الأحد، 22 مايو 2016

متى تندلع الثورة في ارتريا ؟





متى تندلع الثورة في ارتريا ؟










الثورة - فكرة - ترتبط بواقع معين وليست مجرد أحلام عاجز ، والثورة ليست مطلوبة من اجل الزعيق والهيجان ، وتغيير ديكورات قديمة بأخرى جديدة مع بقاء الجوهر والمضمون ، ولا تقوم الثورات الاّ إذا راى الثائرون أن الموت اهون من الواقع القائم ، ولذلك لا يمكن ان يثور الشعب الإرتري فقط من اجل تغييب شنب افورقي والمجيئ بوجه مليح امرد مع بقاء المرض ينخر في الجسم .

الجانب المسيحي اليوم متخوف جدا ومرعوب من اي تغيير قادم ، لأنه يرى قد فشل أبنائه في ( إدارة الدولة ) وبالتالي لا يمكن ان يتقبلهم الشعب مرة اخرى  بنفس مستوى الهيمنة في الحكم والمال ، ولذلك يتشبث غالبيتهم بأسياس افورقي حتى لو كان مصيبة على أرزاقهم ، وأبنائهم ، وإستقرارهم من اجل الحفاظ على المكتسب التاريخي الذي تحقق لهم بالتحكم الكامل في مفاصل الدولة والمجتمع .

اما الجانب المسلم فيحمل في داخله جينات ثورية كامنة ، وإشتعال ثوري يتأجج تحت عذابات الفشل وأثواب الهزيمة ، وهي تنتظر من يحركها من مكمنها ، وينفخ في جمرتها فالبيئة مهيئة مثل الأرض الصالحة للإنبات حتى إذا أمطرت عليها سحائب التغيير اهتزت وربت وأنبتت . الثورة تحتاج الى محرك لبعثها وليس شرط ان يثور الجميع لأن الخميرة الثورية لديهم ربما لم تختمر بعد ، والمطلوب إكتمال الخميرة الثورية عند طليعة واعية ومثقفة ، ومدركة لعوامل انتصار الثورات والحفاظ عليها من اشباه  مارتن لوثر كينج ، وغاندي ، ومانديلا، وعمر المختار، وأحمد عرابي، وعبد الكريم الخطابي ، وحامد إدريس عواتي ، او تنطلق الثورة من خلال حالة { غضب عاصفة ) كإشعال نار الغضب في جسم بوعزيزي البياع العادي الذي رفض إهانة ثقيلة نالت من كرامته وكبريائه ، والطرف الإرتري المسلم متوفرة فيه الحالتان ( الخميرة الثورية ، والغضب العارم ) الاّ ان الخميرة الثورية تتصاعد بإطراد حتى إذا إنطلقت كنست من وجه الحياة كل بذرة فساد ، وحلقت كل شنب غليظ تلون بدماء الأبرياء ، واما الغضب العارم هي حالة هيجان تهدر كالعواصف فتقتلع الصالح والطالح معا .

الي اي الحالات اقرب وضع المسلمين الإرتريين ؟ اعتقد انه اقرب الى الحالة الأخيرة ،وإذا اندلعت لن يستطيع العقلاء تهدئة تلك العواصف لأن من سينفخ فيها ويزيد اوارها هو الطرف المتنفذ اليوم ، والذي يقف في وجه اي تغيير محتمل ! والوقود الذي سوف يضيفونه لنار الثورة هو اتهامها بالعمالة ، والطائفية ، وبأنها ثورة الرعاع الهمج ، والرعاة المتخلفون ، والبدوا السذج وغيرها من لهيب القُعْ والبَرْبَرِي ، وما وصف ثورة التصحيح  التى قادها البطل ودحجاي غير بعيد عنا .

من يحاول رفض كلامي ارجوا منه ان يتمعن الإضطهاد ، والسجون ، والفساد ، والتهميش القائم في ارتريا بعد ربع قرن من الإستقلال ، ومن يكرر علينا بأن المسلمين الإرتريين استكانوا وانهم فقدوا اي دوافع ثورية ربما لم تلسعه نار النظام فاصبح انينه انين المستاجر الباكي الذي لم يذق مرارة نظام افورقي .

الكل يحلل ويتوقع ثوران الشعوب المغلوبة ، ولكن لن يتسطيع أحد على وجه الدقة معرفة الفتيل الذي سوف يشتعل ، والا اليد التى سوف تشعلها .

النظام الإرتري وأعوانه إما ان يتداركوا انفسهم اليوم ، او سوف تقتلعهم رياح الثورة الهوجاء ووقتها يبقي امر الوطن والمواطن مجهولا ونسال الله السلامة والأمن والأمان لبلدنا الحبيبة .

محمد جمعة ابو الرشيد 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013