها الى منفذ بحري .
وقد صدر القرار الشهير الذي رقمه ( ٣٩٠ أ( ٥ ) .
وسمي بقانون الاتحاد الفدرالي وتضمن ( ١٥ ) مادة
... والغريب في الامر لو سالت الكثير من الارتريين عن مضمون تلك الموادلا يعلمون عنها
شيئا !!
وقد يكون عدم الاهتمام بها رفضها من حيث المبدء
آنذاك وفي كل مراحل النضال الوطني .
~~~ وايضاً لا يعلم الكثير من الارتريين كيف تم تطبيق تلك المواد ؟ وكيف
تكونت إدارته ؟ ومن هي الأطراف الارترية التىاستفادت منه ؟
وارجوا من كل من يعمل في الحقل السياسي والقانوني
والحقوقي ان يلم بتفاصيل تلك الحقبة ، وكيف تمكنت اثيوبيا من التسلل فيحياتنا من اجل
الحصول على منفذ بحري ؟ وكيف ظل السودان زاهدا متراخيا كعادته منذوا قديم ... فالإلمام
بتاريخ تلك الحقبة ،وهضم مراحل الكفاح المسلح ، وكيف تمكن افورقي من الاستئثار بالسلطة
؟
اذن ينبغي ان نقف في محطاتنا التاريخية ونستخلص
منها العبر لحاضرنا المعقد والذي لا يخلوا من تدخلات وأطماع خفيةوظاهرة
.
محمد جمعة ابو الرشيد
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق