الاثنين، 1 أكتوبر 2018

سلسلة الوعــــــــــــــــــي 1


سلسلة الوعي




الحلقة الأولى تحت عنوان

الجُرحُ والضمّاد

تسلط هذه الحلقة الضوء على السلوكيات السيئة التي يقع فيها رواد وسائل التواصل الإجتماعي! فهي عبارة عن جرعة علاج سلوكي وإرشادي على حسب وجهة نظر كاتبها، والهدف منها معالجة السلبيات البينية، والإستفادة من الوسائل في أغراض نبيلة ونافعة.
(((1)))

الجُرحُ قد يكون ماديا يصيب عضوا من أعضاء الإنسان ويُحدِث فيه أثرا قد يُمحى وقد لا يمحى! وقد يكون الجرح معنويا حيث يتم رمي قلب الإنسان بسهام الكلمات الحارقة ! وللأسف غالبا هذه الرمية تحدث أثرا لا يمحوه أبدا طول الزمن .

ومن هنا يعلم الجميع بأن السهم المعنوي أقوى وأشدُّ فتكا من السهم المادي ! وإن كان إطلاق سهم الكلمات أسهل وأيسر بكثير من السهام التي تحتاج للتشذيب والتجهيز والشراء والرمي... بينما سهام اللسان لا تحتاج إلاّ منصة إطلاق واحدة موقعها القلب المحشوا بالحسد والغيرة ، وخبير متمرس إسمه ( اللّسان ) لا يعاني جهدا كبيرا في إطلاق صواريخه المدمرة للقلوب والمشاعر والأحاسيس.

وقد يرجى لجرح السيف بـرء ......... ولا برءٌ لما جرح اللســان
جراحات السنان لها التـئـام ......... ولا يلتام ما جرح اللســان
وجرح السيف تدمله فيبـرى .......... ويبقى الدهر ما جرح اللسان.

في وسائل التواصل الإجتماعي تدور حروب طاحنة يستخدم الأبطال فيها أقوى أسلحة الفتك ضد إخوانهم للأسف

مثل :
- إثارة الظنون وإتهام النوايا.
-اتهام الاخر بأنه ضعيف الحيلة ومتصنع بطولة  .
-التشكيك في نواياه ومقاصده  .

- إتهامه بالمداهنة والجري خلف المصالح والمناصب .
-
- تلفيق التهم عليه ورميه بالاحتمالات والشكوك والشبهات.
-
- شتمه وسبه وقذفه .
-
- احتقاره والتقليل منه والسخرية منه والاستهزاء به .

- اتهامه بالعنصرية والقبلية والتشدد الديني والخواء الفكري .

-بل يصل الأمر إلى إتهام الانسان لمن لايعجبه رأيه أو يخالفه الرأي بالكفر أو العمالة للنظام .

هذه الأسلحة المعنوية المدمرة تسببت في هروب كثير من الاخوة من ساحة الإعلام في وسائل التواصل الإجتماعي ، ودخل البعض معركة المواجهة حتى ساءت خلقه ، ومازال البعض يتحمل كل أنواع الأذي ويتلقي كل تلك الطعنات من الأمام والخلف ! ومن ثم نلوم أستاذتنا وقياداتنا ومشايخنا ووجهائنا وشبابنا النشيط والعاقل بعدم التواجد والتحاور مع الشباب بينما هم واجهوا من قبل هولاء حرب غير أخلاقية وغير شريفة تحت إدعاء الحوار والمناقشة ! والذي يحدث ابعد ما يكون عن حوار وفكر وتنوير .

وللاسف هؤلاء أكبر أعداء الحرية والفكر المستنير، وإحترام الرأي الاخر ولو وجد هولاء سلطة أو قدرة فيمن يخالفونهم لسجنوهم، أو شنقوهم، أو فجروهم !

وهولاء أيضا للاسف أكبر اعوان الأنظمة المستبدة مهما ادعوا أنهم معارضوه ! لأنهم يحاربون بدلا منه بكل قوة وإقتدار ! فالأنظمة المستبدة أهم اسلحتها هو تشويه خصومها ورميهم بكل نقيصة والتشكيك في نواياهم وأهدافهم ، وتبذل جهودا ضخمة لمعرفة عيوبهم ونقاط ضعفهم وقوتهم ، وإذا لم يستطيعوا النيل من عزيمتهم سلطوا عليهم من يشغلهم بإطلاق شماريخ الكلام وصفارات الانذار والتهديد .

من المهددات لأي مجتمع أن يندس فيه أصحاب الأهواء،  والشهوات، وحب الذّات ، وأن يتغلغل في صفوفهم بلهاء يخدمون عدوهم بأيديهم! إما بتوفير الحرب عليهم  بإشعال المعارك الوهمية ضد إخوانهم، أو بترديد مقولاتهم وتبني خططهم ..... هذه بعض الأسلحة التي تستخدم الْيَوْم في وسائل التواصل الإجتماعي وأحسب عند غير الارتريين  ربما أقوى وأشد، ولكن الإنسان الإرتري كما هو معلوم نشأ تحت تربية أسرية صارمة تعلم فيها الإستماع للمتحدث والتواضع عند الحديث، وإحترام الكبير ، وتجنب الصّدام ، والتحفظ الشديد من إبدآء الأحكام ونقد الآخرين .... ولهذه الأسباب أتعجب مما يحدث  قي هذه الوسائل فإنّ هذه السلوكيات لا تشبهنا أبدا .
أما العلاج وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة فسوف أتناوله إن شاء الله في الحلقة الثانية.
محمد جمعة أبو الرشيد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013