الخميس، 20 أكتوبر 2011

ترحيب من نوع خاص بأفورقي من باسم القروي





النصـــــر علــــى الــــــدرب

بسم الله الرحمن الرحيم

أنت آمن في الخرطوم لكن لامرحباّ بك يا أفورقي!


19/10/2011 بقلم / باسم القروي
بمناسبة خبر وصول الرئيس الأرتري للخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين حسب الخبر بهدف البحث عن التعاون مع السودان لمزيد من المضايقة  على مواطنينه المهاجرين في ديار الغربة أتت هذه الرسالة الترحيبية من مواطن يتطلع إلى غد أفضل ويقوم بما يلزمه من واجب التذكير فهل أنت منتفع بها يا فخامة الرئيس أم أنت منتظر يوم الفاجئة حينما يطاردك المواطنون (بيت بتيت وزنقة زنقة)!!؟؟
رئيس بلد أنت يا أفورقي وحسب أخبار الصحف غدا ( الأربعاء 19/10/2011م ) تأتي
والخرطوم رسميا تستقبلك !
وهي تعلم أنك الجارالدائم المشاغبة 
لا عهد لك ولا ذمة
شرك إليهم صادر وعفوهم إليك وارد
يعلمون من خروقاتك الكثيرة- بحكم خبرتهم وإمكانياتهم-  ما لا يعلمه عنك  معارضوك
وفي لقاء مع  التلفاز السوداني القومي – برنامج في الواجهة قبل سنوات يقدمه رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم السودانية-  يجلس د. مصطفى عثمان إسماعيل ويتحدث عن  انتهاكات النظام الأرتري للحدود السودانية يذكر جناياتكم :
*    حدثاّ حدثاّ
*    وموقعاّ موقعاّ
*    وبالتواريخ وعدد الضحايا من المواطنين السودانيين على أيديكم ومثل ذلك  تناول الكاتب إسحاق فضل الله من إيذائكم وغيرهم كثير.
*    والسودان يعرف كم مرة اقتحمت قواتكم أراضيه
*    وغير ناسي حادثة تسليم مفاتيح السفارة السودانية إلى المعارضة
*    وكم شخصا جندتم إلزاما في " ساواكم " من مواطنيه
*    وكم شخصا بريئا قتلت ألغام دفنتها أيديكم
*    وكم مرة كنتم عونا على السودان لتصل أيدي الصهاينة لأذيته.
*    والسودان يعرف كم معارضا أرتريا امتدت إليه اغتيالاتكم وهوفي ذمة السودان ومقيم في أراضيه
ومع ذلك أحاطت  حكومة السودان - بالأمن والسلام-  وجودكم سفارة ودبلوماسيين وتجارا واستخبارات وجواسيس وحتى فرق اغتيالاتكم كانت تقتل وهي آمنة من الملاحقة وآمنة من المحاكمة وآمنة من حرمان تكرار أفعالها الشنيعة ضد خصومها السياسيين ولا تزال تجتهد في انتهاك حرمات السودان وهي آمنة!.
وتاريخكم يسجل اعتداءاتكم الكثيرة على السودان :
v    قمتم بحملة تجنيد لمواطنين سودانيين في قرى الحدود
v    دفنتم ألغاما في الطرقات – بشرق السودان - لترويع الآمنين
v    دخلتم – عسكريا - الأراضي السودانية مرارا
v    دعمتم المعارضة السودانية علانية ولا زلتم
v     احتللتم مدينة القرآن الكريم همشكوريب زمنا غير منسي حتى أخرجكم منها الصبر وطول العهد
v    سقتم مواطنين سودانيين من داخل أرضهم – بشرق السودان - إلى غياهب السجن في أرتريا
والسودان يعرف ويصبر بل يجعل منكم صديقا حميما ويقدر لكم جهودكم في ملف دار فور وملف الجنوب ويحبس لكم أنفاس المعارضة الأرترية إلى درجة الموت حتى أصبحت لا صوت لها ولا صورة ولا أنياب لها تعض ولا أظافر لها تقرص.
واليوم أنت في الخرطوم ومراسلوك – يماني قبرآب وعبد الله جابر وآخرون- دوما في الخرطوم
 والملفات التي تتأبطون تحمل تهما للخرطوم وتوثق لمفردات من الأحداث :
ü     اجتماع تم للمعارضة هنا وآخر هناك ومقال كتب وفلان تحرك وفلان صرح وبيان صدر!!
ü     ولم تثبت – قط - هذه الملفات بدليل-  معسكرا لتدريب المعارضة  الأرترية قائم
ü     ولا سلاحا للمعارضة قدم
ü     ولا أموالا للمناشط المناوئة  دفعت
لأن السودان مخلص للوقوف مع النظام الأرتري إلى درجة التفاني
يلاحق أنشطة معارضيه ويتستر على اعتداءاته ويصبر دوما على أذاه
يا أسياس أفورقي ..
الخرطوم التي تستقبلك بترحاب فيها من معارضيك الصامتين ما لا يستطيع تكميم أفواههم جهاز الأمن والمخابرات السودانية وذلك لأنهم شعب أرتريا وعددهم يتجاوز المليون مهاجر أرتري- قديمهم وجديدهم-   وكلهم يكن لك الخصومة ويحتفظ لك بثارات ومرارات تحييها لديهم ذكريات السجناء والأرض المنهوبة والأعراض المنتهكة والكبت الجائر على يديك وكلما زرت الخرطوم طافت بهم الذكريات الأليمة في سجونك كم فيه من الدعاة والمعلمين والسياسيين ..
لكنك آمن في الخرطوم يا أفورقي.
والأرتريون الغاضبون عليك يعرفون أين تبيت ؟ وأين تقيل؟ ومتى تتحرك ؟ ومتى تسكن ؟
كانوا معك – غاضبين حزينين - عندما كنت في ولاية البحرالأحمر – فرحا مسرورا - تتجول في الأحياء مع  الوالي إيلا
وهم معك عندما  تلتقى مع جهات رسمية وتجتمع وتناقش
وهم مع مفوضيك عندما يفتتحون قنصلية  للدولة أو دارا للجالية أو فرعا للشبيبة أو يكونون لجانا لجباية الأموال  وهل تظن أن كل الذين يصفقون لك بأيديهم هم يوالونك بقلوبهم ؟؟ ألا تتعظ بمن سبقك ؟ أين المصفقون لقذافي ؟ والمصفقون لمبارك وبقية المردة؟
هم ليسوا جنا يرونك من حيث لا تراهم – يا أفورقي - ولكنهم إنس أرتريون أغلقت عليهم ا لباب فالتمسوا الحياة بعيدا عن وطنهم ويرقبونك من بعيد ومن قريب بخصومة شديدة وينتظرون اليوم الذي يهلك فيه فرعون أرتريا بالغرق أوبجهد من المواطنين وما هو على الله بعزيز
لا تظن أن ما لديك من الشوكة كافية لتأمين حياتك دهرا بل اعتبر بغيرك ممن كان على شاكلتك فمن كان يتصور- غير المؤمنين المستضعفين المجاهدين-  مطاردة قذافي ليبيا زنقة زنقة ومن كان يتصور هروب فرعون تونس ومن كان يتصور أن تلتقط عينا حسني مبارك الضوء من خلف  القضبان ذليلا.
ورئيس اليمن أتاه النذيرمن شعبه المظلوم وهو في محراب المسجد وبشار سوريا في الطريق ترتج به أرضه ويبصق في وجهه شعبه.
والوسيلة هذه المرة أقوى من أجهزة السلطة وآلياته وناره هي المواطنون الغاضبون الذين يحتلون ميدان الحرية سلما  وتحتل شهداؤهم القلوب حبا . وبموت شهيد تحيا الأمة .. والأرتريون قد حفظوا الدرس تماماّ ..
وأنت في  الخروطوم  آمن
لأن معارضيك موفون بعهود ومواثيق مع الدولة المضيفة ولهذا لاتجد :
1.     مظاهرة معارضة
2.     ولا محاولة اغتيال ضدك
3.     ولا حدثا يسبب لك ذعرا
ومع ذلك عليك أن تعلم أن في الخرطوم أكثر من مليون شخص معارض لك يقيم في مخيمات الهجرة القاسية هل تستطيع أن تسجل زيارة لهم لتجرب الرقص والتصفيق والسهرات الليلية . تعالى إلى ود شريفي ! تعالى إلى معسكر الشجراب ..تعالى لزيارة المهاجرين في المعسكرات عامة ...!!
هذه الأمة المهاجرة الصابرة في البأساء تشارك آلام المواطنين هناك في أرتريا هل ترى أنها مرحبة بقدومك لزيارة السودان يا أفورقي؟.
أكثر من ألفي خريج  جامعي يتجولون عطالى في ربوع السودان ويحملون مختلف التخصصات العلمية
يتأبطون شهاداتهم ويمشون (قداري) بحثا عن فرص عمل حلال وتمضي السنون دون حصول المراد وتشيب رؤوسهم مع تقادم الزمن دون تحقيق مقاصدهم في الحياة الكريمة ودون القيام بأدوارهم خدمة لمجتمعهم رواداّ صالحين
لكنهم لا يعودون إلى الوطن لأن في طريقهم جلس المسيح الدجال فهل ترى أنهم يرحبون بك في غربتهم ومرارتهم ؟
هل سألت لماذا لا يعودون ؟
كل السفارات في العالم تحتفل بخريجيها وتدفع الأموال ا لطائلة للاحتفاء بهم إلا سفارات أرتريا !!
كل ا لخريجين في العالم تتجه جهودهم لخدمة وطنهم إلا خريجي أرتريا !!
هل سألت لماذا لا يعودون ؟
لا يوجد في السودان فرص العمل التي تغريهم بالبقاء هنا ولا يوجد من الخيرات  ما ينسيهم الوطن وليس من طبعهم تنكر واجب الخدمة الوطنية
لكنهم يكرهونك أيها الرئيس لأنك تقتل الأحياء وتقتل العلماء وتقتل المواهب وتقتل القيم وتقتل الوطن..
أيها الرئيس جرب لقاء بينك وبين هؤلاء  الخريجين لتسمع من الرأي والحكمة والنقد ما يؤسس عليه دولة ،وينمى به وطن، ويغرس به السلام ، ويعود به المهاجرون إلى بلادهم راشدين .
أكثر من ألفي خريج  - ومن بينهم حملة شهادات الدراسات العليا - قادر لإدارة البلاد برشد وهدى ، وقادرعلى إقامة نظام يجمع ولا يفرق بين المواطنين ، وقادرعلى  إيجاد منظومة من القوانين ؛ التي تجعل البلاد على مصاف الدول المتقدمة ترتقي بخلق المواطنين إلى درجة يعين بعضهم بعضا ، ويعمل كلهم مع سلطانهم برضى وانسجام دون عصى الاستبداد وكرباج السلطان .لكنك أوصدت الباب أمامهم فهل ترى أنهم يرحبون بزيارتك ، وراضون عنك تتجول في الخرطوم آمنا مطمئنا .؟
إنما يمنعهم من اقتحام سفارتك العهود والمواثيق مع الدولة المضيفة وهو الذي يحميك من تعكير مزاجك بمظاهرات مشاغبة تجوب الشوارع هاتفة : ارحل .. ارحل
مشهد يماني قبر آب وهو يفر هاربا إلى الفندق من مظاهرة راقية قام بها شباب أرتريون معارضون في شوارع نيويورك كان يمكن أن يتكرر هنا في الخرطوم بل بصورة أرقى وأعظم لتعرف كيف يكون استقبال الأرتريين لرئيس بلادهم أسياس أفورقي فهل تسمح حكومة السودان بذلك ؟ وهل تسمح أنت لاختبار ولاء الجماهير الأرترية لك ؟
لو أن السودان يسمح بالتحرك المضاد لنظامك – حتى دون أن يساعد – لوجدت الحدود تقتحم بمظاهرة سلمية غاضبة يقوم بها مهاجرون أرتريون ومعهم قناة الجزيرة والفضائيات العالمية فهل يقوى سلطانكم لمقاومة شعب يتنفض من الداخل سلميا ويقتحم من الخارج سلميا وإن هذا لحدث آت إن لم تتدارك الأمر قبل فوات الأوان ببسط الحرية وإقامة العدل واستيعاب المعارضة .
يا أفورقي ..
يوجد في الخرطوم من قتلت أباه ، ومن سجنت قريبه ، ومن سلبت أمواله  ، ويوجد من غرست مرارات في قلبه لا تنسى ..  كل واحد منهم قادر ليترصد لك في كمين ينقض عليك فجأة بقلب حاقد يغرس أظافره في رقبتك لتستريح منك البلاد والعباد لكنه لا يفعل احتراما لحرمة الدولة المضيفة يا أفورقي ومن مبادئ دينهم الوفاء بالعهد وإكرام المحسن والاعتراف بفضله والمعركة كذلك لا تكون في الإسلام إلا معلنة في ميدانها والجهاد السلمي مقدم على الجهاد الحربي.
ولذلك فأنت آمن يا أفورقي في الخرطوم أنت آمن..  أنت آمن .لكن لا مرحبا بك- من مواطنيك -  وأنت آمن فهل من عاقل يرضيه أن يكون آمنا بغيضاّ.؟ وإلى متى سوف تظل في حماية شديدة تقيك من مخالب مواطنيك في الداخل والخارج ؟
وللحـريــة الحمــــراء بـــاب بــكل يــد مضـــرجة يـــدق
إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013