الخميس، 17 مايو 2012

مرض الرئيس.. لم يكن كذبة إبريل


في يوم 28 إبريل ظهر الرئيس أسياس أفورقي في لقاء قصير ومباشرعلي التلفزيون الإرتري ليكذب كل التكهنات بموته والتي ظلت تتناقلها المواقع الإرترية لمدة أسبوع كامل في وسائط الإتصال المختلفة والمتعددة سواء كان ذلك عبر مواقع المعارضة الإرترية أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الإنترنت ( الفيس بوك – تويتر – البالتوك – الإسكاي بي – الماسنجر ) أو عبر الإتصالات الهاتفية أو حتي في التجمعات والملتقيات المباشرة خاصة في المناطق التي تنعدم فيها وسائل الإتصال الحديثة، إن ظهور الرئيس في التلفزيون وحديثه عن الأخبار التي تحدثت عن مرضه وموته وتكذيبه بل واستخفافه بمن تناقلوها ووصفه لهم بالكذابين وفاقدي البوصلة ثم إلقاء الإتهام علي الولايات المتحدة الأمريكية وإتهامها بأنها وراء تسريب وتسويق خبر مرض وموت الرئيس الذي وصفه بالإشاعة الرخيصة والحديث عن أن أمريكا تريد بذلك إيقاف عجلة التنمية في البلاد، كل ذلك فتح الباب واسعاً أمام المزيد من التكهنات للعديد من المراقبين للوضع الإرتري سواء تلك الشخصيات التي كانت تكتب وتتحدث أو تلك التي لزمت المتابعة الصامتة لمجريات الأحداث في فترة سريان الأخبار عن صحة أو موت الرئيس، وإنقلبت موجة الكتابات والتحليلات رأساً علي عقب واتجهت العديد من الأقلام تُسلم بأن الأمر كله كان خدعة ذكية من مخابرات النظام لإحراج المعارضة وقياس الرأي العام ومعرفة النوايا الحقيقية لبعض الشخصيات من رجالات الحزب والتي يرتاب منها النظام خاصة تلك التي تتسنم المراتب العليا في القيادة العسكرية أو الأمنية أو السياسية، كما أن ظهور الرئيس نزل برداً وسلاماً علي أعضاء الجبهة الشعبية لتخرج لنا أقلام وألسنة كوادر التنظيم من قمقمها متحدثة بإحتفائية وكأني بحروفها ترقص طرباً حتي الثمالة، تجزل غمامات الشكر للقدر الذي منّ عليها بمزيد من الوقت تقضيه تحت العبودية والسخرة وهي منبطحة تحت قدمي أفورقي تقدم كل فروض الطاعة والولاء بذات الذل الذي إستمرأته... كما أن الكثير من الأقلام المحسوبة علي التيار العريض للمقاومة الإرترية سلطت سنان قلمها لتنهش به ذاتها في جسد المعارضة الإرترية واصفتاً إياها بكل قبيح السياسة وغيره من جراء الصدمة التي أصابتها وهي التي لم تضع في حسبانها ولو نسبة ضئيلة لإحتمال تكذيب الخبر، فكان أن فرّغت كل ردة فعلها علي ظهر المعارضة المسكينة سياطاً من الكلمات دون أدني رحمة.... إن مرض الرئيس لم يكن إشاعة ولا رجماً بالغيب، كما أنه لم يكن كذبة إبريل من صناعة ومونتاج وإخراج الأجهزة الأمنية للجبهة الشعبية، حيث أن هناك العديد من الشواهد والأدلة التي تؤكد أن أفورقي بالفعل كان مريضاً ولكن لحكمة يعلمها الله تماثل للشفاء، وليس هناك أبلغ من الصورة التي ظهر بها علي شاشة التلفزيون وهو في حالة من الإعياء وقد شحب وجهه، بل وكأنه قد جئ به مباشرة من غرفة العناية حيث أنهم لم ينتبهو لإزالة لاصق الدرب الذي كان علي الجزء العلوي من كفه الأيسر، وهل هناك دليل أبلغ من أن يأتي أفورقي الي التلفزيون ولاصق الدرب علي يده.. وكأنهم لم يصدقو أن الطبيب سمح له بالحديث فحملوه الي التلفزيون أو حملو التلفزيون إليه ليظهر ويقول للناس هائنذا قدركم المشؤم الذي لن يفارقكم...! كل ما في الأمر... أن الجبهة الشعبية وبأثر رجعي وبعد أن تجاوز الرئيس مرحلة الخطر، وبدت تسري في جسده دماء العافية، حاولت أن تسوق هذه الحادثة علي أنها من صنعتها، وأنها أرادت بذلك أن توحي للناس بأن إستخباراتها يمكن أن تأتي بالحيل الخارقة، والعجائب العجيبة، وأنها ما زالت في أوجّ قوتها وعنفوان شبابها... ولكن ثمة مشاهد وأحداث تجعل رواية الحزب التي أرادنا أن نصدقها عصية علي التصديق... ومنها تلك الربكة التي صاحبت كل مفاصل الحزب والدولة، وحالة التوهان والحيرة التي وقعت فيها كوادره بمختلف مستوياتها، ثم حالة التأهب الأمني الكبير الذي ظهر علي البلاد طولاً وعرضاً، وإستدعاء كل الجنرالات الي أسمرا، وإختفاء العديد من الوجوه المدنية التي ألفناها تتقاسم الظهور مع الرئيس في وسائل الإعلام الحكومية، والإعتذار عن إتمام زيارة والي كسلا الي أسمرا، وأخيراً مشهد سفارة النظام في الخرطوم وموظفيها الذين أخذوا يسابقون الزمن ( في حالة تماثل ليلة خم الرماد في آخر ليلة قبل حلول شهر رمضان المعظم عند بعض المنفلتين من فئات المجتمع ) ليجمعوا أكبر قدر من الرشوات مقابل تسهيلات إستخراج الجواز وكأني بهم وقد إقتنعوا بأن النظام قد زال وأنهم أول ضحاياه، كل تلك المشاهد واللقطات علي هامش خشبة مسرح الشعبية يجعل من الصعب علينا تقبل كذبة أخري بإدعاء أن مرض الرئيس كان كذبة إبريل من صناعة إستخبارات الشعبية لقراءة الرأي العام في الداخل والخارج، لن نستطيع تقبل كذبة أخري بعد الكذبة الكبيرة للرئيس أفورقي التي ذكر فيها أنه نام أكثر من ( كم طاشر ساعة ) وأنه لا يملك جهاز موبايل أو يتابع الإنترنت وكأنه زعيم قبيلة يعيش في العصر الحجري.
رئيسكم كذاب... سُبّة وإهانة أخري يضيفها أفورقي للشعب الإرتري الذي سيثأر لكرامته قريباً إن شاء الله... فليس بعد الليل إلا فجر مجدٍ يتسامي.

هناك تعليق واحد :

  1. هذا المقال هو للأستاذ / عثمان ديناي ، وأعتذر عن إسقاط إسمه سهوا

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013