الأربعاء، 25 مايو 2016

أفورقي .... يتوعد الشعب بربع قرن آخر على ظهر السلحفاة ذاتها !!!!


أفورقي .... يتوعد الشعب بربع قرن آخر على ظهر السلحفاة ذاتها !!!!



 

كتب : أحمد شريف

في كلمته احتفالا باليوبيل الفضي لذكرى الاستقلال ، أكد أفورقي أنه سيسير ربع قرنه القادم على ظهر السلحفاة التي امتطاها قبل ربع قرن. هذه هي المعلومة الهامة التي أكدها سيادته للعالم في كلمته الربع قرنية. العالم ظل يترقب كل عام ، جديد أفورقي في خطاب ذكرى الاستقلال. لكن كالعادة لا جديد في مدينته !! فالرجل لا يزال يعيش في جلبابه القديم دون أي تغيير حتى في اللون ، المقاس هو المقاس ، التضييق السياسي هو نفسه ، طريقة المشي أيضا هي عينها. ربع قرن الرجل لم يتعلم حتى درسا واحدا!!                      التاريخ عنده ليس للعبرة وتغيير المنهج ، أخذا بمعطياة الأشياء التي لا تعرف السكون ، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بقيادة دولة وشعب!؟.
دلف الرجل إلى حقيبة التاريخ وأخذ منها ماطاب ، رماها في وجه الحضور والشعب ، دونما تحليل واستفادة ، وعمَّد ثباته في محطته ، بذكره أرتال الشهداء الذين قدمتهم إرتريا قربانا للحرية التي لم يصنها الخلف ، وغاص موغلا في عبارة (الأنا) والنرجسية التاريخية التي لم تسعف حتى السلحفاة في تغيير سرعتها. دغدغ مشاعر الوطن والشعب بالشعارات لا بالحقائق!! لم يقدم رقما واحدا في مضمار التنمية والإعمار ، أشار فقط إلى أرقام بعينها ، حيث عدد الشهداء وتواريخ فصول الحروب التي خاضتها إرتريا قبل وما بعد الاستقلال (حانش وبادمي ورأس ديمرا.....الخ ) ، وأسهب في إدانته لقرارات مجلس الأمن الدولي الخاص باتهامه في دعم حركة الشباب في الصومال.
أفورقي لم يقدم ولو حصاد عام واحد من التنمية ، فضلا عن حصاد ربع قرن ، وهو غير المتوقع أصلا !! خطابا جاء يؤكد إختطاف دولة وشعب بكامله أكثر من الفترة المشار إليها. ورغم ذلك هناك مستجدات في مشهد الاحتفال بشكل عام ، أذكر منها :
- نقل مكان الاحتفال الرسمي من استاد أسمرا إلى ساحة الفاتح من سبتمبر ، ربما جاء ؛ تقية من محاولات قد تنهي المشهد الدرامي بشكل مختلف إذا ما تم الاحتفال بالاستاد ، خاصة وأن المكان القديم محاط بالأحياء السكنية المتداخلة ، بخلاف ساحة الفاتح من سبتمبر المكشوفة من كل الجهات ، بالتالي يمكن مراقبتها بسهولة ، حيث يجلس الجمهور في اتجاه واحد.
- ركز الخطاب على الحقب التاريخية لإرتريا ، بوصف أن التاريخ حقائق ، خاصة الاستعمار الإيطالي وسيناريو ضم إرتريا إلى إثيوبيا ، وما آلت إليه الأمور ، ومنها المتمثلة في تعهدات الامبراطور هيلي على مراعاة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
- الخطاب جاء مقتضبا ، رغم كثافته الموغلة في الرصانة والتنظير. فقد تعمد الرئيس تخدير الجمهور عن تساؤلات الواقع ، من خلال تناوله بطولات الشعب الإرتري ومواجهة أعدائه عبر التاريخ وبشكل مستمر ، وهي حالة استمرءها النظام ويرقص على انغامها غضب الشعب.
- الخطاب أوضح رؤية أحادية التوجه والتحكم ، حيث لم يشر ولو تلميحا إلى حجم التحديات السياسية التي تواجه التجربة ، ولم يقو على فتح صفحة جديدة مع الكيانات السياسية الإرترية الأخرى ، حتى ولو من باب التجريب ، إذا كان ذلك من باب الاستحقاق الوطني مرفوضا لديه! !!!!.
- الخطاب لم يقدم كشف حساب لحصاد ربع قرن ، خاصة وأنه ركز على حصاد نصف قرن من التصدي وليس ربع قرن ؛ بهدف صرف الأنظار عن تحليل الواقع ، ما يعني استدارج الجميع إلى حقيبة التاريخ والنوم في أعماقها.
- الخطاب حاول نقل أسباب الفشل والتردي الداخلي ، إلى العامل الخارجي وأجنداته ، بأسلوب غير ملتوي ، حيث أشار إلى أن العالم لا يريد وجود أقوياء من أمثالنا ، لست أدري أي قوة يعني؟
- المظهر العام لأفورقي كأنه يشير ، إلى إرتدائه دروعا واقية ، حيث لم يكن كعادته باسط الوجه طلق المحيا في تقديم خطابه ، خاصة وأن عبارة ( السيدات والسادة) وردت في خطابه مرتتين فقط ، كما أن الكاميرا لم تركز على الرئيس حتى أثناء متابعته لفعاليات الاحتفال من الأغاني وغيرها ، وأعلم تماما متى تتوارى الكاميرا عن الالتقاط.
- على غير العادة إبتعد الرئيس عن احتكاكه المباشر بالجمهور ، حتى أثناء مغادرته الحفل إلا لثواني ، وهو المولع بالرقص و(الهجيج) ، الذي قد يصل أحيانا إلى درجة الذوبان في أحضان الراقصين والراقصات. لماذا ؟ الواقع ربما يجيب على التسآؤل.
- جمهور الحفل صفق للرئيس في خطابه ثماني مرات فقط ، فهل كان الخطاب صورة مجمعة من فقرات خطابية سابقة للرئيس خلال ربع قرن فملها الجمهور ؟ أزعم ذلك ، لأنها ذات الرؤية والتنظير والفلسفة والتسآؤلات.
- لأول مرة يصف الرئيس في خطابه الولايات المتحدة الامريكية بـ (الزمرة) وتحديدا (زمرة واشنطون) ، فقد ألحقها بـ (زمرة وياني) - مع وقف التنفيذ - ، وفي ذلك إشارة إلى أن هوى السلحفاة لا يزال بعيدا إلى حد ما ، عن زيارة الحديقة الأمريكية بكل ألوانها ومغرياتها ، خاصة وأنه أشار إلى دور أمريكا في تعطيل حركة الشعب الإرتري عبر التاريخ ، ذكر ذلك في أكثر من موضع في الخطاب.
- تفاعل الجمهور بصورة هستيرية عندما تتوجه كاميرات النقل المباشر إليه ، وهي مشاهد لم نألفها في ثقافة الجمهور الذي يحضر فعاليات الاحتفال ، وكأن العملية مقصودة ومخطط لها ، لإيعاز أن الجمهور مع السلحفاة في حركتها وسكونها ، رغم أن المعنى الحقيقي في بطن وعقل الشعب وليس العكس.
- الأعمال الفنية التي قدمت بساحة الفاتح من سبتمبر ، معظمها كانت دون المستوى ، حيث جاءت تعبيرا صادقا ، على أن المشهد لم يرق إلى فرحة شعب بحصاد ربع قرن من التحرير والاستقلال ، خاصة أغنية ودي زاقر وخديجة ، أحسب أنهما يقيمان على ظهر السلحفاة ! الاعمال الجميلة التي جاءت نشازا عن ذلك المتن ، هما العمل الفني الرائع للفنان يوسف أبو شنب (أفعبتي) ، والفنانة الشابة التي قدمت الأغنية الأخيرة باللغة التقرنية ، لا غير.
- مع الإشادة بمشاركة أشقائنا من الضفة الأخرى لأشقائهم بعيد الاستقلال ، إلا أن الذي قُدم ، مع الأسف لم يرق إلى المستوى المطلوب (الفن السوداني) ، كما أن الكوكبة ضمت الدكتور الفنان / عبد القادر سالم (استاذ الموسيقى) ، والفنان المخضرم / كمال ترباس ، والفنانة الموهوبة / فهيمة عبد الله ، والفنان / سيدي دوشكا (الغارق في وهج الدهشة والإعجاب لا غير). هذه الكوكبة كان قمين بها تقديم عمل رائع شعرا ولحنا وتوزيعا ، إلا أنها هي الأخرى جاءت منسجمة مع النسق العام لحصاد ربع قرن ، ربما؟ .
- رسالة هامة إلى من يعنيهم الأمر ، وهي أن أفورقي تعهد أمام الجميع الحكومة والجبهة الشعبية ، والمعارضة و(حزب الكنبة – السواد الأعظم ) ، أنه سيلتقي بهم في اليوبيل الذهبي لذكرى الاستقلال ، ليس على ظهر التطور والتكنولوجيا والعلم والانفتاح والشفافية ، ولكن على ظهر ذات السلحفاة ، شاء من شاء وأبى من أبى. الرجل أعلنها في تصالح مع نفسه ، وفي توالي تام مع أهدافه ومبادئه ، ايها الناس فماذا أنتم فاعلون؟.
- الرئيس لم يحي المجموعات الإرترية المقيمة في الخارج ، ولم يذكرها بعبارات الإشادة لتصديها للإتجاه المعاكس ، حيث أكتفى فقط بمشاهدة تطواف الأعداد التي وصلت البلاد ، وعرضت ولاءها بساحة الفاتح من سبتمبر حاملة أعلام دولها البديلة ، فهل كان موقفه منها رسالة بأن مناصرة الحكومة والاستماتة في الدفاع عن سياسيتها قد تراجعت ، وكأنه يقول لهم عودوا إلى أمكم أو رشدكم القديم يا حبايب ؟

25 مايو 2016
استراليا – ملبورن

منقول من صفحة الأستاذ الكريم في الفيسبوك .

هناك 3 تعليقات :

  1. حقيقة أخشى أن ننتظر ربع قرن آخر مع حالة الضعف التي تعيشها المعارضة التي نعتبرها طريقنا الرئيس للإسقاط الدكتاتورية في إرتريا

    ردحذف
  2. حقيقة أخشى أن ننتظر ربع قرن آخر مع حالة الضعف التي تعيشها المعارضة التي نعتبرها طريقنا الرئيس للإسقاط الدكتاتورية في إرتريا

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لمدونة . 2013