كتبهاياسين ، في 24 أكتوبر 2008 م
الايدز في إرتريا أرقام وحقائق
فيما يلي سنلقي الضوء علي جزء من التقرير السنوي الذي أصدرته وزارة الصحة الارترية لعام 2008م حول انتشار مرض المناعة المكتسب الايدز في إرتريا ،والخطوات التي تقول الوزارة أنها تقوم بها للحيلولة دون توسع الإصابات في أوساط المواطنين بهذا المرض الفتاك الذي أصبح يهدد كثيرا من دول العالم ومن ضمنها طبعا إرتريا ،وقد جاء التقرير علي غير العادة هذه المرة مخالفا لما دأبت تكرره وسائل إعلام النظام الارتري من أن الحكومة الارترية حققت نجاحا كبيرا في التصدي لهذا المرض ،لكن الواضح من خلال استعراض التقرير أن عدد الإصابات والوفيات شهدت تزيدا خاصة في العامين الآخرين وقد نشر التقرير بالتزامن مع المؤتمر العالمي لمكافحة الأيدز والذي أنعقد في ميكسيكوا سيتي في أواخر شهر يونيو من هذا العام ،وقد وصل عدد المشاركين فيه حوالي (2500)شخص من المهتمين في العالم ومن بينهم إرتريا .
وقد جاء في التقرير الذي نشر في موقع unaids country profile أن عدد الإصابات في إرتريا يتراوح مابين (70.000-100.000)وذلك علي حسب الفحوصات الميدانية التي أجريت في نهاية العام الماضي ،وشملت تلك الدراسة الميدانية والتي تعقد كل عامين (14)مدينة و(29)قرية من كافة الأقاليم الإرترية .
الانتشار بين مختلف الفيئات :وقد جاء في التقرير أن عدد الإصابات تختلف من فيئة الي أخري ومن اقليم إلي أخر ،حيث ترتفع عدد الإصابات في كافة الأقاليم بين فيئة الإناث اللائي يتراوح أعمارهن مابين (20-24)عاما ،ووصلت نسبة الإصابات بين تلك الفيئات (2.38)،ومعظم أفراد تلك الفيئة هم من الإناث غير المتزوجات من اللائي يتواجدن في الخدمة اللازمية ،أما في أوساط فيئة الرجال فأن الإصابات في زيادة خطيرة وخاصة بين أفراد الجيش الارتري وسائقي الشاحنات ووصلت نسبة الإصابة في أوساط تلك الفيئات (8.8) .
الانتشار علي حسب الأقاليم الارترية :وأما انتشار المرض علي حسب الأقاليم فقد جاء في التقرير أن أعلي الإصابات سجلت في إقليم جنوب البحر الأحمر و وصلت نسبة الإصابة فيه (7.2)،وتلاه بعد ذلك الإقليم الأوسط بنسبة (3.6)،ثم أقليم القاش بركه بنسبة بلغت (2.6)،وتنخفض نسبة الإصابات علي حسب ماجاء في التقرير في كل من إقليم شمال البحر الأحمر بنسبة بلغت (1.77)والإقليم الجنوبي بنسبة (1.65)وإقليم عنسبا بنسبة (1.3)
معدل الوفيات بالايدز : وقد وصل عدد الوفيات علي حسب التقرير (5600)وذلك في العام الماضي فقط ،وقد أبدت الوزارة تخوفها من هذه الأرقام ،ولاسيما أن المرض يستهدف القوي العاملة والمنتجة في البلاد ،كما أنه أصبح يشكل عائقا كبيرا أمام المناشط التنموية وبرامج محاربة الفقر في البلاد،ونشير الي أن عدد الوفيات شهد إنخفاضا طفيفا مقارنة بالأعوام الماضية
وبالمجمل فإن إنتشارا المرض في إرتريا أخطر وأعمق مما جاء في التقرير الحكومي ،وان السنوات الأخيرة شهدت انتشارا واسعا ،لأنه وعلي حسب تقرير منشور في موقعhivinsite education وهو موقع متخصص في رصد إحصائيات انتشار الايدز في مختلف دول العالم وكيفية التعامل معها فأن عدد الإصابات في إرتريا في عام 2005م كان(59000)ولوسلمنا الآن بالتعداد الحكومي الذي صدر في التقرير الذي استعرضناه فأن عدد الإصابات بالمرض ارتفعت في إرتريا خلال العامين الماضيين ،وهذا مؤشر خطير جدا يهدد مستقبل المجتمع الارتري ولهذا يتوجب علي الجميع أفراد ومنظمات العمل بكافة السبل المتاحة للتوعية المجتمع الارتري ،وهي المهمة التي فشلت فيها الجبهة الشعبية وكافة منظمتها المدنية والشبابية التي ألزمت نفسها منذ عام 1992م للعمل للسيطرة علي هذا المرض الفتاك والذي كان عدد المصابين به في تلك الفترة لايتجاوز الميئات ،وبالرغم من ملايين الدولارات التي كانت تقدم للحكومة الارترية من قبل البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة usiad الأمريكية وغيرها من المنظمات الداعمة لذلك المشروع فأن كافة الجهود كلها بأت بالفشل ولم تستطيع حتي الآن لوضع حد لإنتشار ذلك المرض الفتاك ،لأنه لايمكن معالجة وإيقاف انتشار هذا المرض بعيدا من التوجيهات الدينية والموروثات الثقافية النبيلة للمجتمع الارتري الذي ظل محافظا بها طوال العهود الماضية بالرغم من النكبات التي مر بها ،وسوف لن تستطيع الجبهة الشعبية وضع حد لانتشار هذا المرض إذا لم تغير في آليات عملها وإشراك رجال الدين والمثقفين وأصحاب الرأي في المجتمع الارتري في عمليات التعبئة الجماهيرية ،والسماح لذلك المجتمع للحفاظ علي ماضيه الذي كان يتسم بالعفة والكرامة والمحافظة علي نسيجه الاجتماعي ،ولم يأتي هذا التلوث والانهيار الأخلاقي إلا من خلال فشل سياسات الجبهة الشعبية المفروضة علي الشعب الارتري بقوة الحديد .
إن أكبر عامل اليوم في انتشار المرض في إرتريا هو ظاهرة وجود المقاهي الليلية التي يتم فيها تناول المشروبات الكحولية والتي انتشرت في البلاد بشكل خطير بل أن الحكومة الارترية تشجع افتتاح مزيدا من تلك الإمكان حتي في المناطق التي سكانها يدينون بالإسلام ولاحاجة لهم بذلك ،والهدف من ذلك هو تلهية المجتمع وصرف نظره من قضاياه المصيرية ونتيجة لذلك فأن عدد الإصابات بالمرض في تلك الأماكن التي تحدثنا عنها وصلت (22.8%) وذلك علي حسب تقرير عام 2002م .
والعامل الأخر في انتشار المرض أيضا هو ظاهرة التكديس الموجود في معسكرات التدريب بين الذكور والإناث ،حيث أصبحت تلك المعسكرات معملا لإنتاج أمراض جديدة
وخاصة في صفوف الإناث .
وقد جاء في التقرير أن معظم الإصابات في إرتريا هي بسبب العلاقات غير الشرعية ،كما توجد إصابات عبر نقل الدم وهو مايؤكد ضعف الخدمات الصحية في البلاد .
اعداد: طاهر محمد علي
كاتب إرتري
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق