الخميس، 1 ديسمبر 2016

لا تأمنن سوء عاقبة الذنب







لا تأمنن سوء عاقبة الذنب


الشيخ سعيد عبدالعظيم.


28/11/2016 02:45

 لا تأمنن سوء عاقبة الذنب
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد.

فعدم التوفيق والحرمان من القبول وضيق الصدر والذنب بعد الذنب والوجه الكالح وغلاء الأسعار والهم والغم والكآبة والتشرذم .....الخ من آثار الذنوب والمعاصى ، والخطورة تشتد مع نسيان الذنوب والتمادى فى الغى والضلال وعدم المسارعة بالاستغفار والتوبة ورد الحقوق لأصحابها ، وقديما قالوا ما عُصى الله إلا بالتأويل ، وكيف يتوب القاتل والغاصب والظالم وهو يرى أنه يطيع الله ويحسن صنعا
قال تعالى : ( أفمن زُين له سوء عمله فرءاه حسنا ) ولذلك قال بعض العلماء لا ترجى توبة المبتدع .
وأنت تشاهد هذه المشاهد ليل نهار وربما تعجبت وضربت كفا بكف ؛ لماذا لايتوبون ولا إلى الله يرجعون ، وهذا فى الواقع من شقاوتهم وعلامة خذلانهم قال تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) وقال سبحانه (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدى متين )
قال العلماء يسبغ عليهم نعمه ويمنعهم شكره ، وقالوا كلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم نعمة .
والرب جل وعلا يملى للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد) .
قال ابن عباس رضى الله عنهما : يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته ، فما يتبع الذنب أشد من الذنب :
- إذا عملته قلة حياء ممن عن اليمين والشمال أعظم من الذنب
- وفرحك بالذنب أشد من الذنب
- وحزنك على فواته أشد من الذنب
- وخوفك من الريح إذا تحرك ستر بابك أشد من الذنب .
ولذلك فالنار يوم القيامة تقول : هل من مزيد إذا قيل لها هل امتلأت ، رغم أن الحسنة بعشر أمثالها إلى تسعمائة ضعف والسيئة بمثلها وهى إلى العفو أقرب ،
ولذلك قالوا : ويل لمن غلبت آحاده عشراته .
ومع مرور الأيام يحدث التبلد والاستهانة والاستخفاف والنسيان ، وربما رأى الإنسان نفسه من أصحاب الاجتهاد ، فقال كما قال سابقوه ( سيغفر لنا)
والاغترار بالله حمق ، ولذلك قالوا : لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت
والمؤمن يرى ذنوبه كأنه فى أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، أما المنافق فيرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا وهكذا (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
أرفق بك أن تحاسب وأن تراجع نفسك وأن تعود عليها باللائمة ، فما تفرق اثنان إلا بذنب أحدثه أحدهما ، قل لنفسك أنا كنت أظلم ، وقل أنا ذلك العبد المذنب المسيئ .
كان بعض العلماء يقول : إنى لأعصى الله فأعرف ذلك فى خلق دابتى وخادمى وامرأتى .
( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه)
(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لاتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما
منقول 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013