الاثنين، 1 أكتوبر 2018

سلسلة الوعـــــــى 2


سلسة الوعــــــي

((( 2 ))

الجرح والضمّاد

كنت قد كتبت في البوست الأول من ( الجرح والضماد ) عن (الجُرحُ فقط) والذي تحدثه المناقشات والحوارات والجدال والمناظرات بين الأخوة أصحاب الوجَع والهمِّ المشــترك.
واليــــوم سوف أحاول أن أُضـَمِّدَ تلك الجروح التي تُحْدِثُها أنيابُ الكلمات القاسية في النفوس الوادعة ، وأنْ أواسيَ أيضا تلك القـلوب الحانية التي وٰجِّهَتْ لها مــدافع التعبيرات الجارحة، وأنْ أبـــُثَّ في عزيمة شبابنا وُقُود الصــبر العنيد في مـواجهة الذباب المتهافت على مــوائد الفكر المستنير .

أيها الشباب الراقي من أبناء بلدي العزيزة ، والمتوشح بجمال الكلمات ، والمثقل بتحمل التبعات أول خطوة في طريق التغيير هي :

١- الشجاعة في قول الحـــق : فإن أكثر الخلق تنقصهم الشجاعة للاعتراف بالحقيقة ، وتخذلهم الشجاعة أكثر في ميدان الإعتراف بالخطأ وطلب العفوا ممن أخطأت في حقه .

٢- أن تكون باحثا عن الحق فإنّ أكثر الخلق يبحثون عن تحقيق طموحاتهم الشخصية ، وإشباع رغباتهم الفردية ... فإذا وجدوا الحقيقة تقف في وجه مصالحهم الشخصية قاموا بإطفاء نورها وإهدار مفعولها! .

٣- التـــواضع للآخرين ، وخفض الجناح لهم ، وإفساح المجال لهم ليأخذوا فرصتهم في تنمية مقدراتهم وصقل مواهبهم وإبراز خبراتهم ، والإبتعاد كلِّية عن رفع الأثمان ، والنفخ في الذات ، وتصنع الوجاهة والمنزلة ، وطلب المكانة بين الناس .
٤- عدم إحتــكار الحقيقة ، وإدعاء العصمة! فإن كل بني ادم أعطاهم الله مثلك عقلا مفكرا ، وقلبا مستوعبا ، وفهما مقدرا ... فإنّ تفاوت الناس ليس في دائرة واحدة فلكل شخص ميول ، وحب ، وموهبة ، وخبرة في حقول المعرفة المختلفة وفِي ميادين الحياة المتنوعة .

٥- الإحتـــرام للآخرين دليل إنسانيتك وعلامة رُقيَّك، وكاشف طريقة تربيتك، ومدى تجذر وعيك ، وغزارة ثقافتك... فإن من تربى على قيمة إحترام الكبير ، وتمتع بثقافة عالية فهو شخصية تمتلك قيمة عظيمة من قيم الحوار والجدال والمناظرة فإنّ رنين الأصوات لا يعني الاقناع ألم تلحظ إنّ هدير الأنهار المُترعة والأدوات الممتلئة والأمطار الغزيرة اقل ضجيحا .

٦- الإنصـــات للمحاور يعني: الإنصاف من نفسك، وإفساح المجال لرأي غيرك ليدخل حلبة المناقشات بهدوء وسكينة ، وأن يعبر في جو خال من التشنج عن وجهة نظره التي يرغب إيصالها إليك من غير أن يضطر إلى قذفك بعنفوان الكلمات التي ربما تُصمت له قليلا ثورة نفسك الانانية والمستبدة والتي لا يعجبها راي ولا فكر الا ما جال وانقدح في خاطرها فقط .


٧-عدم كســـر الجسور وإفساح المجال لعقول البشر أن تَعْبُر َ إلى شواطئ
أفكارك والتوغل فيها لقدح شرارة النقاش فيها واشعال أنوار البحث عن الحقيقة المطلوبه .

٨- عـدم التشـــاؤم : فإن من ينهض للتغير لا يكون أبدا أسير التشاؤم ، وسجين اليأس بل ينطلق في الحياة وقد ركب جواد العزم ، وأحرق ورقة اليأس، وإلا سوف تكون أحمق ترى الضوء أمام عينيك ، لكنك لا تصدق أنه ضوء وترى نافذة الفرض مفتوحة أمامك ولكن لا تنظر منها إلى المستقبل، من تشاؤمك ترى الصعوبة في كل فرصة وكان ينبغي أن تتفائل لكي ترى فيى كل صعوبة فرصة.

لا تصغر نفسك ولا مقامك فإن الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، ولو نظرت إلى الوجود بعين التفاؤل لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته، لأنّ الأمل هو شمعة ما زالت توقد في رحم الظلام، ولولا الأمل في غد أفضل لما عاش المظلوم حتى اليوم. التفاؤل يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات، ويجعلك تعبر نهر الهموم بقوارب الأمل الفسيح .

 

٩- الحـرص على (الوحدة ) أنت كفرد قطرة ولكن نحن كقطرات نستطيع أن نكون محيط، أفشل لاعب كرة قدم هو الذي يمتلك أفضل مهارة في اللعب ولكنه يمتنع تمرير الكرة لزملائه !أسوء مواطن هو المواطن الناجح الذي لا يعمل لنجاح أبناء وطنه! بمفردنا يمكن نكمل بناء بيتنا في عام ولكن مع زملائنا يمكن نكملها في ثلاثة أيام! العمل الفردي يمكن أن يفوز صاحبه بالميداليات، ولكن الفريق في العمل الجماعي يحصد البطولات، إذا كانت حزمة العصي تستعصى على الكسر فإن الجهود الجماعية تستعصي على الانكفاء والفشل .

هذه الحلقة هي عبارة عن منشطات محفزة للثبات والاءستمرار مهما كانت مكايد المثبطين ، ومهاما قويت معاول الهّدامين ، ومها تعبت إرادة المقاومين ... فإنّ الرجولة تحتم علينا جميعا الإستمرار وعدم الاءلتفات لهتافات الفارغين وتشويش المخربين، وجدال الفارغين، وبرود العاجزين .

وفي الحلقة القادمة أتناول بإذن الله موضوع العلاج

 محمد جمعة أبو الرشيد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013