الاثنين، 20 فبراير 2012

المبادرة الفردية في العمل الجماعي


 بسم الله الرحمن الرحيم
المبادرة الفردية في العمل الجماعي (2/1)
د. حامد محمد إدريس محمد
من العوامل المهمة في ارتقاء العمل الجماعي كماً ونوعاً وجودةً انفعال أفراده بمبادرات ذاتية ، تجتهد في دعمه بكل جهد فكري إبداعي، ينضج لدى صاحبه ، ثم يتحول بالمبادرة إلى مشروع لصالح الجماعة ، قابل للدراسة الجماعية والتقييم، بهدف تحويله – إن كان صالحا – من رؤية فردية إلى موقف جماعي ، تتبناه الجماعة لتحقيق إنجازات معنوية، أو مادية. فكم من مبادرة فردية أدت إلى تحرير أوطان ، وكم من مبادرة صغيرة أصبحت مشروعاً خالداً للأمة، وكم من مبادرة شخصية أطاحت بعروش السلاطين الجائرة.. ولبيان هذه الحقيقة كانت هذه الدراسة التي تدعو الأفراد إلى تقديم مبادرات صادقة لصالح الأمة لعل الله يكتب لها القبول لدى الناس والانتفاع ، وتدعو الجماعة للاعتناء بمبادرات الأفراد تقديراً ودراسةً وتحفيزاً وقبولاً .
تعريفالمبادرة الذاتية:
المبادرة لغةً :
وردت مادة (المبادرة ) في اللغة العربية دالة على المسابقة والمسارعة والاكتمال، فبدر القمر بدرا معناه اكتمل. وبادرفلان بدورا إلى الشيء معناه أسرع . ويقال بدر إلى الزرع أي بكر به أول الزمان ، وبادر إلى الشيء مبادرة وبدارا أسرع إليه [1]. والمقصود هنا أنه سبق غيره من المتأخرين في الأمر الذي كان متاحا للجميع وكان مطلوبا من الجميع فعله، والدلالة اللغوية للكلمة تتسع لاستيعاب هذا المعنى .
المبادرة اصطلاحًا :
ومع استصحاب الدلالة اللغوية يمكن تعريف المبادرة الذاتية إصطلاحا بأنها: (المسابقة على الخير؛ فكرا أو قولا أوفعلا، ناتجة عن انفعال ذاتي؛ يترجم إلى عمل مثمر، لصالح الأمة تضيف به خيرا ، أو تتقي به شرًا. )
صور تقديم المبادرة :
قد تكون هذه المبادرة تصدر من الإنسان بإرادة ذاتية، أو تستجيب نفسه لطلب جهة أخرى للقيام بواجب عام غير متعين على شخص بعينه، وإنما هو متاح لكل المتسابقين الراغبين، وقد تقدم إلى الجهة المعنية رأيا شفويا ، وقد تقدم دراسة علمية مكتوبة، وقد تقدم موقفا، وقد تكون إنتاجا فنيا ؛ من شعر ومسرح ورسم ، وقد تكون المبادرة مالا داعما للعمل العام، أو قد تكون خلافة بخير في الأهل والولد لمن غاب عنهم انشغالا بواجب عام كالجهاد في سبيل الله، وقد تكون تضحية بالنفس استشهادا، ويمكن أن تأتي من علماء كبار، كما يمكن أن تأتي من طلاب علم ، ويمكن أن تقدم من شخص عادي ؛ كادح لقوت أسرته يستفزه موقف فيقدم للجماعة مبادرة نافعة .. وبناء على ذلك تشمل المبادرة الذاتية كل أبواب الخير ؛ التي تتطلب إضافة فردية إيجابية دعما لجهود الجماعة للقيام بالواجب العام سواء كانت الجماعة مؤسسة دعوية ، أو جمعية خيرية ، أو تنظيما سياسيا ودعويا، وقد تكون الجماعة دولة ونظامها السياسي وسلطتها الحاكمة . فكل هؤلاء مفتقرون إلى مبادرات الأفراد الإيجابية لاستقامة عملهم ونجاحه.
شرعية المبادرة :
لا يريد الشرع الحنيف من الأفراد أن يكون حسهم جامدا، وإنما يطلب منهم السعي الدائم للتفكير الإيجابي المنتج عملا، أو موقفا يتصف بالسبق - دون تعالي – والتفرد؛ ليكون المثال المقتدى به تستفيد منه الجماعة ، وتنظر بإجلال إلى صاحبه، وقد جاء الأمر الإلهي بتوجيه الأفراد إلى التسابق في أبواب الخير العامة، وهي مساحة واسعة تشمل كل معروف يفيد الجماعة، ويملأ رصيد صاحبه من الحسنات قال تعالى :
1.فاستبقوا الخيرات [2]
2.وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين [3]
ومن السنة النبوية قال صلى الله عليه وسلم :
3.(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) [4]
ومن شدة ما حرص الإسلام على المبادرة الإيجابية، وللـتأكيد على أهميتها ربطها بالتذكير بشأن الفتن المترصدة للإنسان، وخوفا من أن تتخطفه إحداها يلزمه المسارعة على فعل الخيرات قال صلى الله عليه وسلم :
4. بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا .[5] فالعاقل لا يفرط في مساحة العافية المتاحة له؛ زمناً ومكاناً وإمكانيات مستثمراً ذلك لصالح الأمة فمن أسس موقعاً إعلامياً في أمة لا يسمع لها صوتَ ولا تبث لها شكوى كان سابقاً بالخيرات ومثله من سبق غيره في توحيد جماعة مفرقة ، أو إيقاظ أمة نائمة المشاعر والأحاسيس، أو عمل في نهضة السكان المتعايشين مع الظلم والمسكنة ودفع بهم إلى المقاومة والتضحية ، ومن قام بمظاهرة ضد الظلم والفساد ، أو الكفر والطغيان ، في أمة تجهل المقاومة السلمية أو تتهيبها كان سابقا بالخيرات . ومعنى ذلك أن الإسلام يريد من الأفراد التحرك الإيجابي الدائم ؛ فكراً وقولاً وعملاً في سبييل البحث عن مخرج في أمة تخنقها الأزماتُ، أو النجاة في أمة تتخطفها المحنُ، أو التخلص من الاستعمار في أمة تعاني من الاستبداد السلطاني الحاكم، أو التطور والتنمية بمختلف أشكالها في أمة تقاسي مرارة التخلف التنموي، أو الدعوة إلى الإقبال إلى الآخرة في أمة معرضة عن الله، أوالتذكير الواعظ بالحكمة في أمة مصابة بمرض الغفلة، أو التحذير من العاقبة السيئة في أمة تتعلق بملاذ الدنيا بغير وجه شرعي، أو تحريك وتوجيه الجهود إلى العمل العام في أمة غرقت جهود أفرادها في الواجب الخاص من معيشة الأسرة، وبناء مستقبلها، ورعاية خصوصياتها. وهي مساحة واسعة تقبل المنافسة والتسابق من قبل أفراد الأمة؛ لعلهم يظفرون بحسن الذكر في الأولى والآخرة وهو مقصد نبيل سعى إليه الأنبياء.
فوائد المبادرة :
من المعروف أن المبادرة تكسب صاحبها فوائد خاصة دنيوية وأخروية ، كما تكسب الجماعة فوائد شتى ؛ قد تفوق فوائد الفرد المبادر، فهي عمل حميد واستجابة لتوجيه رباني فالشرع الحنيف يحرض الفرد إلى فعل الخيرات، والتسابق إليه ، ويجعل الجزاء الأخروي للسابق ويحرم منه المتخلف عن المبادرة :
 فوائد أخروية :
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض على الصحابة حفر بئر( رومه) ؛ لأغراض عامة وقفاً فيفوز عثمان بن عفان بالجنة مقابل حفرها كما فازعثمان نفسه بالجنة مقابل تجهيز جيش العسرة سابقاً بذلك كل الصحابة في هذين الأمرين فقد جاء الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من يحفر بئر رومه فله الجنة فحفرها عثمان وقال : من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان )[6] البخاري.
فوائد دنيوية :
دل الحديث على الحظ المكتوب للمبادرين في فعل الخيرات جزاء حسنا، وقد يكون الجزاء الحسن على المبادرة دنيوياً معنوياً مثل الذكر الحسن وحفظ المكانة، أو مادياً مقدراً كتحفيز مالي تمنحه الجماعة للمبادرين، أو وظيفة معينة وموقعا قياديا يدر رزقا حلالا يسند لصاحب المبادرة ، ونص ( من قتل قتيلا فله سلبه [7]) لم يأت إلا تحفيزاً مادياً على المبادرة الإيجابية ويمكن أن يقاس عليه احتكار العائدات المادية التي تثمرها المبادرات الشخصية الخادمة للصالح العام.
جزاء المتخلف عن المبادرة :
وحديث (لا هجرة بعد ا لفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا [8]) حرم الراغبين الطالبين - بعد فوات التوقيت المناسب- من أجر الهجرة الذي ظفر به السابقون من المهاجرين ، وقصة ذي الجوشن الضبابي حينما دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد معركة بدر للدخول في الإسلام قائلاً له: (هل لك إلى أن تكون من أوائل هذا الأمر؟ قال: لا. قال: فما يمنعك منه؟ قال: رأيت قومك كذبوك وأخرجوك وقاتلوك، فأنظر: فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك، وإن ظهروا عليك لم أتبعك. [9]) فكان ذو الجوشن يتوجع على تركه الإسلام حين دعاه رسول الله؛ إذ قد ترك المبادرة إلى الإسلام وإلا لكان من أوائل الداخلين إليه ، فكان على ذلك نادماً فمن ترك المبادرة فاته الخير المترتب على المبادرة الذاتية وهو فوات لا تعويض له .
فوائد الجماعة من المبادرية الشخصية:
ومن فوائد المبادرة الشخصية الذاتية أنها قد تدفع الجماعة إلى موقف صائب كانت غافلة عنه ، أو متهيبة له خائفة منه ، أو لم يكن من أولوياتها الحالية، فغزوة المسلمين التي هزمت يهود بني قينقاع في المدينة المنورة كان سببها مبادرة شخصية من مجاهد قتل الصائغ اليهودي الذي عرى امرأة مسلمة أتت إليه لبعض حاجتها باعتباره صائغا[10] – وكم من المسلمات في الوقت الحاضر منتهكات الأعراض ينتظرن المبادرين للانتقام لهن - وقرار اقتحام المسلمين للحصن الحصين وانتصارهم على المرتدين في غزوة اليمامة كان ثمرة لمبادرة الصحابي البراء بن مالك [11]، ومجهودات أمهات المؤمنين عائشة وأم سليم في تولي مهمة تزويد الجيش المسلم في غزوة أحد بالماء لم تكن إلا مبادرة منهن إيجابية حظيت برضى الجماعة وإشادتها، [12] وفكرة جمع القرآن الكريم كانت مبادرة شخصية من عمر بن الخطاب تبنتها الجماعة المسلمة وكونت لتنفيذها لجنة ذات تخصص دقيق برئاسة أبي بن كعب[13] –رضي الله عن الصحابة جميعا - فأصبح مشروعا خالدا .
وفي وقتنا الحاضر نجد خلف الثورات العربية العارمة حدثا صغيرا يعد مبادرة من شخص واحد أو مجموعة صغيرة دعت الشارع العام إلى مظاهرة في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن يصبح هذا الحدث الصغير مشروعا تغييريا كبيرا تتبناه الأمة فيدخل السلطان الجائر ذليلا في قفص الاتهام ويجعل أجهزته الأمنية والعسكرية والشرطية تأتمر بشعارات ترفعها الأمة في ميدان التحرير.
ومبادرة الشهيد حسن البنا [14] في تأسيس جماعة إسلامية بمواصفات الإخوان المسلمين تمتد إلى كل العالم وتلتف حولها جماهير عريضة من المسلمين عرباً وعجماً ويتعرض أفرادها لابتلاءات عنيفة على يد فراعن كثيرين ؛ لكنها تصمد بل تنتصر في أكثر من بلد إسلامي إلى درجة تختارها الأمة لتقودها بعدل الله وشرعه الحنيف مثل ما حدث في مصر وتونس... وهكذا نجد أن كل إنجاز عظيم كان ثمرة لمبادرة صغيرة من شخص واحد أو عدد محدود .
التشجيع على المبادرة :
إن الشرع الحنيف يحرض الأفراد على المبادرات الإيجابية التي تفيد الأمة في كل مجالات الحياة فكلها مباركة شرعاً ومحرضاً عليها ، فمن أسس جمعية لنظافة المدينة مأجور بنص حديث ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة[15] ) ومثله من يبادر لإقامة معسكر تدريب رياضي وعسكري أخلاقي يخرج أفرادا أقوياء أسوياء جسماً وعقلاً وخلقاً، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيد بمثل هذه المبادرة التي يقوم بها بعض أصحابه فقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر (على نفر من أسلم ينتضلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع بني فلان . قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالكم لا ترمون ؟ فقالوا : يا رسول الله نرمي وأنت معهم ؟ فقال: ارموا وأنا معكم كلكم .[16]).
ومثل هذه المبادرة التدريبية العسكرية والأخلاقية ليست منظمة من دولة، ولا مدعومة من قبلها بالمال والسلاح والمدربين، وإنما كانت جهداً مبادراً من أصحابه كما أن هذه المباركة النبوية ليست محتكرة للصحابة وإنما هي متاحة ليفوز بها كل شخص قام بمبادرة إيجابية تفيد الأمة في أي مجال من مجالات الحياة وتتعاظم الحاجة إلى مثل المبادرات الذاتية في فروض الكفاية التي تقاعست عن القيام بها الأمة عجزاً أو جبناً أو غفلةً فيأتي المبادر كاسراً تلك الحواجز فيقوم بمبادرة شجاعة صائبة تحرض الأمة على الاقتداء به منتفعة من مبادرته ويفوز هو بمضاعفة الأجر عند الله بقدر أجور من انتفع بمبادرته الإيجابية .
 تهذيب المبادرة :
إن المبادرة الفردية قد لا تكون مكتملة أحيانا لأنها كائن يولد صغيراً ثم يكتمل نموه تدريجياً أو قد يخشى من أن يؤدي تنفيذها إلى بعض السلبيات ولهذا فهي بحاجة إلى تهذيب تقوم به الجماعة من خلال لجنة ذات تخصص قادر على التقييم أو من خلال القيادة التي ترى الأموربنظرة شاملة بما لها من إمكانيات لا تتوفر للفرد الواحد ولهذا يشرع إخضاع المبادرات الفردية إلى تهذيب من خلال دراسة خاصة ، وليس لكل مبادر أن يزعم أن مبادرته صواب مطلق ، ولا هي الحق الذي لا يحتمل الخطء ، كما ليس له الحق في فرض مبادرته على الجماعة دون الحصول على إقناعها بصحة المبادرة، فهذا حسان بن ثابت يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبادرة ذات نفع عام ، وضرورية للجماعة وهي هجاء الجبهة المعادية لجبهة الإسلام التي كانت تمثلها قريش في ذلك الوقت فتخضع مبادرته للمدارسة بينه وبين القيادة رسول الله صلى الله وسلم بهدف تهذيب المبادرة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن حسان في هجاء المشركين قال : كيف بنسبي ؟ فقال حسان : لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين [17].
فأصبح حسان بعد ذلك شاعر الإسلام الأول وتم توظيفه لأداء ا لواجب ( أهجهم وروح القدس معك [18]) الوظيفة التي تشابه – حاليا- وزارة الإعلام ووسائطها المتنوعة.

المبادرة حسب الطاقة وحسب الموهبة :
إن دعوة الأفراد إلى المبادرات الذاتية لا يراد منها أن يركبوا الصعب المستحيل، وإنما تستهدف تفعيل الطاقة لصالح الأمة فكراً وقولاً وعملاً، والخطاب الشرعي موجه إلى كل فرد أن يبادر حسب ما منحه الله من منح تفيد الجماعة دون أن يحتقر ما لديه من منح عظمت أو صغرت ؛ فربما غلبت مبادرة رأي صائب أو درهم سابق في سبيل الله أتى في الوقت المناسب دراسات بمبادرات ناضجة يقدمها أصحابها ، أو قناطير ينفقها اللاحقون في المشروع نفسه ، مصداق ذلك قوله تعالى :(أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ61 لا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون 62[19])) .
في الآية الأولى إشادة إلهية بالمسارعة والمسابقة إلى ا لخيرات ، وفي الآية الثانية بيان للإطار الذي تكون فيه هذه المسابقة الشرعية، وهو ( القدرة ) وذكر رصد الكتاب الناطق والجزاء العادل يوجب على المبادرة أن تؤسس على النية الصالحة الراغبة في الجنة والدار الآخرة ، ومثلها في نصوص الكتاب السنة كثير كلها تدعو الإنسان الفرد أن يبادر إلى فعل الخير رغبة فيما عند الله من جزاء مضاعف لأصحاب المبادرات الإيجابية . فمن له القدرة للمبادرة بنفسه وماله لدعم الجهاد باعتباره ذروة سنام الإسلام، فهذه أعلى مراتب المبادرة ودونها كثير من أبواب الخير يحتاج إلى مبادرات الأفراد الإيجابية خاصة ما يتعلق بالواجب العام الذي تقاعست عنه همم الكثيرين.

(تابعوا معنا في الحلقة القادمة)


[1] - مجمع اللغة العربية ، القاهرة ، المعجم الوسيط، مادة بدر
[2] - سورة البقرة ، آية 148
[3] - سورة آل عمران ، آية 133
[4] - النووي ، رياض الصالحين ص 119 وتمام الحديث : عن الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ( كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قال : َجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوْ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَبِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ:   اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ ) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ حَتَّى قَالَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ قَالَ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ- أخرجه مسلم في كتاب الزكاة .
[5] - انظر النووي ، رياض الصالحين ، مرجع سابق ، ص 86 . والحديث رواه مسلم في بَاب الْحَثِّ عَلَى الْمُبَادَرَةِ بِالْأَعْمَالِ قَبْلَ تَظَاهُرِ الْفِتَنِ  ونصه : 
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ قَالَ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا . )
[6] - أخرجه البخاري .. انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ص 53 /7
[7] - انظر: صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا وانظر موطأ الإمام مالك ، كتاب الجهاد ، باب ماجاء في ا لسلب والنفل.
[8]- أخرجه البخاري . انظر صحيح البخاري ، كتاب الجهاد والسير .
[9]- انظر: مسند الإمام أحمد » رحمه الله ،  أول مسند المدنيين رضي الله عنهم أجمعين » حديث ذي الجوشن الضبابي رضي الله تعالى عنه: حدثنا أبو صالح الحكم بن موسى حدثنا عيسى بن يونس قال أبي أخبرنا عن أبيه عن ذي الجوشن الضبابي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها: القرحاء فقلت يا محمد إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه وإن أردت أن أقيضك فيها المختارة من دروع بدر فعلت فقلت ما كنت لأقيضه اليوم بعدة قال لا حاجة لي فيه ثم قال يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول أهل هذا الأمر فقلت لا قال لم قلت إني رأيت قومك ولعوا بك قال فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر قلت قد بلغني قال فإنا نهدي لك قلت إن تغلب على الكعبة وتقطنها قال لعلك إن عشت ترى ذلك ثم قال يا بلال خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة فلما أدبرت قال أما إنه من خير فرسانبني عامر قال فوالله إني بأهلي بالغور إذأقبل راكب فقلت ما فعل الناس قال والله قد غلب محمد على الكعبة وقطنها فقلت هبلتني أمي ولو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها
[10]- السيرة النبوية لابن هشام ص 48/1 وانظر تهذيب سيرة ابن هشام ، ص 171 ، عبد السلام هارون
[11] عندما أغلق أهل اليمامة ا لمرتدين أبواب الحديقة عليهم متحصنين قال البراء بن مالك للمجاهدين : ( يا معشر المسلمين : ألقوني عليهم في الحديقة فاحتملوه فوق الجحفة ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة ..) وقد قتل من المرتدين سبعة أشخاص وقد جرح هو أكثر ما يصل لثمانين جرحة . البداية والنهاية لابن كثير ص 366/6
[12]- عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ  لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْت  أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ وَقَالَ غَيْرُهُ تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ . أخرجه البخاري . كتاب الجهاد والسير – باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال .
[13]- انظر: مباحث في علوم القرآن للشيخ د. صبحي الصالح ، ص 74، دار العلم للملايين – بيروت
[14] اسمه : حسن بن عبد ا لرحمن البنا ، ولد بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرية بمصر عام 1907م وتخرج في دار العلوم عام 1927م وكان ترتيبه الأول من بين دفعته ، أسس مع خمسة من أنصاره جماعة الإخوان المسلمين بتاريخ 1347هـ الموافق 1928م وتم اغتياله في عهد الملك فاروق عام 1949م بإيعاز من الاستعمار الإنجليزي الذي ضاق ذرعاً من أفكار وجهود الشهيد حسن البنا الدعوية والجهادية والفكرية.انتشرت جماعته دعوة وتنظيما وفكرا إلى معظم بلدان العالم وتتلمذت على يديها كثير من الجماعات الإسلامية التي تصدرت العمل الإسلامي الشامل ف بلدانها وحققت نجاحا كبيرا حتى حظيت بوقوف الجمهورا لمسلم معها مما أهلها لتفوز سلميا على خصومها العلمانيين وغيرهم عبر الانتخابات الشعبية. انظر: محموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا ، المؤسسة الإسلامية ، بيروت ، ط3، 1984م
[15] - متفق عليه ، انظر رياض الصالحين للنووي ، باب في بيان كثرة طرق الخير ، ص 100
[16]- أخرجه البخاري . صحيح البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ )
[17] أخرجه البخاري .صحيح البخاري ، كتاب المغازي ولفظه :عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ ( لَا تَسُبَّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ كَيْفَ بِنَسَبِي قَالَ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ )
[18] أخرجه البخاري ،صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلف – أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس . ولفظه : عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ( قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ )
[19] - سورة المؤمنون ، الآيات 61-62

هناك تعليق واحد :

  1. في الحقيقة شكرا بحجم الكلمات المسطورة بل بعدد نية الكاتب ، الذي أفادنا فائدة جليلة ، بهذا المقال الذي هو عبارة عن دراسة لموضوع هام يحتاجه الشباب الإرتري اليوم ، فلك مني الشكر والتقدير اخانا الحبيب

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013