الاثنين، 21 مايو 2012

الأمين العام للحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية يروي مأساة الإسلام والمسلمين هناك

الأمين العام للحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية يروي مأساة الإسلام والمسلمين هناك
في حوار أجرته «المجتمع» مع الشيخ خليل محمد عامر، الأمين العام للحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية، تحدث فيه عن هموم الحركة الإسلامية الإريترية ومعانات شعبها في المهجر، وما تقوم به هذه الحركة من مجاهدات مواكبة في طريقها للاقتداء بالثورات العربية المباركة، وهذا نص الحوار: < الحزب الإسلامي الإريتري باعتباره أكثر التنظيمات شعبية وخبرة وتواصلاً.. نريد أن تقدم لنا لمحة عنه. - نشأت الحركة الإسلامية الإريترية منذ زمن بعيد متصلة بالحركة الإسلامية العالمية، وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي ظهرت كتنظيم صغير وسط المهاجرين الإريتريين بالسودان، واستمر عطاؤها وتسمت بأسماء عديدة: «الحركة الإسلامية الإريترية» (فترة علانية الدعوة وسرية التنظيم)، و«منظمة الرواد المسلمين الإريترية»، وكانت واجهة ظاهرة للعمل التنظيمي للحركة، و«حركة الجهاد الإسلامي الإريتري»، وقد جمعت كل ألوان الجماعات الإسلامية الإريترية (الإخوان والسلفيون وغيرهم)، و«حركة الخلاص الإسلامي الإريتري»، وقد تطورت إلى «الحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية» الذي أصبح له حضور في أغلب أماكن وجود الإريتريين في بلاد المهجر، كما أن له حضوراً سياسياً وتنظيمياً واجتماعياً في وسط المهاجرين الإريتريين بالسودان، لأنه يمثل تيار الوسط فكراً وسلوكاً. ومن حيث الأهداف، فتتلخص في ترسيخ قيم التدين والتحضر، وتحقيق الأمن والاستقرار، والمحافظة على مكتسبات وخصوصيات الشعب الإريتري، وإقرار الحريات العامة وبناء دولة المؤسسات، وتوسيع المشاركة الشعبية في النظام السياسي، وإزالة الظلم والتعسف، وبسط الشورى وروح التعاون. < إلى أي حد تتيح وثائق الحزب الإسلامي وواقعه العملي مساحة لإشراك المرأة في العمل التنظيمي؟ - المرأة حقوقها مصونة ومحفوظة لدى الحزب وفق شريعتنا ومنهجنا، والمرأة شريكة في عملنا الإسلامي منذ باكورة أيامه الأولى، وللمرأة كيان داخل الحزب باسم «الاتحاد الإسلامي للمرأة الإريترية»، كما أنها ممثلة في مجلس شورى الحزب بنسبة 10%، وهي نسبة سبق بها الحزب حتى التنظيمات والأحزاب العلمانية الإريترية. < الهجرة الإريترية إلى دول الجوار بدأت منذ تاريخ بعيد.. هل تحدثنا عن أوضاع المهاجرين الإريتريين؟ - بدأت الهجرة الإريترية إلى السودان تحديداً في عام 1967م من القرن الماضي عند تعرض الشعب الإريتري لإبادة جماعية بقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق بيوتهم ونهب ثرواتهم بفعل المستعمر الإثيوبي، وظل هؤلاء المهاجرون في السودان حتى اندحار المستعمر، ونيل إريتريا استقلالها في عام 1991م، كان من المفترض عودتهم إلى ديارهم بعد ذلك، إلا أن نظام الجبهة الشعبية الذي خلف المستعمر الإثيوبي على حكم إريتريا ما كان أقل سوءاً على الشعب، فعمل في المماطلة على إعادة المهاجرين إلى وطنهم، وأعاق جهود المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. إلا أن الشعب الإريتري لم تنته معاناته ولم يهنأ بالاستقرار في وطنه المحرر حديثاً، بل استأنف الهجرة بأعداد أكبر جراء سياسات النظام العدوانية تجاه الشعب الإريتري؛ من الخدمة الإلزامية غير المتناهية، والتي تبدأ من أعمار 18 - 50 عاماً للجنسين، بجانب سياسة تكميم الأفواه والسجون والحروب العبثية مع كل دول الجوار، وبلغت أعداد المهاجرين ما يزيد على المائة في اليوم الواحد. < ما رأيك في حديث البعض عن توجه بعض المهاجرين إلى «إسرائيل»؟ - نعم تحدث، وهي تتم عبر عصابات تهريب كبيرة تبدأ من داخل إريتريا مروراً بالسودان إلى صحراء سيناء فـ«إسرائيل»، وقد يكون المتورط فيها جزءاً من الأجهزة الأمنية الإريترية، وجزءاً من القبائل الحدودية، كذلك العصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية التي تم كشفها في إحدى الفضائيات المصرية وهي تختطف هؤلاء المهاجرين وتسرق أعضاءهم، وتم العثور على قبور بعضهم في صحراء سيناء. < كنتم حركة جهادية واحدة ضمت السلفيين والإخوان وبقية الشعب المسلم، ثم أصيبت وحدة جماعتكم بانتكاسة، فلماذا؟ - هذه مرحلة مضى عليها 20 عاماً، لا نريد أن نكون أسرى لها، تجاوزناها ولا نريد أن نجتر مرارتها، فلنتجاوز هذا السؤال. < وكيف هو الوضع الآن بينكم وبين باقي تيارات الطيف السياسي والإسلامي على الساحة الإريترية؟ - رؤية الحزب الإسلامي ألا ينكفئ على نفسه، أو ينحصر في التعامل مع جزء من مكونات الشعب الإريتري دون الآخر، فكان برنامج الحزب من بدايات التأسيس أن ينفتح انفتاحاً شاملاً على كل ألوان الطيف السياسي؛ بحثاً عن القواسم المشتركة في حدها الأدنى، مع الاحتفاظ بتميزه الإسلامي وفكره الوسطي المعتدل، وكما دخل في وحدة مع السلفيين، دخل أيضاً في تحالفات مع تنظيمات علمانية بدأت بثلاثة تنظيمات في عام 1996م، ثم تطورت في 1999مع كل التنظيمات الإسلامية والعروبية والعلمانية والمسيحية، وواصل مسيرة التحالفات حتى توج نهاية عام 2011م بمؤتمر وطني جامع في إثيوبيا ضم قريباً من 600 عضو من ممثلي التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني من المهاجرين الإريتريين في كل قارات العالم، أجاز ميثاقاً سياسياً متفقاً عليه يحافظ على كل مكونات المجتمع، ويسعى لإقامة تعددية سياسية وحزبية بعد زوال النظام، كما انتخب مجلساً وطنياً من 127 عضواً يمثل كل مكونات المؤتمر، وكذلك قيادة تنفيذية. < في ظل النظام الحالي، ما مدى القدرة على تقديم الدعم لمسلمي إريتريا حالياً عبر المنظمات الإسلامية الخيرية العالمية؟ - النظام لا يسمح بوصول أي دعم إلى إريتريا من المنظمات الإسلامية الخيرية، وذلك من بداية التحرير وإلى الآن، بل ووصل به الأمر في إعاقة نشاط المنظمات غير الإسلامية، فلا يسمح لها بإيصال الدعم مباشرة إلى المستحقين، وإنما عبر النظام نفسه، وهو يحولها إلى مشاريعه أو تقديمها لجيشه وقواه الأمنية. < هناك حديث عن وصول «الربيع العربي» إلى بعض المناطق في أفريقيا، ماذا عن إريتريا؟ - لاشك أن العلاقة المتأزمة بين الشعب الإريتري والسلطة الحاكمة في بلده بلغت مراحل متقدمة في الداخل والخارج، وأعداد كبيرة من الشعب الإريتري اصطفت معارضة للنظام، وهذا كله منذر بوصول رياح التغيير، والشعب الإريتري الجسور لاشك سيفجر ربيعه بطريقته ووسائله الخاصة، لأن لكل بلد ظروفه. < كلمة أخيرة.. وإلى من؟ - إن كانت من كلمة أخيرة في خواتيم هذا الحوار، فأقول الكلمة الأولى للشعب الإريتري، وأقول له: تَسَامَ عن جراحك وانهض وانتفض فأنت لست محلاً للذل والهوان، لابد من مواصلة تجميع الصفوف وتخفيف الاحتقان الداخلي وتقديم المصلحة العامة، عوامل النصر تلوح والنظام تضيق فرصه ولإخواننا العرب والمسلمين: الشعب الإريتري في ثورته اليوم بحاجة - بعد الله - إليكم، فإن دينه وقيمه وكرامته وثقافته تنتهك وتهدر، فهل ترضون أن تصبحوا يوماً وقد تحولت إريتريا تماماً عن مسارها الطبيعي والمعتاد.. النجدة النجدة يا مسلمون!> < الشيخ خليل محمد عامر، الأمين العام للحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية، من مواليد 1954م بمدينة «أغردات» بالإقليم الغربي في إريتريا، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في المعهد الديني بالمدينة نفسها، ودرس المرحلة المتوسطة والثانوية بـ«معهد الحرم المكي» بمكة المكرمة، وأتم دراسته الجامعية في جامعة «أم درمان» الإسلامية كلية الشريعة والقانون بالسودان، وهو من حفظة كتاب الله تعالى، وكان خطيب جمعة وإمام مسجد بمدينة كسلا قبل أن يقع عليه اختيار جماهير الحزب لقيادة وإدارة العمل السياسي الإسلامي الإريتري. < عمل في الحقل الدعوي والتربوي قبل التخرج وبعده ضمن جماعة الإخوان المسلمين الإريترية، وقد تم اختياره بالشورى أميناً عاماً لحركة «الخلاص الإسلامي الإريتري» في المؤتمر العام الثالث عام 1998م خلفاً للشيخ عرفة أحمد محمد، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتم التجديد له في المؤتمر العام الرابع عام 2004م الذي تحول فيه اسم حركة «الخلاص» إلى «الحزب الإسلامي الإريتري للعدالة والتنمية».

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013