الثلاثاء، 6 مارس 2012

أين المسلمون من إخوانهم؟؟


Bookmark and Share

أين المسلمون من إخوانهم؟؟

 

أ.حسن عبد الحميد 
صحفي و كاتب سوداني
2011-12-10

تعاني بعض شعوب العالم الإسلامي ـ خاصة الموجودة منها في إفريقياـ من آثار الكوارث الطبيعية والجفاف وظلم بني الإنسان لبعضه البعض؛ مما ينعكس سلبا على حياة الشعوب والمجموعات بهذه المناطق.. والحال بهذه القتامة؛ قامت بعض المنظمات الخيرية لترفع عن كاهل الإنسان بعض الضير الذي وقع به خاصة النساء والمسنين والأطفال والمعوقين. وفي سانحة انتهزناها أثناء زيارته للخرطوم.. التقينا بالأستاذ سلطان عمر محمد المدير التنفيذي لمنظمة إيثار الخيرية البريطانية المنشأ الإفريقية التوجه والاهتمامات.. وهو شاب يتدفق حيوية ونشاطا ومهموم بقضايا الإنسان الإفريقي خاصة في دول القرن الإفريقي التي تعاني الكثير من المصائب والكوارث.
الأستاذ سلطان تحدث بألم وإشفاق عن الأحوال المأساوية التي يعيشها اللاجئين والنازحين الأرتريين بشرق السودان.. وأضاف بحسرة أن المنظمات الدولية الطوعية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظماتها قد رفعت أيديها عن تقديم المساعدة لأهلنا اللاجئين الأرتريين هناك، وبقيت منظمات قليلة ـ جزاها الله خيرا ـ لكن مساعداتها لا تكاد تفي بعشر ما يحتاجه أهلنا هناك، وأحزنني كثيرا حينما صرّح بأن كمية المساعدات التي تصل لأهلنا اللاجئين الأرتريين لا تفي بإطعامهم لثلاثة أيام فقط، وعليهم أن يقضوا تسعة أعشار شهرهم في صيام مستمر.. ثم تساءل متحسرا: لماذا اهتم العالم بالمجاعة في الصومال ولم يهتم بأهلنا اللاجئين الأرتريين إلى شرق السودان وغيره من دول الجوار.
على أن المرء يجب أن يشكر أهلنا في السودان حكومة وشعبا على الجهود التي بذلوها على مختلف العهود والأنظمة في نصرة أخوانهم الأرتريين الذين تقاسموا معهم لقمة العيش ووجدوا المأوى والنصرة.. هكذا يضيف الأستاذ سلطان في فخر وهو يتحدث عن جهود السودان لدعم أهله الأرتريين.
وعن مجال التعليم الذي تأتي أهميته مباشرة بعد الإغاثة؛ يستغرب الأستاذ سلطان ألا تكون هناك مدارس كافية للاجئين الأرتريين في معسكراتا اللجوء؛ والموجود منها على قلتها يتسرب منها الطلاب ولا يصل إلى نهاية مرحلة الأساس إلا حوالي عُشر الطلاب فقط. أما المدارس الثانوية فلا وجود لها ألبتة.. مما يعني حرمان أجيال من إكمال التعليم العام دعك من التعليم الجامعي الذي كانوا يتمتعون به فيما مضى ولكنه اليوم أصبح من الأحلام المستحيلة لدى الغالبية.
والمعوّل أساسا ليس على الأمم المتحدة ومنظماتها؛ فهذه كما صرّح لهم أحد المسئوليين ميزانية وقود سياراتهم ومخصصات موظفيهم هناك تفوق ما يُقدم من مساعدات. ولكن المعول الحقيقي على أهلنا في العالم الإسلامي.. أين هم من إخوانهم.. وختم حديثه بأنه متأكد أن ما يُلقى في القمامة خلال موسم الحج فقط كافٍ لإطعام آلاف الأسر هناك وسد حاجتها للطعام.. ثم أرسل نداءً حارا للمسلمين في كل مكان : أن أغيثوا إخوانكم فهم يحتاجون إليكم.
وتسعى منظمة إيثار الخيرية ـ قدر استطاعتها ـ أن تسد قدرا كبيرا من الاحتياجات العاجلة هناك.. ولكن الاحتياجات كثيرة وتحتاج لتضافر جميع الجهود.
منقول من شبكة المشكاة

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013