الاثنين، 1 مايو 2017

تحليل نص قيم لإبن القيم


تحليل نص ابن القيم

يقول الإمام ابن القيم في كتابه "أعلام الموقعين:
فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها.

فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل. فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلي الله عليه وسلم أتم دلالة وأصدقها.

هذا الكلام النوراني إقتبسه ابن القيم من قواعد الإسلام الكبرى فهذا كتاب الله تعالى يأمر بالعدل وينهي بضده، وبالرحمة، وبالمصلحة، ويطلب منا أن نضع الأمور بكل حكمة في مواضعها الصحيحة قال تعالى:

﴿ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا ﴾.
﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ﴾
﴿ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .

يتضح من هذا النص أن الشريعة نزلت لسعادة الإنسان في الحال والمعاد، ولكن قد يعمل الفقهاء فكرهم في التحليل والإستنباط، وآرائهم في جل المسائل المعلقة بحياة الناس سواء ما كان منها ضروريا او حاجيا او تحسينيا، وقد يقع بعض المستنبطين في أخطاء موضوعية متعلقة بقلة بضاعتهم في قواعد الإستنباط المختلفة، وضوابطه الضابطة، وقد يكون أحيانا بقلة البضاعة في الفهم والإدراك والحصيلة العلمية، فإذا وقع أحدهم في تأويل فاسد أخرج عدل الإسلام الى الظلم، او رحمته الى ضدها فلابد أن يرد كلامه الى مبادئ الإسلام الأصلية.

محمد جمعة ابو الرشيد

هناك تعليق واحد :

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013