الاثنين، 3 أكتوبر 2016

الوعي المتنامي








الوعي المتنامي
كنا قبل ظهور السيدان الكريمان أو السيدتان الكريمتان ( الفيسبوك والتويتر ) نبحث عن طرق للتواصل مع بعضنا كشباب ارتري ، وكنا نعتمد في وسائل بعضها بدائي والبعض الآخر كنا نستخدم فيه الإيميلات ، والمنتديات ، والمواقع الإلكترونية ، وغيرها من الوسائل ، ولكن لم تكن سهلة وميسرة لكل شخص فكنا نسعى الى الإجتماعات المباشرة لإنجاز اجندة إجتماع ، او الوصول الى مناقشة فكرة معينة ... الخ .. ولست الآن بصدد التحدث عن الإيجابيات والسلبيات لكل وسيلة مستخدمة ، ولكن الفيسبوك والتويتر قفزا بنا قفزات هائلة في التواصل والمعلومات ، وتشكيل وعي جماعي متنامي كنا نفتقده نحن الإرتريين ! فكثير من شعوب العالم تلقت مناهج دراسية وطنية واحدة ، ومواد إعلامية موجه ، وإمتزجت في داخل مدنها وقراها ونهلت من المؤثرات المتبادلة في مجالات العادات ، والتقاليد ، والفنون ، ونحن حَرَمَنا من هذا الإستعمار المتعاقب علينا ! بل كان لهذه الإستعمار دورا سيئا في اسقاطات مؤثراته علينا في جميع المجالات   .... وأذكر يوم طلبت من مجموعة من الإرتريين وكان فيهم مناضلين ومشايخ ان يفتحوا حساب في الفيسبوك فكان رد أحدهم ( نعمل بيهوا شنوا دا شغل عيال  يا شيخ محمد ) اما اخي الداعية اخذني جانبا وقال اخي محمد جمعة ما ينبغي ان ترشد الناس الى هذه الوسائط التي تتضمن شرور كثيرة ! فقلت له : الله يصلح حالنا لكن  انا رايي مختلف عن رايك فحاول مجادلتي وإقناعي برايه فتركته بكل هدوء .... طبعا أصحابنا اليوم اصدقائي في هذه الوسائل ..... ولكن ربما لم تظل مخاوفهم التي تَخلٌوا عنها قائمة :
هل يا ترى هذه الوسائل سوف تدمر العلاقات الإجتماعية ؟
هل سوف تفسد سلوكيات واخلاق بعض الناس ؟
هل سوف تصبح اكبر وسيلة لمضيعة الوقت ؟
هل اصبحت مجرد ادوات تخدير وفلسفات ؟
هل صنعت لنا هذه الوسائط أبطال وهميين يرعدون ويزبدون في الهواء والفضاء ؟
هل هذه الوسائل تشعر الإنسان بأنه قام بجهود كبيرة لمجرد انه كتب بوست او علق في آخر اوردع هذا او ناقش هذا او افحم هذا ؟
هل شغلت الأم عن أطفالها والزوج عن زوجه ؟
هل اتاحت فرص للفاسدين ليعبثوا بمستقبل الأوطان ، ويخلخلوا أخلاق الأخيار ، وينشروا شرورهم وعصبياتهم ويقطعوا علاقات متينة كانت راسخة ؟
إذا استثنيا الإيجابيات الكثيرة الا ترى هذه التساؤلات والمخاوف وجيه ومعقولة ؟
*اما انا رايي الشخصي فقد استفدت كثيرا من هذه الوسائط حيث زادت معرفتي بوطني ، وأبناء وطني ، وقواهم السياسية ، وإجرام الحكومة ، ودور المؤسسات المدنية سواء كانت الإجتماعية او الخيرية او الحقوقية .
فقد شكلت لي وعيا جيدا بإستيعاب كثير من الملفات الوطنية ، وأتاحت لي الإستفادة من خبرات الكثيرين ، وخلقت لي ارضية واسعة للتعرف على أرترييين من اروع الناس وأطيب الناس وفي ظل هذه الإيجابيات لست ابالي بالمساوئ القليلة التي تواجهني فيه واكرر قول بعض الفقهاء ( ان الماء اذا بلغ القلتين لا يحمل الخبث )

رايكم يهمني لا حرمني الله منكم
محبكم / محمد جمعة ابو الرشيد
03-اكتوبر – 2016م

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013